محطة أخيرة

عبدالرب إدريس.. مثقف الموسيقى وأستاذ الغناء الأنيق

خالد الجارالله (جدة) okaz_online@

يصعد الدكتور عبدالرب إدريس بذائقة ناهمي الفن الجميل وسمّيعة الطرب الأنيق، إلى مستوى باذخ من الفنون عبر سلمه الموسيقى الفلسفي، حتى لا تكاد تلتقط أشجانك التي ترتحل طواعية بين عتبات الـ «دو-ري-مي» و الـ «صول-لا - سي» إلا وعادت ألحانه الاستثنائية لتخطف المستمع لتمضي به إلى قمة الاستطراب، بثقافته المتمكنة وألقه الثابت التي أضحى معهما وكأنه درجة ثامنة في سلم الموسيقى أو نغمة إضافية في جُملها الكاملة. جاء أمر وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بتعيين الموسيقار عبدالرب رئيسا للفرقة الوطنية للموسيقى، مبهجاً للمعنيين بالموسيقى على نحو خاص من منطلق أنه من نخبة الموسيقيين الذين أجادوا تثقيف الذائقة وصقل المسامع والارتقاء بمزاج الأغنية على نحو خاص، خلد أعماله التي غناها أشهر نجوم الوسط الفني في ذاكرة الناس

.

يجيء الرهان عليه لتحقيق نقلة نوعية على المستويين الثقافي والموسيقي، لإمكانياته الرفيعة وقبوله الواسع في المشهد الثقافي، وللثقة في قدرته على المساهمة في تطوير قطاع الثقافة والفنون، ولدوره في تبني ما يمكن من تأهيل واستثمار المواهب الغنائية وتطوير القدرات الإبداعية.

قبل زهاء الثلاثة عقود نال إدريس درجة الدكتوراه في الموسيقى من المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة، وفتح له ذلك آفاق واسعة للإبحار في الفن الجميل على نحو أعمق، أفاض منه أعمالاً ناجحة على جوانح الأغنية العربية، عهدت عليه العديد من المسؤوليات الأكاديمية، وغنى من ألحانه أبرز نجوم الوطن العربي وعمالقته على رأسهم طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وماجدة الرومي وراشد الماجد ونانسي عجرم وعبد المجيد عبدالله وآمال ماهر وعبد الكريم عبد القادر وعبدالله الرويشد وغيرهم.

فيما قدم العديد من الأعمال الناجحة منها الوطنية والعاطفية، ويتفرد بكونه أكثر من لحن أوبريت الجنادرية 4 مرات حين لحن أوبريتات «دولة ورجال» و «وطن الشموس» و«وفاء وبيعة» و«خيول الفجر»، وغنى بصوته أعمالاً مميزة أشهرها «ليلة» و «أسمر حلو» و«تم اللقاء» و«هذا العمر» وغيرها، ولقي تعيينه ترحيباً من الكثيرين ولاسيما من تعايشوا مع ثقافته الموسيقية ورؤيته الفنية.