كتاب ومقالات

المرعب حمدالله

الحق يقال

أحمد الشمراني

ليس بالضرورة أن أكون نصراوياً لكي أثني على حمدالله أو أحتفي بفريق يلعب كرة قدم كما يقول الكتالوج على رأي المعلقين القدامى.

فنحن يجب أن نعزل أنفسنا عما يطلبة المتعصبون ونستمتع بكرة القدم في منأى عن العبارات الركيكة ومنها (خلك في ناديك)، ففي الأول والأخير لن يضير النصر أو غيره أن لم تكتب عنه بقدر ما يضيرك (أنت) يا سيادة الإعلامي.

في كرة القدم السعودية الكثير من الجواهر التي تستحق الاحتفاء ومنها النصر وحمدالله.

أمام الوحدة أبدع النصر، وتألق حمدالله، ورددت مدرجات العالمي أنشودة الفرح في حضرة فرقة الوحدة الموسيقية، وقلت معها ولها من صنع هذا الفريق يجب أن يُشكر، ومن أحضر حمدالله للنصر أو اختاره يمتلك (عين خبير).

أعرف أن منافس النصر على الدوري شرس ومتمرس، وإن لم يكن في حجم العالمي لن يكون أقل منه، أقصد كبير القوم في كرة القدم السعودية (الهلال).

ولا شك أن تنافس النصر والهلال يثري الدوري جماهيرياً وإعلامياً بغض النظر عن النتوءات الإعلامية من قبل إعلام الناديين التي تأخذ مساراً لا يخدم التنافس، ولا يخدم الناديين بقدر ما يعيدنا إلى زمن لا علاقة له بما يحدث من جمال داخل الملعب.

ثمة من ربط إبداع النصر بسوء أداء الوحدة، وهذا ربط قد يكون مقبولاً لو قالوا أداء النصر هو من فرض على فرسان مكة التراجع لحماية مرماهم من أهداف محققة لو سجل نصفها كانت تاريخية بكل ما للكلمة من دلالاتها.

أما حمدالله فهذا حكاية أخرى من حكايات النصر، بل حكايات كرة القدم، يسجل ويسجل ويضيع فرصاً ثم يضيع ويعود ليسجل، وهنا تكمن أهمية المهاجم وشخصيته وقدرته على التصحيح والتعديل داخل المباراة نفسها.

شاهدت حضوراً كبيراً للجماهير أغلبهم للنصر، وصدمت حينما ظهر على اللوحة رقم لم يصل إلى (8000) مشجع، فماذا نسمي هذا سوء تقدير مني أم من (شباك التذاكر)؟

وفي المباراة نفسها لم يرق لي منظر الفرقة الموسيقية في مدرج الوحدة كون المنظر غير مألوف في ملاعب كرة القدم، ولا أدري كيف سمح كبير مشجعي الوحدة (عاطي الموركي) لهم بتشويه المدرج العريق بتلك الآلات التي غيّبت عنا جمال أهزوجة (وحدتي يا وحدة) وأخذتنا إلى مقامات (السيكا والبنجكة) وونو يا مجاريح.

أعود إلى نصر المتعة والأداء، وأحذّر إدارته من الانسياق خلف آراء تدعو أحياناً لخلق أزمة من لا شيء، بمعنى أن التركيز على الملعب أفضل بكثير من مطاردة سراب هذا معنا وهذا ضدنا.

وفي هذا الصدد لا بد من الإشادة برئيس النصر الذي يعمل في منأى عن صخب الإعلام مع أنني أتمنى أن أراه في حديث متلفز لنسأله: كيف وقّع مع مرابط؟ وكيف اصطاد الجوهرة حمدالله؟

ومضة:

أنا أخاف من الأشخاص الذين أحبهم؛ لأنهم الوحيدون الذين باستطاعتهم جرحي.