نيوزيلاندا ودرس في الإنسانية
الجمعة / 22 / رجب / 1440 هـ الجمعة 29 مارس 2019 01:21
أسامة يماني
قدمت رئيسة وزراء نيوزيلاندا «جاسندا أردرن» درساً في الإنسانية، في الحب والتسامح والقبول بالآخر وثقافته ومعتقداته ومفرداته. كما أظهر الشعب النيوزيلاندي مدى رفعته وسمو أخلاقه بتعاطفه ورفضه للكراهية والعنصرية والأيديولوجية والتعصب الديني.
لقد حضر آلاف البشر صلاة الجمعة 22/ 3/ 2019 في نيوزيلاندا من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان والألوان ليعبروا عن تعاطفهم وليرسلوا رسالة حب وسلام ووئام، وليُعلنوا بشكل واضح رفضهم للكراهية والعنصرية والتعصب الديني والمذهبي، وليظهروا التعاطف مع عوائل الضحايا من شهداء وجرحى.
لقد تجلت ثقافة الإنسانية السمحة في الشعب النيوزيلاندي، هذه الثقافة التي تدل على مستوى الأخلاق وسعة الأفق والتسامح والنظرة المنفتحة التي لا تُقيدها مفاهيم القرون الوسطى التي تطل علينا من بعض المفاهيم المخالفة لديننا والتي تكفر الآخر وتعده بالنار والعذاب وسوء المنقلب.
لنا في وقفة الشعب النيوزيلاندي درس يجب علينا أن نُعيد قناعتنا أننا على حق وغيرنا على باطل تلك القناعة التي تُؤسس للكراهية ورفض الآخر، وتجعل الطائفية تنهش في الوطن العربي وكذلك القبلية والمذهبية والعنصرية البغيضة.
الإنسان مجبول ومطبوع على الجهل والأنانية وتضخيم الذات، فإذا كانت ثقافته ومفاهيمه وقناعته تؤسس لذلك بشكل أو بآخر ظهرت وتفشت القبلية والعنصرية والكراهية في أفعاله وأعماله وطقوسه.
الانفتاح ليس بالكلمات الرنانة، والسماحة ليست بالتعاريف العديمة المعنى والتي هي نقيض لمفهوم السماحة؛ لذا فنحن بأمس الحاجة إلى أن ينبري ويقوم المصلحون في كافة مجالاتهم واختصاصاتهم بهذه المهمة الإصلاحية لإفشاء المثل النيوزيلاندي الذي شاهدناه على أرض الواقع، فلا يصح أن ندعي السماحة وهي مفقودة عملاً.
كل مجتمع إنساني فيه مثل هذا العنصر الإرهابي المتعصب، ولكن المجتمعات الحية والناضجة والإنسانية والأخلاقية ترفض تلك الأفعال ليس قولاً إنما عملاً وفعلاً ملموساً. وتهب وتقف وقفة رجل واحد ضد هذا الفعل الحيواني الذي يمثل قمة الكراهية وانعدام الأخلاق.
الدرس النيوزيلاندي يجب أن لا يمر علينا سريعاً؛ يجب أن نعي أبعاده وأن نعرف وندرك مدى الضرر الذي أصاب مجتمعاتنا من مفاهيم وثقافة لا تعرف الاختلاف.
البعض يتصور أنه متسامح وهو أبعد ما يكون عن التسامح، فالتسامح مفهوم واسع شامل للقبول والرضا بالآخر، واللين والحب والعطف والعفو والترفع عن الصغائر، والسمو بالنفس وبالأخلاق عن المكايدة والمغايرة والابتعاد عن كل الصغائر.
سؤال نوجهه لأنفسنا هل نستطيع أن نحترم الإنسان لإنسانيته بغض النظر عن جنسه ونوعه ولونه؟ هل نقبل بكل إنسان ونؤمن بأنه مساوٍ في الحقوق والواجبات؟ هذا ما يجب أن نقف أمامه وأن نعتبر ونتعلم من الدرس النيوزيلاندي، فليس هناك ما يُعيقنا غير مفاهيم و قناعات تأصلت في ثقافتنا يجب الوقوف عندها واستئصالها.
* مستشار قانوني
@osamayamani
yamani.osama@gmail.com
لقد حضر آلاف البشر صلاة الجمعة 22/ 3/ 2019 في نيوزيلاندا من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان والألوان ليعبروا عن تعاطفهم وليرسلوا رسالة حب وسلام ووئام، وليُعلنوا بشكل واضح رفضهم للكراهية والعنصرية والتعصب الديني والمذهبي، وليظهروا التعاطف مع عوائل الضحايا من شهداء وجرحى.
لقد تجلت ثقافة الإنسانية السمحة في الشعب النيوزيلاندي، هذه الثقافة التي تدل على مستوى الأخلاق وسعة الأفق والتسامح والنظرة المنفتحة التي لا تُقيدها مفاهيم القرون الوسطى التي تطل علينا من بعض المفاهيم المخالفة لديننا والتي تكفر الآخر وتعده بالنار والعذاب وسوء المنقلب.
لنا في وقفة الشعب النيوزيلاندي درس يجب علينا أن نُعيد قناعتنا أننا على حق وغيرنا على باطل تلك القناعة التي تُؤسس للكراهية ورفض الآخر، وتجعل الطائفية تنهش في الوطن العربي وكذلك القبلية والمذهبية والعنصرية البغيضة.
الإنسان مجبول ومطبوع على الجهل والأنانية وتضخيم الذات، فإذا كانت ثقافته ومفاهيمه وقناعته تؤسس لذلك بشكل أو بآخر ظهرت وتفشت القبلية والعنصرية والكراهية في أفعاله وأعماله وطقوسه.
الانفتاح ليس بالكلمات الرنانة، والسماحة ليست بالتعاريف العديمة المعنى والتي هي نقيض لمفهوم السماحة؛ لذا فنحن بأمس الحاجة إلى أن ينبري ويقوم المصلحون في كافة مجالاتهم واختصاصاتهم بهذه المهمة الإصلاحية لإفشاء المثل النيوزيلاندي الذي شاهدناه على أرض الواقع، فلا يصح أن ندعي السماحة وهي مفقودة عملاً.
كل مجتمع إنساني فيه مثل هذا العنصر الإرهابي المتعصب، ولكن المجتمعات الحية والناضجة والإنسانية والأخلاقية ترفض تلك الأفعال ليس قولاً إنما عملاً وفعلاً ملموساً. وتهب وتقف وقفة رجل واحد ضد هذا الفعل الحيواني الذي يمثل قمة الكراهية وانعدام الأخلاق.
الدرس النيوزيلاندي يجب أن لا يمر علينا سريعاً؛ يجب أن نعي أبعاده وأن نعرف وندرك مدى الضرر الذي أصاب مجتمعاتنا من مفاهيم وثقافة لا تعرف الاختلاف.
البعض يتصور أنه متسامح وهو أبعد ما يكون عن التسامح، فالتسامح مفهوم واسع شامل للقبول والرضا بالآخر، واللين والحب والعطف والعفو والترفع عن الصغائر، والسمو بالنفس وبالأخلاق عن المكايدة والمغايرة والابتعاد عن كل الصغائر.
سؤال نوجهه لأنفسنا هل نستطيع أن نحترم الإنسان لإنسانيته بغض النظر عن جنسه ونوعه ولونه؟ هل نقبل بكل إنسان ونؤمن بأنه مساوٍ في الحقوق والواجبات؟ هذا ما يجب أن نقف أمامه وأن نعتبر ونتعلم من الدرس النيوزيلاندي، فليس هناك ما يُعيقنا غير مفاهيم و قناعات تأصلت في ثقافتنا يجب الوقوف عندها واستئصالها.
* مستشار قانوني
@osamayamani
yamani.osama@gmail.com