قالت الفنانة التشكيلية مضاوي البدر أنها تعتبر لوحاتها قطعة من روحها، لافتة إلى أن الفنانة ترسم حينما يحركها إلهام الرغبة في لحظة إبداعية، وبالطبع لكل موقف يمر به الفنان ضوء خافت ملهم يجعل رؤية الفنان تخرج للعلن بشكل جمالي، كما أن رسالة الفنان شمولية للعالم، إذ تحاكي أعماله المواقف والظروف بكل حالاتها، وحول نشأتها الأولى وهل كان محيطها الأسري يهتم بالفن قالت البدر: «لكل منا هوايته المختلفة، والفن اهتمام وهواية فردية، بل أعتقد أنه شغف ولغة تعبير ذاتية، أحياناً أستطيع أن أقول هو بالفعل كالتنفس بالنسبة لي».

وحول أسعار اللوحات التي قد يرى البعض أنها كبيرة ومبالغ فيها، أشارت البدر إلى أن اللوحة قد تكون لغير المتذوق مجرد أدوات، لكنها قطعة من الروح وأحساس فريد لا يمكن أن يولد مرتين، وأضافت: النسخ البصري لا يمكن أن يختزل شعور اللحظة أو الموقف أو المعنى في الإدراك اللحظي واللمسات الخاصة.. هذا إذا كان الحديث عن الإحساس في اللوحة؛ لذلك نجد أن متذوقي الفن هم فقط من يمكنهم التمييز بين فن وآخر، وبعض اللوحات لا يمكن وضع سعر محدد عليها، وليمكن بيعها بالنسبة للفنان ذاته. وعن الأدوات التي تفضل الرسم بها، قالت البدر: أفضل الباستيل والألوان الزيتية، ولكن الأقرب إلى قلبي الرسم بالرصاص.

وأوضحت مضاوي البدر أنها تأثرت بمعلمتها، وقالت: قد نولد بقدرات معينة يمكن أن يخبرنا بوجودها ودعمها أناس ملهمون، وبالنسبة لي فقد تأثرت بمعلمتي لمادة التربية الفنية في المرحلة المتوسطه شهيناز، بل إني أعتبرها الأم التي رعت حسي الفني، وآمنت بمهارتي وكانت الداعم الأول لموهبتي. وحول بعض الأصوات التي ترفض وجود الأنثى في المجالات الإبداعية، قالت البدر: أعتقد أن الرفض على بروز الأنثى وعي فردي لا صلة له بالوعي الحالي فهذه مشكلة من قديم الأزل كانت ومازالت، لكني نشأت في بيت أسرة تؤمن دور المرأة وتؤمن بقدراتها في شتى المجالات. وعن علاقة الفن بالحضارات، أوضحت البدر أن الفن يتطور بالحضارات وكل حضارة لها فنون خاصة بها تعكس وعيها، لافتة إلى أن الفن مرآءة الشعوب، بل الوسيلة لكتابة تاريخ الأمم السابقة مثل الرسومات والكتابات الهيروغليفية في عصر الفراعنة وشعوب المايا وبابل القديمة، إذ كانت كل رسمة تعتبر دليلاً إرشادياً أو تجسيداً ووصفاً للحروب والصراعات والطقوس القديمة، إذ من خلال تلك اللوحات عرفنا أخبارهم وطرق معيشتهم وجميع ما يخص تلك الحضارات، فالفن مرتبط بالحضارات.