دماء الأمل
أشواك
الأحد / 17 / رجب / 1440 هـ الاحد 24 مارس 2019 01:31
عبده خال
نحن نثور عندما يضرنا أحد في ديننا أو في المنتمين له، وفي نفس الوقت لا نثمن من يقتص لنا قولاً أو فعلاً.
إن حادثتي العملية الإرهابية التي وقعت في مسجدي النور ولينوود بنيوزيلندا أقامت ضمير الإنسانية في كل مكان رفضاً للعنصرية والإرهاب معاً وتعاطفاً مع القتلى وذويهم ومع كل مسلم سكن البسيطة..
ومنذ الوهلة الأولى كان الشعب النيوزيلندي مصدوماً بما حدث، ولكي يثبت حالة الاستنكار الشعبية والرسمية تعاملت رئيسة الوزراء جياسيندا أرديرن بما يليق انتصاراً للضحايا.. ولكي لا يكون الرد انفعالياً مكتفياً بالتصريحات السياسية التي تتبع الحدث استنكاراً ورفضاً فقد واصل الشعب النيوزيلندي -لليوم السابع من الحادثة- سخطه ورفضه للعنصرية، واصلوا تأكيد الاعتذار لكل مسلمي العالم، ففي يوم الجمعة، رفع أذان الجمعة في أرجاء نيوزيلندا مع بثه في الإذاعة والتلفزيون في إجراء استثنائي أعقبه الوقوف دقيقتي صمت، وحضر الصلاة مسلمون وغير مسلمين وقفوا بالآلاف حداداً على أرواح الضحايا، وفي حديقة مجاورة للمسجد الذي حدثت فيه العملية الإرهابية تقدمت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جياسيندا أرديرن - كانت ترتدي غطاء رأس أسود وملابس سوداء- بإلقاء خطبة مستلة من الحديث النبوي الشريف فقالت: «الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال إن مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وأردفت: «نيوزيلندا تشاطركم الأحزان. نحن واحد».
ومع رفع أذان صلاة الجمعة كانت حشود بالآلاف ينصتون لكلمات الأذان المدوية في أرجاء المكان والمنقولة للعالم وليس للشعب النيوزيلندي فقط، وكان رد خطيب الجمعة منسجماً مع التسامح وروح المواطنة بين جميع أفراد الشعب النيوزيلندي بأن لا أحد يقدر على تقسيم الشعب بغرض عنصري أو ديني.
وفي لفتة للمستقبل قال: «لأسر الضحايا أقول أحباؤكم لم يموتوا سدى. فدماؤهم روت بذور الأمل».
وعوداً لبدء أعيد قولي:
- نحن نثور عندما يضرنا أحد في ديننا أو في المنتمين له وفي نفس الوقت لا نثمن من يقتص لنا قولاً أو فعلاً.
على فكرة، الناس في جميع العالم يسيرون بإنسانيتهم بغض النظر عن الديانة، ولهذا علينا أن نتقارب ونترابط بهذا الحبل الإنساني الذي يؤكد على التسامح والمحبة.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com
إن حادثتي العملية الإرهابية التي وقعت في مسجدي النور ولينوود بنيوزيلندا أقامت ضمير الإنسانية في كل مكان رفضاً للعنصرية والإرهاب معاً وتعاطفاً مع القتلى وذويهم ومع كل مسلم سكن البسيطة..
ومنذ الوهلة الأولى كان الشعب النيوزيلندي مصدوماً بما حدث، ولكي يثبت حالة الاستنكار الشعبية والرسمية تعاملت رئيسة الوزراء جياسيندا أرديرن بما يليق انتصاراً للضحايا.. ولكي لا يكون الرد انفعالياً مكتفياً بالتصريحات السياسية التي تتبع الحدث استنكاراً ورفضاً فقد واصل الشعب النيوزيلندي -لليوم السابع من الحادثة- سخطه ورفضه للعنصرية، واصلوا تأكيد الاعتذار لكل مسلمي العالم، ففي يوم الجمعة، رفع أذان الجمعة في أرجاء نيوزيلندا مع بثه في الإذاعة والتلفزيون في إجراء استثنائي أعقبه الوقوف دقيقتي صمت، وحضر الصلاة مسلمون وغير مسلمين وقفوا بالآلاف حداداً على أرواح الضحايا، وفي حديقة مجاورة للمسجد الذي حدثت فيه العملية الإرهابية تقدمت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جياسيندا أرديرن - كانت ترتدي غطاء رأس أسود وملابس سوداء- بإلقاء خطبة مستلة من الحديث النبوي الشريف فقالت: «الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال إن مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وأردفت: «نيوزيلندا تشاطركم الأحزان. نحن واحد».
ومع رفع أذان صلاة الجمعة كانت حشود بالآلاف ينصتون لكلمات الأذان المدوية في أرجاء المكان والمنقولة للعالم وليس للشعب النيوزيلندي فقط، وكان رد خطيب الجمعة منسجماً مع التسامح وروح المواطنة بين جميع أفراد الشعب النيوزيلندي بأن لا أحد يقدر على تقسيم الشعب بغرض عنصري أو ديني.
وفي لفتة للمستقبل قال: «لأسر الضحايا أقول أحباؤكم لم يموتوا سدى. فدماؤهم روت بذور الأمل».
وعوداً لبدء أعيد قولي:
- نحن نثور عندما يضرنا أحد في ديننا أو في المنتمين له وفي نفس الوقت لا نثمن من يقتص لنا قولاً أو فعلاً.
على فكرة، الناس في جميع العالم يسيرون بإنسانيتهم بغض النظر عن الديانة، ولهذا علينا أن نتقارب ونترابط بهذا الحبل الإنساني الذي يؤكد على التسامح والمحبة.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com