مختص «زراعة القوقعة» بمستشفى الملك فهد: 75 حالة انتظار.. طبيب واحد لا يكفي
كشف لـ«عكاظ» نقص أخصائيي الزراعة والتخاطب والتأهيل في «الحكومية»
الأربعاء / 27 / رجب / 1440 هـ الأربعاء 03 أبريل 2019 02:22
محمد الهتار (جدة) alhattar@
كشف أخصائي السمعيات عضو مركز زراعة القوقعة الإلكترونية بمستشفى الملك فهد العام بجدة محمد البقية أن عدد الحالات التي تنتظر دخولها إلى غرفة العمليات لزراعة القوقعة الإلكترونية بالمستشفى تصل إلى 75 حالة، مرجعا السبب في عدم توافر العدد الكافي من أخصائيي الزراعة والتخاطب والتأهيل في جميع المستشفيات الحكومية، ما يضطر المراجع إلى الذهاب للمستشفيات والمراكز الخاصة للزراعة والتأهيل الذي يستغرق من جلستين إلى ثلاث جلسات أسبوعيا، وتصل تكلفة الجلسة الواحدة بين 300-350 ريالا. وأكد في حوار لـ«عكاظ» أن زواج الأقارب من أكثر الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالإعاقة السمعية، إضافة إلى التقدم في العمر، والتعرض لحوادث مرورية قوية، موضحا أن أكثر المستفيدين من زراعة القوقعة الإلكترونية هم الأطفال الذين لم يتجاوزوا الثانية من أعمارهم، وأن تكاليف العملية في القطاع الخاص تزيد على 150000 ريال، مشيرا إلى أن الشهر القادم سيشهد تنظيم الملتقى الثامن لزراعة القوقعة وأسرهم. وإلى نص الحوار:
• بداية، متى يتم اكتشاف الصم لدى الإنسان وكيف يتم التعامل معه؟
•• قبل أن نتكلم عن ذلك، دعني أوضح أن عمر زارع القوقعة الأصم كلما كان صغيرا كانت النتائج أفضل من كل النواحي التأهيلية والتعليمية، ففي السابق كان عمر الزارع يتجاوز السنوات الخمس، وهو العمر الذهبي لاكتساب اللغة وتعلمها، وتغير الحال في 2016 العام الذي بدأ فيه البرنامج الوطني لفحص السمع المبكر بقرار من مجلس الوزراء، ومعه قلت أعمار الزارعين، ما يسهم في إجراءات التدخل المبكر والحصول على أفضل النتائج.
• من المستفيد من زراعة القوقعة؟
•• الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الحسي العصبي (الشديد أو العميق)، ولا يستفيدون من استخدام أجهزة السمع الاعتيادية، وبإمكان الأطفال والبالغين استخدام القوقعة المزروعة بفاعلية سواء ولدوا بضعف سمع شديد أو حدث فقدان للسمع في مرحلة لاحقة، إضافة إلى الأشخاص الذين فقدوا السمع في مرحلة لاحقة لأي سبب طارئ ولديهم مخزون لغوي (اللغة المنطوقة) فإنهم يستفيدون من زراعة القوقعة بشكل كبير. والنتائج الأفضل تظهر عادة مع زارعي القوقعة الإلكترونية الذين لم يبلغوا سن الثانية من العمر.
• ما الإجراءات التي يتم اتخاذها بعد اكتشاف الحالة؟
•• يتم عمل الفحوصات اللازمة للحالة من اختبارات سمعية دقيقة وأشعة واختبارات القسم النفسي والذكاء وعمل الاستشارة من الأخصائي الاجتماعي، والتدخل المبكر بتركيب سماعات طبية مناسبة وذات كفاءة عالية وتحويلها لأخصائي التخاطب ومتابعة استجابات الحالة للمثيرات السمعية، وتكون المتابعة بشكل متقارب ولمدة ستة أشهر يتم بعدها البت في إجراء عملية زراعة القوقعة من عدمها من قبل الفريق المختص.
وبعد إجراء العملية الجراحية، وهي إحدى محطات مشروع زراعة القوقعة، يتم تركيب الجهاز التخاطبي الخارجي للقوقعة (مجازا سماعة القوقعة) بعد مدة معينة على يد أخصائي السمعيات والبدء بعملية برمجة الجهاز على مراحل وتحويله إلى أخصائي التخاطب وهي المرحلة الأطول، والجهد المبذول فيه أكثر وأكبر، حيث تستمر إلى 4 سنوات تقريبا وكل حالة لها خصائصها.
انطلاق البرنامج
• متى تأسس برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية؟
•• بداية، انطلاقة البرنامج على مستوى المملكة كانت في 1993 من خلال مستشفى الملك فهد العام بجدة على يد مؤسس ورائد زراعة القوقعة الإلكترونية الدكتور عبدالمنعم الشيخ الذي أشرف على البرنامج ورعاه لمدة 25 سنة تقريبا، ثم خلفه في ذلك لمدة سنتين الدكتور محمد عبدالمحسن الشيخ الذي تابع المسيرة وطور من الخدمات المقدمة من البرنامج كما ونوعا حتى سجل البرنامج أكثر من 750 حالة، واليوم يقود البرنامج الدكتور جاد موني الذي يقوم الآن بتطوير خدمات تأهيل زارعي القوقعة والسماعات العظمية بالمستشفى.
• ما هو دور البرنامج الوطني للفحص المبكر؟
•• البرنامج بدأ في 2016 بقرار من مجلس الوزراء، وتم البدء في تطبيقه بمرحلة أولى بعدد 29 مستشفى، وتم إدخال الأجهزة المختصة في حضانات الولادة وربطها مباشرة مع أقسام السمعيات في المستشفيات المختصة وتحويل أي حالة لم تنجح في الفحص لعمل الفحوصات الدقيقة لكي يتم التعامل مع الحالة المكتشف لديها ضعف السمع مباشرة وعمل اللازم لها.
واليوم يتجاوز عدد المستشفيات المطبقة للفحص المبكر 370 مستشفى منها 200 تابعة لوزارة الصحة، وتجربة البرنامج الوطني على قصر عمره إلا أنه كان مبهرا في نتائجه ونجاحاته بشهادة المختصين من خارج المملكة، ومن رحم هذا البرنامج ولدت اللجنة المختصة بزراعة القوقعة الإلكترونية في وزارة الصحة يرأسها الدكتور فيصل الدهمشي رئيس المراكز المتخصصة بالوزارة بالتعاون مع الدكتور محمد التويجري قائد مراكز زراعة القوقعة بالوزارة.
قائمة انتظار
• البعض يشتكي من وجود قائمة انتظار طويلة في المستشفيات لعمل الفحوصات السمعية والعملية الجراحية.. ما السبب؟
•• قائمة الانتظار بالمستشفى 75 حالة، وعموما أسباب وجود قوائم الانتظار في المراكز المتخصصة ترجع إلى قلة الأقسام المتخصصة لفحوصات السمع، وإن وجدت فإنها تحتاج إلى الدعم اللازم من ناحية زيادة عدد العيادات والأجهزة اللازمة، وكذلك الكفاءات البشرية المدربة بشكل عال، إضافة إلى أن عدد الجراحين في هذا المجال قليل ونحتاج للمزيد، ونحتاج إلى دعم الموجودين بإعطائهم مجالا أوسع في إجراء العمليات وزيادة أيام العمليات الخاصة بزراعة القوقعة، ناهيك عن وجود نقص حاد جدا في أخصائيي التخاطب وهذا ينعكس على استفادة بعض زارعي القوقعة، حيث لا يتلقى سوى جلسة واحدة كل أسبوع وهذا لا يكفي، ما يضطره للذهاب إلى المراكز الخاصة مع تكلفتها العالية على أغلب المستفيدين.
• كم تبلغ تكلفة إجراء الزراعة في القطاع الخاص؟
•• تزيد على 150000 ريال بحسب نوعية الجهاز المستخدم، الذي يتكون من جزأين داخلي وهو عبارة عن سلك صغير مصنوع من التيتانيوم يوصل بالأذن الداخلية ينتهي بجزء مغناطيسي يوضع تحت الجلد لربطه بالجزء الخارجي وهو معالج صوتي (سماعة القوقعة) يلتقط الأصوات عن طريق المايكروفون الصغير ثم يعالجها حتى يستطيع الزارع سماعها وفهمها.
جلسات أسبوعية
• كم عدد جلسات التأهيل التي يحتاجها زارعو القوقعة، وكم تبلغ تكلفتها؟
•• بعد زراعة القوقعة من المفترض أن يتلقى الزارع جلسات تأهيل تخاطبي مكثفة بعدد ثلاث جلسات أسبوعيا، لأنه في مرحلة اكتساب الأصوات والتعود على استخدام الجهاز الجديد، وهذه الجلسات ليست فقط لزارعي القوقعة، وإنما لأهله المحيطين به لكي يتعلموا ويتعودوا على كيفية التعامل معه، حيث إنه يخالطهم وقتا أطول، فيجب أن يكونوا على خط واحد مع أخصائي التخاطب، وبعد تخطيه مرحلة معينة من التأهيل يمكن تقليصها إلى جلستين، أما تكلفة الجلسة الواحدة فهي -حسب علمي- تراوح بين 300 و350 ريالا.
• هل أداء سماعة القوقعة مثل الطبية العادية؟
•• لا.. السماعة العادية له كفاءتها ولها حدود تكبير للصوت تقف عندها واستهلاكها يكون محدودا ببطارية تتغير أسبوعيا مع قطعة أو قطعتين حال التلف، وأسعار صيانتها بسيطة وبالإمكان توفيرها، مقارنة بسماعة القوقعة التي تستهلك من الفرد الزارع تكلفة سنوية تقدر بـ15000 ريال، عدا أن سعر الصيانة لها مرتفع ويقدر بـ2500 ريال، إضافة إلى احتياجه لجهاز الإف إم لتسهيل عملية السمع في الفصول الدراسية والأماكن ذات الإزعاج المستمر مثل الأسواق والمقاهي والمطاعم وتقدر تكلفته بنحو 13000 ريال عدا بعض الملحقات الخاصة به.
• وهل يتم توفير هذه المستلزمات مجانا؟
•• بعض البرامج والمراكز تتكفل بها وتوفرها مثل مركز زراعة القوقعة الإلكترونية بمستشفى الملك فهد العام بجدة.
تأخر في الصرف
• لكن بعض الزارعين للقوقعة يشير إلى وجود تأخر في صرف هذه المستلزمات رغم أهميتها حسب قولكم؟
•• التأخير خارج عن إرادتنا، إذ تحتاج إلى إجراءات إدارية ومالية مختلفة، وفي ظل تغير الأنظمة في الفترة الأخيرة وما تشهده وزارة الصحة من تحول كبير فإننا نسعى دائما لشرح هذه الاحتياجات للمسؤولين والتوعية بأهميتها لزارع القوقعة والخروج بأفضل السبل والطرق لتأمينها وعدم تأخيرها عليهم.
• سماعة القوقعة هل هي دائمة أم تتغير؟
•• سماعة القوقعة مثلها مثل أي جهاز إلكتروني لها ضمان عالمي مدته ثلاث سنوات للخلل الفني، وكذلك تحتاج إلى تغيير بين فترة وأخرى.
تعاون محدود
• هل هناك تعاون بينكم وبين البرامج الأخرى في وزارة الصحة، أو القطاعات الصحية المختلفة؟
•• التعاون موجود ولكن في حدود ضيقة جدا، ولكن الآن بعد إنشاء لجنة خاصة في وزارة الصحة، وكذلك وجود 8 مراكز للزراعة تحت إشراف الوزارة نسعى مع اللجنة لتطوير التعاون والتنسيق حتى يكون في أعلى مستوى حتى نستطيع خدمة زارع القوقعة بشكل أفضل وفي أي مدينة يكون فيها، أما بالنسبة مع القطاعات الصحية المختلفة فهناك بعض أوجه التعاون من تبادل للخبرات والاستشارات.
• وماذا عن التعاون في الخدمات الأخرى من جلسات التأهيل التخاطبي والسمعي التي يحتاجها زارع القوقعة؟
•• تقديم هذه الخدمات من جلسات التأهيل التخاطبي والسمعي أو تقديم الدعم اللازم موجود ولكن في حدود الإمكانات، حيث إنه من المفترض أن يكون برنامج زراعة القوقعة متكاملا ويوفر الخدمة للمستفيد ولا يقتصر على إجراء العملية الجراحية فقط، وهذا ما يعانيه بعض الزارعين في بعض البرامج.
• زراعة القوقعة للكبار ممن فقد السمع، هل هي مفيدة؟
•• بالنسبة للأصم منذ الولادة فالأفضل زراعة القوقعة في وقت مبكر جدا، وأن تكون قبل خمس سنوات حتى يستفيد من جميع النواحي سواء التأهيل التخاطبي واكتساب اللغة والتعليم والتدريب وبعدها تكوين حياته الخاصة، أما زراعتها في وقت متأخر فالفائدة محدودة بسماع الأصوات والتنبيه، وهناك حالات تكون مكتسبة للغة وطبيعية جدا ولسبب ما فقد حاسة السمع فهذا يستطيع زراعتها مباشرة وعمل تأهيل بسيط وبعدها يكمل حياته الطبيعية، ومثل هذه الحالات أجريناها في مركز زراعة القوقعة الإلكترونية بمستشفى الملك فهد العام بجدة وكانت نتائجها مبهرة.
• ما هي الإجراءات المتبعة في حال تأثر الجهاز الداخلي المزروع إثر لعب الأطفال وتكرار السقوط؟
•• في هذه الحالة لا بد لزارع القوقعة مراجعة المركز والكشف عليه من قبل الطبيب المختص ومن قبل أخصائي السمعيات لمعرفة حالة الجهاز الداخلي، ومن فضل الله الجهاز الداخلي لا يتأثر إلا بتعرضه لسبب قوي جدا مثل السقوط من مكان عال على منطقة الزراعة أو تعرضه لحادثة سيارة أو ضربة قوية وتكون الضربة مباشرة على المنطقة المزروعة، أما عدا ذلك لا يتأثر الجهاز.
• هل يستطيع زارع القوقعة النوم وممارسة الأنشطة الرياضية باستخدام سماعة القوقعة؟
•• نعم يستطيع النوم، ولكن من الأفضل أن يضعها جانبا حتى يرتاح في نومه ولا يضايقه وجودها، أما اللعب بها والسباحة فيستطيع بعد وضع الماسكات والواقيات الخاصة باللعب حتى لا تسقط السماعة مع الجري، كما أنه يستطيع ممارسة السباحة بها بعد استخدام الأغطية المضادة للماء.
طبيب واحد
• ما هي الاحتياجات والمتطلبات التي تتطلعون إليها في مركزكم؟
•• في الوقت الحالي لا يوجد إلا طبيب جراح واحد فقط، ونتمنى زيادة العدد حتى تقل فترة الانتظار، كذلك أحد المتطلبات التي نسعى لتوفيرها هو أخصائيو التخاطب المؤهلون للتعامل مع مثل هذه الحالات، وكذلك إيجاد طرق أفضل وأسرع لتوفير المستلزمات والاحتياجات الخاصة بالمستفيدين.
• سبق لمستشفى الملك فهد العام بجدة أن نظم ملتقيات لزارعي القوقعة الإلكترونية وذويهم بالمحافظة.. هل اكتفيتم بذلك؟
•• مثل هذه الملتقيات ضرورية ومفيدة جدا للعاملين في برنامج زراعة القوقعة والمستفيدين منها ولأسرهم، وفي السنوات الماضية نظمنا 7 ملتقيات، وحاليا نستعد لتنظيم الملتقى الثامن يوم الإثنين 10/8/1440 الموافق 15/4/2019، الذي يحظى بمتابعة المشرف العام على المستشفى الدكتور عبدالرحمن بخش، وسيشهد الملتقى العديد من اللقاءات والفعاليات، من أهمها التواصل بين زارعي القوقعة وأسرهم والمختصين المهتمين لزيادة المعرفة بعالم القوقعة وتبادل الخبرة والمعرفة في هذا المجال وبما يحقق المصلحة والفائدة العامة لهذه الفئة التي بدأت الاستفادة من انطلاق برنامج زراعة القوقعة في 1993 الذي سجل حتى الآن أكثر من 750 حالة.
• بداية، متى يتم اكتشاف الصم لدى الإنسان وكيف يتم التعامل معه؟
•• قبل أن نتكلم عن ذلك، دعني أوضح أن عمر زارع القوقعة الأصم كلما كان صغيرا كانت النتائج أفضل من كل النواحي التأهيلية والتعليمية، ففي السابق كان عمر الزارع يتجاوز السنوات الخمس، وهو العمر الذهبي لاكتساب اللغة وتعلمها، وتغير الحال في 2016 العام الذي بدأ فيه البرنامج الوطني لفحص السمع المبكر بقرار من مجلس الوزراء، ومعه قلت أعمار الزارعين، ما يسهم في إجراءات التدخل المبكر والحصول على أفضل النتائج.
• من المستفيد من زراعة القوقعة؟
•• الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الحسي العصبي (الشديد أو العميق)، ولا يستفيدون من استخدام أجهزة السمع الاعتيادية، وبإمكان الأطفال والبالغين استخدام القوقعة المزروعة بفاعلية سواء ولدوا بضعف سمع شديد أو حدث فقدان للسمع في مرحلة لاحقة، إضافة إلى الأشخاص الذين فقدوا السمع في مرحلة لاحقة لأي سبب طارئ ولديهم مخزون لغوي (اللغة المنطوقة) فإنهم يستفيدون من زراعة القوقعة بشكل كبير. والنتائج الأفضل تظهر عادة مع زارعي القوقعة الإلكترونية الذين لم يبلغوا سن الثانية من العمر.
• ما الإجراءات التي يتم اتخاذها بعد اكتشاف الحالة؟
•• يتم عمل الفحوصات اللازمة للحالة من اختبارات سمعية دقيقة وأشعة واختبارات القسم النفسي والذكاء وعمل الاستشارة من الأخصائي الاجتماعي، والتدخل المبكر بتركيب سماعات طبية مناسبة وذات كفاءة عالية وتحويلها لأخصائي التخاطب ومتابعة استجابات الحالة للمثيرات السمعية، وتكون المتابعة بشكل متقارب ولمدة ستة أشهر يتم بعدها البت في إجراء عملية زراعة القوقعة من عدمها من قبل الفريق المختص.
وبعد إجراء العملية الجراحية، وهي إحدى محطات مشروع زراعة القوقعة، يتم تركيب الجهاز التخاطبي الخارجي للقوقعة (مجازا سماعة القوقعة) بعد مدة معينة على يد أخصائي السمعيات والبدء بعملية برمجة الجهاز على مراحل وتحويله إلى أخصائي التخاطب وهي المرحلة الأطول، والجهد المبذول فيه أكثر وأكبر، حيث تستمر إلى 4 سنوات تقريبا وكل حالة لها خصائصها.
انطلاق البرنامج
• متى تأسس برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية؟
•• بداية، انطلاقة البرنامج على مستوى المملكة كانت في 1993 من خلال مستشفى الملك فهد العام بجدة على يد مؤسس ورائد زراعة القوقعة الإلكترونية الدكتور عبدالمنعم الشيخ الذي أشرف على البرنامج ورعاه لمدة 25 سنة تقريبا، ثم خلفه في ذلك لمدة سنتين الدكتور محمد عبدالمحسن الشيخ الذي تابع المسيرة وطور من الخدمات المقدمة من البرنامج كما ونوعا حتى سجل البرنامج أكثر من 750 حالة، واليوم يقود البرنامج الدكتور جاد موني الذي يقوم الآن بتطوير خدمات تأهيل زارعي القوقعة والسماعات العظمية بالمستشفى.
• ما هو دور البرنامج الوطني للفحص المبكر؟
•• البرنامج بدأ في 2016 بقرار من مجلس الوزراء، وتم البدء في تطبيقه بمرحلة أولى بعدد 29 مستشفى، وتم إدخال الأجهزة المختصة في حضانات الولادة وربطها مباشرة مع أقسام السمعيات في المستشفيات المختصة وتحويل أي حالة لم تنجح في الفحص لعمل الفحوصات الدقيقة لكي يتم التعامل مع الحالة المكتشف لديها ضعف السمع مباشرة وعمل اللازم لها.
واليوم يتجاوز عدد المستشفيات المطبقة للفحص المبكر 370 مستشفى منها 200 تابعة لوزارة الصحة، وتجربة البرنامج الوطني على قصر عمره إلا أنه كان مبهرا في نتائجه ونجاحاته بشهادة المختصين من خارج المملكة، ومن رحم هذا البرنامج ولدت اللجنة المختصة بزراعة القوقعة الإلكترونية في وزارة الصحة يرأسها الدكتور فيصل الدهمشي رئيس المراكز المتخصصة بالوزارة بالتعاون مع الدكتور محمد التويجري قائد مراكز زراعة القوقعة بالوزارة.
قائمة انتظار
• البعض يشتكي من وجود قائمة انتظار طويلة في المستشفيات لعمل الفحوصات السمعية والعملية الجراحية.. ما السبب؟
•• قائمة الانتظار بالمستشفى 75 حالة، وعموما أسباب وجود قوائم الانتظار في المراكز المتخصصة ترجع إلى قلة الأقسام المتخصصة لفحوصات السمع، وإن وجدت فإنها تحتاج إلى الدعم اللازم من ناحية زيادة عدد العيادات والأجهزة اللازمة، وكذلك الكفاءات البشرية المدربة بشكل عال، إضافة إلى أن عدد الجراحين في هذا المجال قليل ونحتاج للمزيد، ونحتاج إلى دعم الموجودين بإعطائهم مجالا أوسع في إجراء العمليات وزيادة أيام العمليات الخاصة بزراعة القوقعة، ناهيك عن وجود نقص حاد جدا في أخصائيي التخاطب وهذا ينعكس على استفادة بعض زارعي القوقعة، حيث لا يتلقى سوى جلسة واحدة كل أسبوع وهذا لا يكفي، ما يضطره للذهاب إلى المراكز الخاصة مع تكلفتها العالية على أغلب المستفيدين.
• كم تبلغ تكلفة إجراء الزراعة في القطاع الخاص؟
•• تزيد على 150000 ريال بحسب نوعية الجهاز المستخدم، الذي يتكون من جزأين داخلي وهو عبارة عن سلك صغير مصنوع من التيتانيوم يوصل بالأذن الداخلية ينتهي بجزء مغناطيسي يوضع تحت الجلد لربطه بالجزء الخارجي وهو معالج صوتي (سماعة القوقعة) يلتقط الأصوات عن طريق المايكروفون الصغير ثم يعالجها حتى يستطيع الزارع سماعها وفهمها.
جلسات أسبوعية
• كم عدد جلسات التأهيل التي يحتاجها زارعو القوقعة، وكم تبلغ تكلفتها؟
•• بعد زراعة القوقعة من المفترض أن يتلقى الزارع جلسات تأهيل تخاطبي مكثفة بعدد ثلاث جلسات أسبوعيا، لأنه في مرحلة اكتساب الأصوات والتعود على استخدام الجهاز الجديد، وهذه الجلسات ليست فقط لزارعي القوقعة، وإنما لأهله المحيطين به لكي يتعلموا ويتعودوا على كيفية التعامل معه، حيث إنه يخالطهم وقتا أطول، فيجب أن يكونوا على خط واحد مع أخصائي التخاطب، وبعد تخطيه مرحلة معينة من التأهيل يمكن تقليصها إلى جلستين، أما تكلفة الجلسة الواحدة فهي -حسب علمي- تراوح بين 300 و350 ريالا.
• هل أداء سماعة القوقعة مثل الطبية العادية؟
•• لا.. السماعة العادية له كفاءتها ولها حدود تكبير للصوت تقف عندها واستهلاكها يكون محدودا ببطارية تتغير أسبوعيا مع قطعة أو قطعتين حال التلف، وأسعار صيانتها بسيطة وبالإمكان توفيرها، مقارنة بسماعة القوقعة التي تستهلك من الفرد الزارع تكلفة سنوية تقدر بـ15000 ريال، عدا أن سعر الصيانة لها مرتفع ويقدر بـ2500 ريال، إضافة إلى احتياجه لجهاز الإف إم لتسهيل عملية السمع في الفصول الدراسية والأماكن ذات الإزعاج المستمر مثل الأسواق والمقاهي والمطاعم وتقدر تكلفته بنحو 13000 ريال عدا بعض الملحقات الخاصة به.
• وهل يتم توفير هذه المستلزمات مجانا؟
•• بعض البرامج والمراكز تتكفل بها وتوفرها مثل مركز زراعة القوقعة الإلكترونية بمستشفى الملك فهد العام بجدة.
تأخر في الصرف
• لكن بعض الزارعين للقوقعة يشير إلى وجود تأخر في صرف هذه المستلزمات رغم أهميتها حسب قولكم؟
•• التأخير خارج عن إرادتنا، إذ تحتاج إلى إجراءات إدارية ومالية مختلفة، وفي ظل تغير الأنظمة في الفترة الأخيرة وما تشهده وزارة الصحة من تحول كبير فإننا نسعى دائما لشرح هذه الاحتياجات للمسؤولين والتوعية بأهميتها لزارع القوقعة والخروج بأفضل السبل والطرق لتأمينها وعدم تأخيرها عليهم.
• سماعة القوقعة هل هي دائمة أم تتغير؟
•• سماعة القوقعة مثلها مثل أي جهاز إلكتروني لها ضمان عالمي مدته ثلاث سنوات للخلل الفني، وكذلك تحتاج إلى تغيير بين فترة وأخرى.
تعاون محدود
• هل هناك تعاون بينكم وبين البرامج الأخرى في وزارة الصحة، أو القطاعات الصحية المختلفة؟
•• التعاون موجود ولكن في حدود ضيقة جدا، ولكن الآن بعد إنشاء لجنة خاصة في وزارة الصحة، وكذلك وجود 8 مراكز للزراعة تحت إشراف الوزارة نسعى مع اللجنة لتطوير التعاون والتنسيق حتى يكون في أعلى مستوى حتى نستطيع خدمة زارع القوقعة بشكل أفضل وفي أي مدينة يكون فيها، أما بالنسبة مع القطاعات الصحية المختلفة فهناك بعض أوجه التعاون من تبادل للخبرات والاستشارات.
• وماذا عن التعاون في الخدمات الأخرى من جلسات التأهيل التخاطبي والسمعي التي يحتاجها زارع القوقعة؟
•• تقديم هذه الخدمات من جلسات التأهيل التخاطبي والسمعي أو تقديم الدعم اللازم موجود ولكن في حدود الإمكانات، حيث إنه من المفترض أن يكون برنامج زراعة القوقعة متكاملا ويوفر الخدمة للمستفيد ولا يقتصر على إجراء العملية الجراحية فقط، وهذا ما يعانيه بعض الزارعين في بعض البرامج.
• زراعة القوقعة للكبار ممن فقد السمع، هل هي مفيدة؟
•• بالنسبة للأصم منذ الولادة فالأفضل زراعة القوقعة في وقت مبكر جدا، وأن تكون قبل خمس سنوات حتى يستفيد من جميع النواحي سواء التأهيل التخاطبي واكتساب اللغة والتعليم والتدريب وبعدها تكوين حياته الخاصة، أما زراعتها في وقت متأخر فالفائدة محدودة بسماع الأصوات والتنبيه، وهناك حالات تكون مكتسبة للغة وطبيعية جدا ولسبب ما فقد حاسة السمع فهذا يستطيع زراعتها مباشرة وعمل تأهيل بسيط وبعدها يكمل حياته الطبيعية، ومثل هذه الحالات أجريناها في مركز زراعة القوقعة الإلكترونية بمستشفى الملك فهد العام بجدة وكانت نتائجها مبهرة.
• ما هي الإجراءات المتبعة في حال تأثر الجهاز الداخلي المزروع إثر لعب الأطفال وتكرار السقوط؟
•• في هذه الحالة لا بد لزارع القوقعة مراجعة المركز والكشف عليه من قبل الطبيب المختص ومن قبل أخصائي السمعيات لمعرفة حالة الجهاز الداخلي، ومن فضل الله الجهاز الداخلي لا يتأثر إلا بتعرضه لسبب قوي جدا مثل السقوط من مكان عال على منطقة الزراعة أو تعرضه لحادثة سيارة أو ضربة قوية وتكون الضربة مباشرة على المنطقة المزروعة، أما عدا ذلك لا يتأثر الجهاز.
• هل يستطيع زارع القوقعة النوم وممارسة الأنشطة الرياضية باستخدام سماعة القوقعة؟
•• نعم يستطيع النوم، ولكن من الأفضل أن يضعها جانبا حتى يرتاح في نومه ولا يضايقه وجودها، أما اللعب بها والسباحة فيستطيع بعد وضع الماسكات والواقيات الخاصة باللعب حتى لا تسقط السماعة مع الجري، كما أنه يستطيع ممارسة السباحة بها بعد استخدام الأغطية المضادة للماء.
طبيب واحد
• ما هي الاحتياجات والمتطلبات التي تتطلعون إليها في مركزكم؟
•• في الوقت الحالي لا يوجد إلا طبيب جراح واحد فقط، ونتمنى زيادة العدد حتى تقل فترة الانتظار، كذلك أحد المتطلبات التي نسعى لتوفيرها هو أخصائيو التخاطب المؤهلون للتعامل مع مثل هذه الحالات، وكذلك إيجاد طرق أفضل وأسرع لتوفير المستلزمات والاحتياجات الخاصة بالمستفيدين.
• سبق لمستشفى الملك فهد العام بجدة أن نظم ملتقيات لزارعي القوقعة الإلكترونية وذويهم بالمحافظة.. هل اكتفيتم بذلك؟
•• مثل هذه الملتقيات ضرورية ومفيدة جدا للعاملين في برنامج زراعة القوقعة والمستفيدين منها ولأسرهم، وفي السنوات الماضية نظمنا 7 ملتقيات، وحاليا نستعد لتنظيم الملتقى الثامن يوم الإثنين 10/8/1440 الموافق 15/4/2019، الذي يحظى بمتابعة المشرف العام على المستشفى الدكتور عبدالرحمن بخش، وسيشهد الملتقى العديد من اللقاءات والفعاليات، من أهمها التواصل بين زارعي القوقعة وأسرهم والمختصين المهتمين لزيادة المعرفة بعالم القوقعة وتبادل الخبرة والمعرفة في هذا المجال وبما يحقق المصلحة والفائدة العامة لهذه الفئة التي بدأت الاستفادة من انطلاق برنامج زراعة القوقعة في 1993 الذي سجل حتى الآن أكثر من 750 حالة.