كتاب ومقالات

طفرة الثقافة السعودية

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

كانت أنظار المجتمع الثقافي السعودي مشرئبة إلى الرياض مساء الأربعاء لمتابعة الحدث الأبرز في تأريخ الثقافة السعودية المتمثل في إعلان الرؤية الثقافية التي اشتغلت عليها وزارة الثقافة منذ صدر أمر إنشائها. وعندما نصف الرؤية التي تم إعلانها ضمن 27 مبادرة بأنها الحدث الثقافي الوطني الأبرز إلى الآن فلأن الثقافة السعودية المؤسسية كانت قابعة في الهامش زمناً طويلاً، ولم تكن داخل متن التنمية وخططها اللهم إلا من مبادرات لم تتطور تمثلها كيانات محدودة كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، وعندما أضيفت لها بعض النشاطات كمعرض الكتاب وبعض الفعاليات لم تكن هناك مرجعية ثابتة مسؤولة عن الشأن الثقافي بمجمله، لذلك تفرق دم الثقافة بين أكثر من جهة حتى نشوء وزارة مستقلة تعنى بها.

الثقافة بمفهومها الشمولي وتفريعاتها وجوانبها المتعددة لم تعد ترفاً أو شأنا هامشيا كما هو الفهم القاصر لها، إنها المسار الموازي الأهم لأي شكل من أشكال التنمية المادية والتطور المجتمعي وحضور أي وطن بين مجتمعات العالم، المثقفون في أي وطن هم الوجه الحضاري والقوة الناعمة وحراس الإرث الإنساني الذين يضيفون إليه في كل مرحلة شيئا جديدا، المثقفون في الدول المتحضرة ليسوا كائنات هامشية أو زوائد دودية أو أشخاصا قابعين في الظل، بل ثروة وطنية تحظى باهتمام الدولة وتقدير المجتمع.

لقد كانت مبادرات الرؤية الثقافية شاملة وتغطي جوانب مهمة وفيها دليل على أنها درست بعناية لتحقق المنشود منها، لكن كل ما تم الاعلان عنه لا يزيد على خطوط عريضة ومبادئ ومفاهيم، لتكون النتيجة المأمولة متوقفة على كيف ستدار تلك المبادرات وما هي آليات تنفيذها ومن هم القائمون عليها والموكل إليهم تنفيذها.

وفي كل الأحوال نحن إزاء نقلة تأريخية في الثقافة السعودية نتمنى لها النجاح.

habutalib@hotmail.com