رقصة العويشير ولا جاليات البلطان
جرة قلم
الثلاثاء / 19 / رجب / 1440 هـ الثلاثاء 26 مارس 2019 01:24
إبراهيم عقيلي
كل يوم يفاجئنا الدوري بقصة جديدة وحكاية أخرى، تختلف عن سابقتها، ولكن يبدو أن عقد المفاجآت انقطع وتناثرت القصص والسيناريوهات واحدة تلو الأخرى، وليس هذا الغريب فربما أن كواليس الدوري أجمل من الدوري نفسه، الكواليس بكل تفاصيلها، الفار، التحكيم، الانضباط، اللجان، اللاعبون، كلها جميلة وممتعة، فهي الملح الذي يضفي على الدوري السعودي نكهة خاصة، حتى رقصة الدودة، التي ظهرت دون مقدمات، ظهرت تزحف على أرضية ملعب جامعة الملك سعود في الرياض، لتزحف بعدها عشرات الآراء، بين مشنعة لفرحة العويشير وبين مبررة، لكن الحقيقة التي لا غبار عليها أن العويشير لم يأتِ بجديد، فظاهرة الزواحف في ملاعبنا موجودة، ولم تبدأ بتمساح اسبريلا وبأسد قوميز، ولن تنتهي بالدودة، فالزواحف موجودة والاعتراض على الفرح هو ردة فعل طبيعية، تعود لأسباب صحية تفاقم «حرقان» الصدر، وتزداد أكثر بعد تعادل جاء بطعم الهزيمة لفريق يزحف زحفة إلى البعيد ليتربع على الصدارة، ثم تنتابه حشرجة تعيده إلى الوراء قليلاً، وقد تصيبه بالعمى حينما يرى أن الفرق البيعدة باتت في المقدمة.
لكن صراخ المدرج صهيل، خصوصاً أنه ينبع من قلوب عاشقة، وفرحة الزواحف مبررة. إلا أن السيناريو المزعج الذي لا نتمنى أن نتابعه حتى لو كان معاداً، هو ما يدور بين رؤساء الأندية، وآخرها التراشق بين رئيس نادي النصر سعود السويلم وبين رئيس نادي الشباب خالد البلطان، والدور المحبوك لأحد الممثلين الذي يريد أن يقدم هدية للديربي المرتقب بين الهلال والنصر، ويخرجه من إطار التنافس في المستطيل الأخضر، إلى حلبات المصارعة الفضائية. ذلك التراشق الذي دفع خالد البلطان للإساءة للجاليات، وكأن تشجيعهم لنادٍ بعينه تقزيم، وكأننا نحن الطبقة الأعلى وهم الأقل قدراً ومكانة. لم يكن حديث البلطان عن جاليات قضت عمرها في المملكة تشاركنا البناء والنماء موفقاً، بل كان خارجاً عن حدود اللياقة واللباقة، ومتجرداً من حدود احترام الذات واحترام الآخر، فمن الجاليات من ساهموا في تعليمنا وفي تكويننا، حينما كنا نرتدي الفقر. أستغرب من يهاجم العويشير بفرحة مباحة، ويصمت عند تصريح البلطان، حديث صعب علينا التبرير أمام كل الجاليات التي تعيش في المملكة والتي قاسمناها الحب يوماً، لأنهم جزء من تكويننا، لكن الحب ليس له أعين، والتعصب المقيت للأندية يجعلنا لا نسمع سوى أصواتنا، ونيابة عن كل إنسان كان سعوديا أو غير سعودي، نعتذر من زلة البلطان ونتبرأ منها.
فاصلة:
بعد ما كنت اضمك واشرب احساسك الین ادفاك
تخیل صارت احلامي ابعرف كیفها احوالك
iageely@
لكن صراخ المدرج صهيل، خصوصاً أنه ينبع من قلوب عاشقة، وفرحة الزواحف مبررة. إلا أن السيناريو المزعج الذي لا نتمنى أن نتابعه حتى لو كان معاداً، هو ما يدور بين رؤساء الأندية، وآخرها التراشق بين رئيس نادي النصر سعود السويلم وبين رئيس نادي الشباب خالد البلطان، والدور المحبوك لأحد الممثلين الذي يريد أن يقدم هدية للديربي المرتقب بين الهلال والنصر، ويخرجه من إطار التنافس في المستطيل الأخضر، إلى حلبات المصارعة الفضائية. ذلك التراشق الذي دفع خالد البلطان للإساءة للجاليات، وكأن تشجيعهم لنادٍ بعينه تقزيم، وكأننا نحن الطبقة الأعلى وهم الأقل قدراً ومكانة. لم يكن حديث البلطان عن جاليات قضت عمرها في المملكة تشاركنا البناء والنماء موفقاً، بل كان خارجاً عن حدود اللياقة واللباقة، ومتجرداً من حدود احترام الذات واحترام الآخر، فمن الجاليات من ساهموا في تعليمنا وفي تكويننا، حينما كنا نرتدي الفقر. أستغرب من يهاجم العويشير بفرحة مباحة، ويصمت عند تصريح البلطان، حديث صعب علينا التبرير أمام كل الجاليات التي تعيش في المملكة والتي قاسمناها الحب يوماً، لأنهم جزء من تكويننا، لكن الحب ليس له أعين، والتعصب المقيت للأندية يجعلنا لا نسمع سوى أصواتنا، ونيابة عن كل إنسان كان سعوديا أو غير سعودي، نعتذر من زلة البلطان ونتبرأ منها.
فاصلة:
بعد ما كنت اضمك واشرب احساسك الین ادفاك
تخیل صارت احلامي ابعرف كیفها احوالك
iageely@