أخبار

بعد عقدين من الرئاسة.. بوتفليقة يستقيل

الرئيس المستقيل: حرصت على تجنب انزلاقات وخيمة للأزمة

خرج مئات الجزائريين إلى شوارع العاصمة أمس للاحتفال باستقالة بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة. (رويترز)

وكالات (الجزائر)

آثر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تقديم استقالته رسمياً، بعد وقت قصير من إعلان رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، أنه لا مجال للمزيد من تضييع الوقت ويجب التطبيق الفوري للحل الدستوري، وذكر بيان للجيش أن الأخير أمر فورا بمباشرة إجراءات إعفاء الرئيس بوتفليقة، بتطبيق المواد 7، 8 و 102 من الدستور للخروج من الأزمة التي تعرفها البلاد.

وأخطر بوتفلیقة رسمیاً، أمس (الثلاثاء)، رئیس المجلس الدستوري بقراره إنهاء عهدته بصفته رئیساً للجمهورية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن رئاسة الجمهورية، في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات الشعبية.

وقال صالح «لا مجال للمزيد من تضييع الوقت، يجب التطبيق الفوري للحل الدستوري المقترح المتمثل في تفعيل المواد السابعة والثامنة و102، ومباشرة المسار الذي يضمن تسيير شؤون الدولة في إطار الشرعية الدستورية».

وأوضح رئيس أركان الجيش «قرارنا لا رجعة فيه، إذ إننا نقف مع الشعب حتى تتحقق مطالبه كاملة». ووفقا للدستور الجزائري فسيتولى عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الأمة رئاسة حكومة تصريف أعمال لمدة 90 يوما لحين إجراء الانتخابات.

واعتبر بوتفليقة في نص رسالة استقالته أن قراره يأتي تعبيرا عن إيمان بجزائر عزيزة وكريمة ولضمان حماية الأشخاص والممتلكات، معرباً عن أمله في أن تسهم الاستقالة في انتقال الجزائر لمستقبل أفضل.

وبثت وكالة الأنباء الجزائرية نص رسالة بو تفليقة، التي قال فيها «أتمنى كل الخير للشعب الجزائري الأبي، وقصدي من اتخاذ القرار هو الإسهام في تهدئة نفوس الجزائريين». وأضاف «أقدمت على قراري حرصا على تجنب المهاترات اللفظية وتجنب أن تتحول الأزمة الحالية لانزلاقات وخيمة».

وأشار بوتفليقة إلى أن المرحلة الانتقالية ستفضي إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد، موضحاً أن الاستقالة تهدف لحماية الدولة وضمان سير مؤسساتها في الفترة الانتقالية.

وخرج مئات الجزائريين إلى شوارع العاصمة في وقت متأخر من مساء أمس، للاحتفال باستقالة بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة، ولوح شبان بالأعلام الجزائرية وقادوا سياراتهم عبر شوارع وسط المدينة التي اندلعت فيها احتجاجات حاشدة ضد بوتفليقة يوم 22 فبراير. من جهتها، اعتبرت الولايات المتحدة أن مستقبل الجزائر يقرّره شعبها، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو في مؤتمر صحفي إن «الشعب الجزائري هو من يقرر كيفية إدارة هذه الفترة الانتقالية».

وشهدت ولايات عدة أمس، قبل تنحي بوتفليقة، وقفات ومسيرات احتجاجية مطالبة بالاستجابة لمطالب الحراك الشعبي كافة. وخرج الطلبة في مسيرة سلمية بوسط الجزائر العاصمة. وهتف المتظاهرون بأناشيد وطنية تدعو إلى الحفاظ على الجزائر والوحدة الوطنية، كما رددوا شعارات منها «لا دراسة.. لا كتابة حتى تسقط العصابة»، و«البلاد بلادنا ونديرو رأينا»، وغيرها من الشعارات التي طالبت برحيل النظام. كما شهدت ولاية بجاية، شرق الجزائر العاصمة، مسيرة حاشدة للمطالبة بالتغيير الجذري.