هل يفعلها الرئيس البشير؟
تلميح وتصريح
الثلاثاء / 04 / شعبان / 1440 هـ الثلاثاء 09 أبريل 2019 01:31
حمود أبو طالب
لا نعرف ما هي العلة التي لا تجعل بعض من يديرون الأوطان ومقدرات الشعوب لا يعتبرون بأحداث التأريخ البعيد والقريب، بل والقريب جداً. بعض بلدان عالمنا العربي الذي تحكمه أنظمة هجينة لا مثيل لها تستدعي شعارات الجمهورية والديموقراطية والتداول السلمي للسلطة هي في حقيقتها أسوأ مثال للديكتاتورية والحكم الشمولي والاستبداد والانفراد بالسلطة حتى الموت أو الخراب، موت الحاكم أو خراب الوطن.
منذ 2011 شاهدنا ماذا حدث في بعض نماذج تلك الدول وماذا حدث لأنظمتها وما حل بشعوبها، حسناً لا داعي للرجوع إلى الوراء بل دعونا في الحاضر، ومثال الجزائر، فرغم أن أخطاء الرئيس بوتفليقة أقل سوءاً من غيره ورغم انحياز المؤسسة العسكرية له طوال مدة حكمه إلا أن كل ذلك لم يصمد أمام المد الجماهيري الكاسح الذي خرج ليقول للرئيس كفى 4 ولايات، ولم تستطع كل المؤسسات الموالية له أن تفرضه لولاية خامسة، حتى الجيش انحاز في النهاية لمطالب الشعب فلم يكن أمام الرئيس ودائرته سوى الخروج.
ذات السيناريو يتكرر في السودان منذ فترة أطول على شكل نوبات احتجاجات متكررة، لكن منذ فترة قريبة ازدادت حدتها وكثافتها واتساع رقعتها، لتبلغ ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية التي توجها ما سمي بحراك 7 أبريل الذي خرجت فيه حشود مليونية، وللأسف فقد سالت دماء في الاحتجاجات السودانية وربما تسيل أكثر إذا استمر التوتر وزادت حدة المواجهات، حاول الرئيس البشير إعطاء بعض المهدئات للشعب لكنها لم تنفع، الشعب ببساطة يقول للرئيس البشير: كفى؟ كفى 30 عاما من الحكم المنفرد الذي لم يأت بما يشفع له بالبقاء كل تلك المدة. المتظاهرون وصلوا إلى أبواب المؤسسة العسكرية وأحاطوا بها يطالبونها بالانحياز لمطالبهم، ولا يبدو أنهم سيتوقفون، بل سيزداد سقف مطالبهم.
السودان بلد عريق وأشقاؤنا السودانيون شعب أصيل نبيل عريق مثقف يستحق كرامة العيش في بلد حباه الله بطبيعة ثرية وموارد تغنيه لو أحسن استثمارها. لا نريد للسودان الوصول إلى حافة الهاوية أو يتعرض للانفجار أو الاختراق إذا ما تمادى الرئيس البشير في إصراره على البقاء. كثّر الله خيرك يا فخامة الرئيس، وسيكون جميلا منك لو استبقت الأمور باحترام مطالب الشعب وهيأت السودان لمرحلة انتقالية آمنة وسلسة، سوف تصبح رمزاً لو فعلتها وخلدت إلى الراحة بعد ثلث قرن من الحكم.
منذ 2011 شاهدنا ماذا حدث في بعض نماذج تلك الدول وماذا حدث لأنظمتها وما حل بشعوبها، حسناً لا داعي للرجوع إلى الوراء بل دعونا في الحاضر، ومثال الجزائر، فرغم أن أخطاء الرئيس بوتفليقة أقل سوءاً من غيره ورغم انحياز المؤسسة العسكرية له طوال مدة حكمه إلا أن كل ذلك لم يصمد أمام المد الجماهيري الكاسح الذي خرج ليقول للرئيس كفى 4 ولايات، ولم تستطع كل المؤسسات الموالية له أن تفرضه لولاية خامسة، حتى الجيش انحاز في النهاية لمطالب الشعب فلم يكن أمام الرئيس ودائرته سوى الخروج.
ذات السيناريو يتكرر في السودان منذ فترة أطول على شكل نوبات احتجاجات متكررة، لكن منذ فترة قريبة ازدادت حدتها وكثافتها واتساع رقعتها، لتبلغ ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية التي توجها ما سمي بحراك 7 أبريل الذي خرجت فيه حشود مليونية، وللأسف فقد سالت دماء في الاحتجاجات السودانية وربما تسيل أكثر إذا استمر التوتر وزادت حدة المواجهات، حاول الرئيس البشير إعطاء بعض المهدئات للشعب لكنها لم تنفع، الشعب ببساطة يقول للرئيس البشير: كفى؟ كفى 30 عاما من الحكم المنفرد الذي لم يأت بما يشفع له بالبقاء كل تلك المدة. المتظاهرون وصلوا إلى أبواب المؤسسة العسكرية وأحاطوا بها يطالبونها بالانحياز لمطالبهم، ولا يبدو أنهم سيتوقفون، بل سيزداد سقف مطالبهم.
السودان بلد عريق وأشقاؤنا السودانيون شعب أصيل نبيل عريق مثقف يستحق كرامة العيش في بلد حباه الله بطبيعة ثرية وموارد تغنيه لو أحسن استثمارها. لا نريد للسودان الوصول إلى حافة الهاوية أو يتعرض للانفجار أو الاختراق إذا ما تمادى الرئيس البشير في إصراره على البقاء. كثّر الله خيرك يا فخامة الرئيس، وسيكون جميلا منك لو استبقت الأمور باحترام مطالب الشعب وهيأت السودان لمرحلة انتقالية آمنة وسلسة، سوف تصبح رمزاً لو فعلتها وخلدت إلى الراحة بعد ثلث قرن من الحكم.