كتاب ومقالات

القادمون إلى دبي

بعض الحقيقة

عيسى الحليان

خلال العام الماضي (2018) وصل عدد المسافرين من المملكة إلى مطار دبي 6.47 ملايين مسافر، وبمتوسط يومي قدره 17.975 مسافراً، ولو قدرنا متوسط عدد الركاب في الرحلة الواحدة بـ90 راكباً فإننا نتحدث هنا عن ما يقارب 200 رحلة يومياً، وفي اعتقادي أنه عدد كبير من المسافرين والرحلات الجوية إذا ما قورن بالوجهات التقليدية التي كانت سائدة ومتوهجة كالقاهرة وبيروت أو بقيه عواصم الخليج، صحيح أن المسافرين ليسوا كلهم سعوديين، وصحيح أنهم ليسوا كلهم مقيمين (عابرين)، لكن الكل منهم اختار دبي أيضاً كمحطة أساسية في الانطلاق نحو بلدانهم وعلى طائرات غير سعودية!!

إذا كانت وجهة واحدة تصل إلى هذا العدد من الرحلات الجوية والمسافرين، فما عسانا أن نقول عن بقية الوجهات الأخرى، صحيح أنه لا يمكن أن تجد إحصائية محلية تدلك على ذلك لمعرفة ميزان السياحة مقارنة بالقادمين للمملكة، ونصيب ناقلاتنا الوطنية، مقارنة بالأجنبية وهكذا، باعتبار أن الإحصائيات التي أشرتُ إليها عن عدد المسافرين إلى دبي مأخوذة أصلاً من مطار دبي، وبموجبها تقدمت المملكة على بريطانيا لتحتل المركز الثاني في عدد المسافرين إلى هذه المدينة بعد الهند التي احتفظت بالمركز الأول.

ولو اعتبرنا أن ربع هذا العدد عابرون (ترانزيت) وخارج الحسبة، وأن متوسط فترة الإقامة خمسة أيام ونسبة الإنفاق للمسافر الواحد خلال هذه الفترة 4500 ريال، فأنت تتحدث هنا عن إنفاق 60 مليون ريال يومياً (خلاف تذاكر السفر وتذاكر المواصلة)، وهو رقم كبير خلاف ما يمكن أن يترتب عليه من صفقات تجارية أو صناعية أو استثمارات دائمة، علماً بأن القادمين عن طريق مطار الشارقة أو مطار أبوظبي أو من خلال مطارات الدول المجاورة، أو القادمين عن طريق البر، كلهم خارج هذه الحسبة وخارج إطار هذا الإنفاق.

ترى هل يمكن توطين جزء من هذه المبالغ، وما السبيل إلى ذلك؟