ثقافة وفن

الجمهور يمنح السبهان بطاقة العبور وسنغالي يحصد أعلى الدرجات

مسابقة أمير الشعراء على أبواب النهائي

الشاعر السعودي سلطان السبهان تأهل بتصويت الجمهور.

«عكاظ» (أبوظبي) okaz_online@

أحداث جديدة عاشها جمهور الحلقة الثامنة من مسابقة «أمير الشعراء»، إذ كان الجمهور داخل وخارج مسرح «شاطئ الراحة» على موعد مع المغنية فايا يونان التي حلت ضيفةً على الأمسية وغنت خلالها قصيدة «تَزَنَّر بِعِطْري»، وهي من ألحان فايا، وكلمات لـما القيّم.

بعد الغناء؛ كان لا بد من معرفة نتائج تصويت الجمهور لشعراء الحلقة السابعة التي تأهل فيها الشاعر المالي عبدالمنعم حسن محمد بقرار لجنة التحكيم، وقد أعلنت لجين عمران - مقدمة البرنامج - عن اسم المتأهل الثاني عن ذات الحلقة، والذي كان عليه وبقية زملائه انتظار تصويت الجمهور على مدار أسبوع كامل، حيث حُسمت النتيجة لصالح الشاعر السعودي سلطان السبهان، إثر حصوله على 73%، بعد جمع الدرجات التي حصل عليها من لجنة التحكيم في الحلقة السابقة مع الدرجة التي منحه إياها الجمهور، فيما خرج كل من علي حسن سلمان وعائشة الشامسي ودينا الشيخ من المسابقة.

وفي الحلقة الجديدة تقابل الشعراء: أحمد محمد عسيري من السعودية، ورابعة العدوية من الجزائر، وعبدالسلام حاج نجيب من سورية، ومحمد الأمين جوب من السنغال، وهبة الفقي من مصر.

وأمام لجنة التحكيم المكوَّنة من الدكتور عبدالملك مرتاض، والدكتور صلاح فضل، والدكتور علي بن تميم؛ ألقى الشعراء الخمسة ما في جعبتهم من قصائد اختاروها للأمسية، وبفضل الدرجة العالية التي منحتها اللجنة للشاعر محمد الأمين جوب (47 درجة)؛ تمكن من العبور إلى المرحلة الثالثة من البرنامج والمكوَّنة من حلقتين، ممثلة بالحلقة التاسعة ما قبل النهائية، والحلقة العاشرة التي ستكون ختام الموسم الثامن.

وحتى ليلة أمس حجز 5 شعراء مقاعدهم في الحلقة ما قبل النهائية، وهم شيخة المطيري من الإمارات، مبارك سيد أحمد من مصر، سلطان السبهان من السعودية، عبدالمنعم حسن من مالي، ومحمد الأمين جوب من السنغال، فيما سيتم الإعلان عن الشاعر السادس بداية الحلقة المقبلة بعد انتهاء المهلة المحددة لتصويت الجمهور عبر الموقع والتطبيق الإلكترونيين للبرنامج، وبالتالي سيتوجَّب على أحمد محمد عسيري، ورابعة العدوية، وعبدالسلام حاج نجيب، وهبة الفقي؛ بدء رحلة الانتظار التي ستستمر أسبوعاً كاملاً ريثما تحسم النتيجة لصالح أحدهم.

وبعنوان «شَاعِرُ العُمْرِ القَصِیر»؛ ألقى أحمد عسيري قصيدته التي لم تحز كثيراً على إعجاب لجنة التحكيم، نظراً لأنها لم تمسك بالمعنى كما يجب، وتاهت بين العمودي والتفعيلة، وفي الأبيات الأولى من القصيدة قال عسيري:

یَا شَاعِرَ العُمْرِ القَصِیرِ المُفْعَمِ

مَا بَینَ حَاءَینِ اسْتَبَاحَا

نَبْضَ قَلْبٍ في هَوَاهُ مُحْرِمِ

شَادٍ عَلى سَمْعِ الزَّمَانِ اسَّاقَطَتْ أَنْغَامُهُ الثَّكْلَى عَلَى ضَوْءِ الشِّهَابْ:

«هَذَا أَنَا» لَحْنِي هُنَا

رابعة العدوية ثاني شعراء الأمسية، ألقت قصيدتها «مشهدٌ لخلْقٍ جديد» والتي وصفها علي بن تميم بأنها قصيدة ذهنية منذ بيتها الأول وحتى بيتها الخامس، في حين لم تبدأ الشعرية إلا بعد هذا البيت، ومما قالته رابعة في قصيدتها:

فَتْقاً أتى خَلقُهُ جاءَا لهُ رَتَقَا

وهَيَّئا لجَديدِ العهدِ مُنطَلقا

واستَخْلصا من صَفاءِ البحرِ معجِزةً

لمْ يأمَنا في اختلاطِ الأبْحُرِ الغَرَقا

وتمكَّن الشاعر عبدالسلام حاج نجيب مرةً أخرى، من الاستحواذ على إعجاب لجنة التحكيم بعد إلقاء نصه «سيرةٌ نهريةٌ للسلام» التي انحاز فيه لبَرَدى، النهر الذي لم يجف في ذات الشاعر وفي وجدانه، وبدأ عبدالسلام قصيدته بقوله:

شالٌ سماويٌّ ونهرُ ندى

بَردى..

وما أداركَ ما بَردى..؟!

بَردى صديقُ الطِّينِ

لَو عَطشَتْ روحُ الطيورِ

لأرسلَ المَدَدا

ويقالُ عنه:

بأنَّهُ ملكٌ مِن جنَّةٍ مجهولةٍ شرَدا

قبلَ الزَّمانِ

وقبلَ أنْ تَلدَ الأمواهُ في هذا المدى زَبَدا

عيناهُ

زنبقتانِ مِنْ شَغبٍ

ولهُ فمٌ يُفضِي لألفِ مَدى

وألقى السنغالي محمد الأمين جوب نصاً متفرِّداً بما فيه من تشكيل حداثي على مستوى البناء والمعنى والصورة، فتفوق كثيراً في «تراجيديا الرُّوح» وحصد أعلى الدرجات في الحلقة من اللجنة، وهو النص الذي أبدعه، فنقله ببساطة إلى الحلقة ما قبل النهائية من البرنامج، ومما قاله:

غَداً سَيَضْحَك مُهتَزٌّ لِعِلَّتِهِ

فَيَخْرُجُ الليْلُ من أدغال عُزْلَتِهِ

وَيَسْتردُّ النَّهَارُ الرَّحْبُ أُغْنِيَةً

مِنَ النَّسِيمِ وَيَنسَى كُلَّ مِحْنَتِهِ

هَذَا الفَتَى ذَهَبِيُّ الحَظِّ مُنبَجِسٌ

مُنذُ اللغاتِ ومبتلٌّ بضحكتهِ

آخر القصائد التي سمعها جمهور الشعر كانت بعنوان «إرادةٌ أخرى للحياة» للشاعرة هبة الفقي، وقد وصف الدكتور علي بن تميم القصيدة بأنها غنائية بسيطة وعذبة اللغة، وفيها كثير من الصور الجميلة، مع أنها تنتمي إلى قصائد الفكرة الواحدة. ومن تلك القصيدة قالت هبة:

بي غُربتانِ وأمنياتٌ ثائرهْ

وبكاءُ أضلاعٍ وصرخةُ شاعرهْ

أمضي بلا دربٍ أراوِغُ وِجْهَتي

حتَّى أرى دَرْبَاً يمدُّ ضفائرَهْ