خلال اليومين الماضيين احتفت مواقع التواصل بمقطع مصور لإحدى بناتنا المبتعثات في أمريكا «تهاني المنيع» وهي في محكمة أمريكية تدلي بإجاباتها وتدافع عن نفسها أمام قاضٍ مخضرم، وقد ركّز المعلقون على الحادثة بأن ابتسامتها المستمرة خلال الاستجواب، والتي تنم عن ثقة بالنفس واعتداد بالذات ويقين بأنها لم ترتكب خطأً، وكذلك إجاباتها العفوية غير المتكلفة هي السبب الوحيد الذي جعل القاضي الأمريكي يلغي الغرامة المالية عليها بسبب إيقاف سيارتها في مكان مخالف.

بالصدفة كان مقالي يوم أمس تعليقاً على قول ضيف تلفزيوني غير سعودي في قناة سعودية، حاول بشكل لئيم اتهام برنامج الابتعاث في بلادنا بأنه سبب في بعض الحوادث الشاذة لفتيات سعوديات، كان عنوان المقال: «إنت ما لك.. خليك في حالك». واليوم أجد نفسي مضطراً لأقول لذلك المتحدث، والشخص الذي استضافه وسهّل له مهمة تمرير سمومه، أقول له:

هذا هو النموذج الحقيقي لبرنامج الابتعاث أيها الدعي الذي حشر نفسه في ما لا علاقة له به. هذه هي ابنتنا «تهاني» ترد عليك وعلى أمثالك الذين يغرسون في ظهورنا خناجر مسمومة. فتاة سعودية رائعة، تعلمت ووقفت أمام قاض عتيق بكامل احترامها وثقتها بنفسها وخلاصة تربية أسرتها الفاضلة لترفع رأسها ورأس وطنها، ولتصبح حديث العالم كنموذج للفتاة السعودية المتعلمة المحترمة.

نعرف أيها المؤدلجون الأدعياء الموبوؤون أن ما يحدث في وطننا من انطلاقة عاصفة نحو المستقبل يزعجكم جداً. لكننا أصبحنا نفهم جيداً ألاعيبكم. إن درساً واحداً من ابنتنا تهاني يجب أن يجعلكم تخجلون، لكن لأن الله قد مسخكم فإننا لا نأمل فيكم خصلة طيبة واحدة على الأقل، حتى الخجل.

ابتسامة تهاني هبة من الله كانت ترتسم ببراءة وعفوية على وجهها الطاهر، أما أنتم فإنكم تبتسمون وسموم الأفاعي تقطر من ألسنتكم. هذه هي النموذج الحقيقي للابتعاث، يا من سيبعثهم الله والخزي في وجوههم.