كتاب ومقالات

قصر باصات الطالبات على السائقات

بشرى فيصل السباعي

عندما شاهدت مقطعا متداولا لسوء سلوك سائق باص مع الطالبات اللاتي يوصلهن وهو مقطع ليس فريدا من نوعه كان أول ما خطر لي هو التساؤل؛ لماذا لا يتم قصر توصيل الطالبات على سائقات نساء؟ وذلك بالنسبة للطالبات من كل المراحل الدراسية وحتى المعلمات، وهذا ذكرني بحادثة الاعتداء اللاأخلاقي على أحد الطلاب من قبل سائق باص لطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولولا أن أحد المارة شاهد الواقعة لما كانت كشفت هذه الجريمة التي كانت متكررة بحق هذا الطالب من قبل السائق ولا يمكن تقدير مدى الدمار النفسي الذي لحق بهذا الطالب العاجز عن الشكوى، فهذه الفئة التي تمنعها إعاقتها الجذرية من التعبير عن ما يحصل معها أيضا يفضل أن يكون السائقون لباصاتهم نساء، وفي الغرب هناك تفضيل عام لتوظيف النساء لقيادة باصات الطلاب في مراحل الروضة والابتدائية بشكل خاص، وبالعموم أتمنى لو تصبح لدينا خدمة سيارات الأجرة الزهرية مثل الإمارات التي سائقاتها من النساء فقط وتقوم بتوصيل النساء فقط وأيضا الأطفال، فكثير من النساء غير القادرات على تملك أو استئجار وقيادة سيارة خاصة يمنعهن أقاربهن الذكور من التنقل بسبب رفض ركوبهن مع سائقي سيارات الأجرة، وهناك من ضاعت عليهن الاختبارات المدرسية والجامعية ومن تأخرن عن مراجعات طبية ضرورية ومن انقطعن عن أهاليهن وبخاصة في المناسبات المهمة بسبب عدم توصيل ذكور العائلة لهن وعدم سماحهم لهن بالركوب مع سائقي الأجرة الذكور، ويتم تغييب الأطفال عن مدارسهم إن مرض الأب لعدم استئمان سائق أجرة لتوصيلهم لكن يمكن استئمان سائقة، بالإضافة إلى مشاكل تعرض النساء للتحرش من قبل السائقين سواء بسيارات الأجرة العادية أو التي تكون عبر تطبيقات التوصيل، لكن لو كانت هناك سيارات أجرة وحتى باصات مخصصة للنساء وسائقاتها نساء فهذا سيساعد في تسهيل تنقلات الكثير من النساء علاوة على أنه سيوفر عملا للنساء اللاتي لا يمتلكن المؤهلات اللازمة لوظائف تتطلب شهادات عليا، وأيضا هذا سينهي مآسي موت الطالبات والمعلمات اللاتي تداهمهن حالات صحية طارئة ولا يسمح بإسعافهن بواسطة طاقم إسعاف من الرجال فيمكن أيضا تخصيص سيارات إسعاف زهرية للنساء يكون كامل طاقمها من النساء من السائقة إلى المسعفات، فعمل النساء كسائقات في كل هذه الحالات هي حاجة ماسة وتتطلب تبني الجهات المعنية لها وعدم تركها رهنا للمبادرات الفردية التي لا زالت غائبة حتى الآن، وسيدات الأعمال أيضا مدعوات لتبني هذه الفكرة بشكل تجاري.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com