وضع معايير لتعيين القيادات
مفتاح ضائع
الأحد / 03 / رجب / 1440 هـ الاحد 10 مارس 2019 01:45
أنمار مطاوع
رؤية المملكة 2030 تعتمد في تنفيذها على الإبداع.. فمحاورها الأساسية: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح.. تعني الروح المعنوية العالية.. والإبداع.. وهو مضمون الأهداف والمبادرات والخطط الإستراتيجية. تحقيقها يقع بين النظرية والتطبيق.. وهنا يأتي دور الإدارة.
تشير أبحاث الاتصال والإدارة إلى أن (نوعية الإدارة) تؤثر سلبا أو إيجابا على الروح المعنوية للمنسوبين في أي إدارة حكومية أو أهلية؛ سواء أكانوا موظفين أو متعاقدين أو متعاونين.. وبالتالي، يتأثر الطموح والحيوية والازدهار (محاورة الرؤية الأساسية) بنوعيتها. لهذا، يجب الانتقاء بحرص.
يروي أحد المعلمين في مدرسة ثانوية أن قائد المدرسة يُديرها بأسلوب تقليدي جدا.. يرفض التغيير والتجديد.. ويفرض على كل المعلمين طريقته في التفكير والتدريس وآليات التعليم.. بل حتى على الأنشطة غير الصفية يفرض أفكاره وآراءه. ويضيف: (.. ليتها أفكار جديدة وابتكارية.. بل قديمة وبالية.. الهدف منها ممارسة سلطة عقيمة واستبداد إداري..). وبالتأكيد روح الإبداع متدنية وربما مفقودة.
يروي أحد رؤساء الأقسام العلمية في إحدى الكليات أن عميدهم يستخدم أسلوب الإدارة بالتخويف.. والتهديد بالإيذاء.. والتذمر المستمر.. وفي كل الحالات، الهدف هو التدخل في كل قرارات قسمهم.. وفرض رأيه حتى على تلك التي تتعلق بشؤونهم الأكاديمية الداخلية.. وطلابهم.. (.. المشكلة أنه يعمل على تفريق الجهود لفرض آرائه المتواضعة جدا.. ولك أن تتخيل..). وبالتأكيد روح الإبداع متدنية وربما مفقودة.
موظف في إدارة حكومية يروي أن مديرهم يستخدم في إدارته الأسلوب النظامي المتزمت.. وللأسف همه الوحيد هو (الدوام).. يحسب دقائق التأخير.. ويحاسب الموظفين على الاستئذان والإجازات الاضطرارية (رغم نظاميتها).. ولا يقدّر ظروف الموظفين إطلاقا. وبالتالي، يشعر الموظفون في إدارته بالاستياء والإحباط.. خصوصا كما يقول: (.. لو أضفنا لها طريقة التعامل الرديئة التي يستخدمها معنا..). وبالتأكيد روح الإبداع متدنية وربما مفقودة.
هذه العينات ليست كثيرة ولله الحمد، ولكنها موجودة.. وهي مؤشر جاد يدفع لوضع معايير وأنظمة تهتم بآلية تعيين القياديين.. تتواكب مع المرحلة. فمثل هذه النماذج لن تخدم في تحقيق محاور الرؤية الأساسية ولا أهدافها الإستراتيجية. فالاختيارات الإدارية الخاطئة تعني: وضع حجر عثرة في طريق تحقيق الرؤية.. الرؤية تحتاج للإبداع.. والإبداع لا يأتي إلا تحت راية (الإدارة المثالية).
لا شك أن المدارس وكل المؤسسات التعليمية والإدارات الحكومية تزخر بالقياديين والقياديات المبدعين والمبدعات الذين يتركون بصماتهم الإلهامية على قطاعاتهم.. ويعملون على تنمية الطموح وتحقيق روح الإبداع. والمأمول هو زيادة مثل هؤلاء النخبة في مرحلة النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في ظل القيادة الفتية المبدعة.. مما يعني ضرورة وضع معايير لتعيين القياديين. تلك المعايير ستكون كفيلة بتحجيم (جياع السلطة).. فالرؤية تريد الإبداع وبث الروح العالية في كل أركان الدولة وقطاعاتها.. وهذا لا يتحقق إلا بالإدارة الإيجابية.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
تشير أبحاث الاتصال والإدارة إلى أن (نوعية الإدارة) تؤثر سلبا أو إيجابا على الروح المعنوية للمنسوبين في أي إدارة حكومية أو أهلية؛ سواء أكانوا موظفين أو متعاقدين أو متعاونين.. وبالتالي، يتأثر الطموح والحيوية والازدهار (محاورة الرؤية الأساسية) بنوعيتها. لهذا، يجب الانتقاء بحرص.
يروي أحد المعلمين في مدرسة ثانوية أن قائد المدرسة يُديرها بأسلوب تقليدي جدا.. يرفض التغيير والتجديد.. ويفرض على كل المعلمين طريقته في التفكير والتدريس وآليات التعليم.. بل حتى على الأنشطة غير الصفية يفرض أفكاره وآراءه. ويضيف: (.. ليتها أفكار جديدة وابتكارية.. بل قديمة وبالية.. الهدف منها ممارسة سلطة عقيمة واستبداد إداري..). وبالتأكيد روح الإبداع متدنية وربما مفقودة.
يروي أحد رؤساء الأقسام العلمية في إحدى الكليات أن عميدهم يستخدم أسلوب الإدارة بالتخويف.. والتهديد بالإيذاء.. والتذمر المستمر.. وفي كل الحالات، الهدف هو التدخل في كل قرارات قسمهم.. وفرض رأيه حتى على تلك التي تتعلق بشؤونهم الأكاديمية الداخلية.. وطلابهم.. (.. المشكلة أنه يعمل على تفريق الجهود لفرض آرائه المتواضعة جدا.. ولك أن تتخيل..). وبالتأكيد روح الإبداع متدنية وربما مفقودة.
موظف في إدارة حكومية يروي أن مديرهم يستخدم في إدارته الأسلوب النظامي المتزمت.. وللأسف همه الوحيد هو (الدوام).. يحسب دقائق التأخير.. ويحاسب الموظفين على الاستئذان والإجازات الاضطرارية (رغم نظاميتها).. ولا يقدّر ظروف الموظفين إطلاقا. وبالتالي، يشعر الموظفون في إدارته بالاستياء والإحباط.. خصوصا كما يقول: (.. لو أضفنا لها طريقة التعامل الرديئة التي يستخدمها معنا..). وبالتأكيد روح الإبداع متدنية وربما مفقودة.
هذه العينات ليست كثيرة ولله الحمد، ولكنها موجودة.. وهي مؤشر جاد يدفع لوضع معايير وأنظمة تهتم بآلية تعيين القياديين.. تتواكب مع المرحلة. فمثل هذه النماذج لن تخدم في تحقيق محاور الرؤية الأساسية ولا أهدافها الإستراتيجية. فالاختيارات الإدارية الخاطئة تعني: وضع حجر عثرة في طريق تحقيق الرؤية.. الرؤية تحتاج للإبداع.. والإبداع لا يأتي إلا تحت راية (الإدارة المثالية).
لا شك أن المدارس وكل المؤسسات التعليمية والإدارات الحكومية تزخر بالقياديين والقياديات المبدعين والمبدعات الذين يتركون بصماتهم الإلهامية على قطاعاتهم.. ويعملون على تنمية الطموح وتحقيق روح الإبداع. والمأمول هو زيادة مثل هؤلاء النخبة في مرحلة النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في ظل القيادة الفتية المبدعة.. مما يعني ضرورة وضع معايير لتعيين القياديين. تلك المعايير ستكون كفيلة بتحجيم (جياع السلطة).. فالرؤية تريد الإبداع وبث الروح العالية في كل أركان الدولة وقطاعاتها.. وهذا لا يتحقق إلا بالإدارة الإيجابية.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com