في زحمة مؤشرات أداء المدن!
الجمعة / 07 / شعبان / 1440 هـ الجمعة 12 أبريل 2019 01:53
م. سلطان فادن *
مع اقتراب عام 2030، التوقيت الذي ثبَّتت غالبية المدن في العالم خططها الإستراتيجية عليه، فالتوقعات تشير إلى أنه بحلول عام 2030 سيكون نحو 60% من سكان العالم في المدن، لذا بدأ عدد منها في التجهيز والاستعداد لاستيعاب هذه الأرقام الكبيرة من السكان والزائرين وتوفير مقومات المعيشة والأعمال لهم، وأهم الوسائل لمعرفة الجاهزية اتباع المؤشرات العالمية، فهي تساعد قائدي الأعمال على استغلال الفرص والتمكين للعمل بثقة عند اتخاذ القرارات الإستراتيجية.
غالبية مؤشرات المدن هي إما مؤشرات عامة (تضم مجموعة مؤشرات فرعية متخصصة)، أو تكون مؤشرات متخصصة في نواحٍ معينة من الأداء، ومؤشرات أداء المدن الحالية كثيرة ومتنوعة، فهناك مؤشرات لحيوية المدن، ولاستدامتها وقابلية المعيشة فيها، وهناك مؤشر للمدن الذكية، ولسهولة التنقل فيها، كما أن هناك مؤشراً لقياس الترفيه والمتعة في المدن، ولأداء المدن من ناحية خلق الوظائف واستمراريتها، وهناك مؤشر للمدن الآمنة، وللابتكار في المدن، ولجودة حياة المجتمعات وللمدن الصحية ومؤشر المدن الأسرع نمواً، وللمدن الرقمية وللمدن السعيدة والمرنة (القابلة للتغيرات) والخضراء، وغيرها الكثير من المؤشرات.
في الوقت الحالي غالبية من يضع المؤشرات ويتابع قياسها بشكل سنوي إما مجلات أو صحف أو معاهد بحثية. فمثلاً شركة (J.L.L) المتخصصة في إدارة الاستثمارات وبالتحديد في المجال العقاري، وضعت مؤشراً لحيوية المدن الأكثر نشاطاً تجارياً وبناءً على محددات عقارية ونمو اقتصادي - مجتمعي، ويتقدم هذا المؤشر مدن آسيوية ومدن المحيط الهادئ، بينما شركة (Arcadis) المتخصصة في استشارة العمران والتصميم فلديها مؤشر لاستدامة المدن مبني على المرتكزات الأساسية للتنمية المستدامة وهي الاقتصاد والمجتمع والبيئة. مجلة (The Economist) هي مسؤولة عن المؤشر السنوي للمعيشة في المدن (Liveability Index) وأهم مؤشراتها الفرعية الاستدامة والصحة والتعليم والثقافة والترفيه والإسكان والمواصلات والخدمات العامة والاتصال، كما للاستشاري شركة (DeLoitte) مؤشر آخر للمدن الذكية، تركز فيه على مؤشرات النقل والمواصلات، وتؤكد فيه على أن تعريف «الذكية» يختلف من مدينة لأخرى حسب الرؤية والإمكانات والحاجة. أما مجلة (U.S. News) فأهم المؤشرات التي لديها مؤشر عن أفضل المدن الأمريكية للمعيشة بها ومؤشر آخر عن أفضل المدن للإقامة بعد التقاعد. ومعهد الإستراتيجيات العمرانية بمؤسسة موري التذكارية في اليابان (MMF) فلديها مؤشر مميز عن «مغناطيسية Magnetism» أو قوة المدن لجذب الناس ورؤوس الأموال والمشاريع.
ويبقى لكل مدينة وإدارتها أن تختار المؤشرات التي تتماشى ومنهجيتها، وتلتزم وتستقي معايير المؤشر في الأبحاث والاستكشاف والتقييم واختيار المعلومات، فمن المنطقي أن يكون هناك مؤشر للعاصمة الرياض للاستدامة وتوفر المقومات الرئيسية للحياة، إضافة إلى مؤشرات إنجاز الأعمال والاستثمار. وأن تتبنى مدينة جدة مؤشراً لتعزيز الأعمال وللسياحة والتنقل نظراً لارتباطها بالحرمين الشريفين وللعمق التاريخي. أما مكة والمدينة فيفيدهما تبني مؤشرات المدن الآمنة ومؤشرات سهولة تنقل الزوار مثلاً، تأتي بعدها المدن الجديدة أو الأقل كثافة وسكاناً، فالمؤشرات التي تناسبها هي التي تساعدها في جذب الأعمال والاستثمار، ويتبقى للمدن الأصغر مساحة وسكاناً مؤشرات تدعم السياحة بها أو حتى تهيئتها لتكون مثالية للمتقاعدين، لمَ لا!.
* مختص في التنمية المستدامة
Saudi.Green@gmail.com
غالبية مؤشرات المدن هي إما مؤشرات عامة (تضم مجموعة مؤشرات فرعية متخصصة)، أو تكون مؤشرات متخصصة في نواحٍ معينة من الأداء، ومؤشرات أداء المدن الحالية كثيرة ومتنوعة، فهناك مؤشرات لحيوية المدن، ولاستدامتها وقابلية المعيشة فيها، وهناك مؤشر للمدن الذكية، ولسهولة التنقل فيها، كما أن هناك مؤشراً لقياس الترفيه والمتعة في المدن، ولأداء المدن من ناحية خلق الوظائف واستمراريتها، وهناك مؤشر للمدن الآمنة، وللابتكار في المدن، ولجودة حياة المجتمعات وللمدن الصحية ومؤشر المدن الأسرع نمواً، وللمدن الرقمية وللمدن السعيدة والمرنة (القابلة للتغيرات) والخضراء، وغيرها الكثير من المؤشرات.
في الوقت الحالي غالبية من يضع المؤشرات ويتابع قياسها بشكل سنوي إما مجلات أو صحف أو معاهد بحثية. فمثلاً شركة (J.L.L) المتخصصة في إدارة الاستثمارات وبالتحديد في المجال العقاري، وضعت مؤشراً لحيوية المدن الأكثر نشاطاً تجارياً وبناءً على محددات عقارية ونمو اقتصادي - مجتمعي، ويتقدم هذا المؤشر مدن آسيوية ومدن المحيط الهادئ، بينما شركة (Arcadis) المتخصصة في استشارة العمران والتصميم فلديها مؤشر لاستدامة المدن مبني على المرتكزات الأساسية للتنمية المستدامة وهي الاقتصاد والمجتمع والبيئة. مجلة (The Economist) هي مسؤولة عن المؤشر السنوي للمعيشة في المدن (Liveability Index) وأهم مؤشراتها الفرعية الاستدامة والصحة والتعليم والثقافة والترفيه والإسكان والمواصلات والخدمات العامة والاتصال، كما للاستشاري شركة (DeLoitte) مؤشر آخر للمدن الذكية، تركز فيه على مؤشرات النقل والمواصلات، وتؤكد فيه على أن تعريف «الذكية» يختلف من مدينة لأخرى حسب الرؤية والإمكانات والحاجة. أما مجلة (U.S. News) فأهم المؤشرات التي لديها مؤشر عن أفضل المدن الأمريكية للمعيشة بها ومؤشر آخر عن أفضل المدن للإقامة بعد التقاعد. ومعهد الإستراتيجيات العمرانية بمؤسسة موري التذكارية في اليابان (MMF) فلديها مؤشر مميز عن «مغناطيسية Magnetism» أو قوة المدن لجذب الناس ورؤوس الأموال والمشاريع.
ويبقى لكل مدينة وإدارتها أن تختار المؤشرات التي تتماشى ومنهجيتها، وتلتزم وتستقي معايير المؤشر في الأبحاث والاستكشاف والتقييم واختيار المعلومات، فمن المنطقي أن يكون هناك مؤشر للعاصمة الرياض للاستدامة وتوفر المقومات الرئيسية للحياة، إضافة إلى مؤشرات إنجاز الأعمال والاستثمار. وأن تتبنى مدينة جدة مؤشراً لتعزيز الأعمال وللسياحة والتنقل نظراً لارتباطها بالحرمين الشريفين وللعمق التاريخي. أما مكة والمدينة فيفيدهما تبني مؤشرات المدن الآمنة ومؤشرات سهولة تنقل الزوار مثلاً، تأتي بعدها المدن الجديدة أو الأقل كثافة وسكاناً، فالمؤشرات التي تناسبها هي التي تساعدها في جذب الأعمال والاستثمار، ويتبقى للمدن الأصغر مساحة وسكاناً مؤشرات تدعم السياحة بها أو حتى تهيئتها لتكون مثالية للمتقاعدين، لمَ لا!.
* مختص في التنمية المستدامة
Saudi.Green@gmail.com