كتاب ومقالات

عنيزة تحتفي بأحمد الحمدان.. وأياديه البيضاء!

في الوقت الضايع

علي محمد الرابغي

الأسبوع الماضي أعاد لي خبر حفاوة الحمدان شريط الذكريات التي جمعتني والمحتفى به المستشار أحمد الحمدان.. الذي كان (قضية) وكان محل حفاوة الكثيرين من الذين يسعون جاهدين إلى كسب وده وصداقته.. حيث نشأ وترعرع في أم القرى مكة المكرمة وفي كفالة جدته.. فقيرا لكنه كان يخرج إلى رفاقه في ثوب أبيض كبياض قلبه.. ولك أن تعجب أيها القارئ الكريم.. وأنت ترى ذلك التهافت من زملائه الذين يعيشون في كنف العيش الرغد.. وينشأون وسط مقومات السعادة والإمكانات التي تخدمهم لتهيئ لهم مجال التفوق.. ومع ذلك كان (أبو خالد) لا يعطي للشعور بمركبات النقص مجالا.. ولكنه ترجم هذا الإعجاب إلى تفشي مودته بينه وبين كثير من زملائه وأصدقائه.. وخاصة بعد صلاة العصر تراهم يتقاطرون على مسكنه المتواضع.. كل يحاول أن يخطب وده وأن يذهب معهم لقضاء (العصرية) في إحدى المقاهي (حوض البقر).. كان هذا في سنين دراسته الأولى ثم انتقل إلى الرياض.. حيث التحق بجامعة الملك سعود، وهنا أيضا كان أصدقاؤه يتهافتون لكسب وده لأن يشاركهم السكن الجامعي.. واستقر أخيرا بغرفة واحدة مع صالح كامل رجل الأعمال المعروف وعمر عبدالسلام، وعبدالله نصيف وفيصل الصائغ ومجموعة لا تحضرني أسماؤهم الآن.. وبعد أن أنهى دراسته الجامعية.. التحق بالعمل في وزارة المالية.. ورغم حداثة سنه إلا أنه برهن وفي سرعة قياسية على النجاح كان محل حفاوة ويتهافت لكسب وده الكبير والصغير في الوزارات التي مر عليها.

ومن ثم انتقل إلى جدة محطته الأخيرة.. وفيها تأهل عائليا مع كريمة من أسرة كريمة (على الحمدان).. وبدأ اسمه يتردد في أوساط وزارة الخارجية وفي مصلحة الطيران وفي أمانة جدة وفي المعارف.. كانت فترة ذهبية فكان رغم أهمية الوظيفة التي أبرز سماتها الأمانة والحفاظ على المال العام والمشاركة الفعالة في خدمة المشاريع التي تستقطب حاجات المواطنين.. كان مكتبه أشبه بصالون ثقافي واجتماعي يغشاه أصحاب الحاجة والأحوال المتردية.. وكان دائما يسعى لجبر الخواطر ويمارس التواضع في أعمق صوره.. فهو يسهم من خلال وظيفته في خدمة قاصديه.. ويبذل الجهد ليعين هؤلاء ويحقق مطالبهم.. ثم ما لبث أن أصبح شائع الذكر ومقصدا للكثيرين من أصحاب الحاجة.. ثم وبعد أن تقاعد لم يخضع لفرض العزلة على نفسه كما هو شائع.. وإنما ظل ملء السمع والبصر وأكثر حضورا مما كان عليه.

عنيزة تحتفي بأحمد الحمدان.. وأياديه البيضاء:

وفي الأسبوع الماضي فتحت عنيزة ذراعيها لاستقبال أحد أبنائها البررة أحمد الحمدان ومن معه.. وكان الاستقبال رائعا في عفويته الصادقة.. فالكل يمارس الحفاوة للحمدان أحد أهم ركائز فعل الخيرات.. وتأتي عنيزة في مقدمة اهتماماته.. فقد أعلن المستشار أحمد الحمدان خلال حفل تكريمه عن المشروع الريادي في مجال الإعاقة «مركز أحمد العبدالعزيز للتأهيل المجتمعي» والذي سيتكفل به هو وأبناؤه، بالشراكة مع جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية.

الثناء في الدنيا:

ويجدر بنا أن نقف أمام نهج سيد المرسلين.. رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام.. إذ سئل يا رسول الله الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن.. قال عليه الصلاة والسلام: «أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرا، وهو يسمع، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا، وهو يسمع» (رواه ابن ماجة، وصححه الألباني).

وأود هنا أن أشير إلى الجهد الذي بذله (وائل حميد الغانمي) لاستخلاص هذه الأحاديث والتي أردت من خلالها أن أسجل هذه الشهادات القيمة العظيمة لفاعل الخير في خدمة الناس.. تأتي هذه الخدمة في مقدمة الأعمال التي تجلب السعادة من خلال الثناء من قبل الناس والتي فعلا تصب في أذن المكرم.. زاد الله (أبا خالد) توفيقا وسدادا ومحبة بلا حدود.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي

alialrabghi9@gmail.com