لم يخفت صوت أقدام عشرات الصحفيين السودانيين، وهي ترحل من أمام مقر وكالة الأنباء السودانية، صباح الأربعاء، بعد مسيرة حاشدة، طالبت فيها بتصحيح الإعلام واسترداده، حتى بدأت الوكالة فيما يبدو بارتداء ثوب جديد يواكب المرحلة، إذ عمدت على تغيير تحرير بعض أخبارها، لتبث في البداية للمرة الأولى خبر عن مسيرة الصحفيين ومطالباتهم بأن يكون الإعلام هو ضمير الشعب، وحرية الصحافة.

وامتد الأمر إلى نقل الوكالة تصريحات للسفيرة الفرنسية في الخرطوم، بعد لقائها نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، التي أكدت فيها إضفاء الشرعية لعملية الانتقال السلمي لا تتحقق إلا من خلال احترام إرادة الشعب الذي يطمح لنقل السلطة إلى حكومة مدنية وهو ما تدعمه فرنسا والاتحاد الأوروبي، ودعوتها كل الأطراف لتحديد مشروع مشترك لحكم ديمقراطي شامل واقتراح فريق حكومي متخصص قادر على إجراء الإصلاحات اللازمة.

كما نقلت الوكالة خبرا عن مسيرة سيّرتها اتحادات القطاع الصحي ونقابة الأطباء المركزية وتجمع المهنيين باسم «الموكب الأبيض» من مستشفى الخرطوم التعليمي وصولا لساحة الاعتصام بالقيادة العامة.

ويبقى السؤال هل غيرت الوكالة بالفعل قميص تحريرها، رغم أن مديرها الذي عينه الرئيس المقتلع عمر البشير، في 18 مارس الماضي عبدالله جاد الله أحمد نمر خلفا للمدير السابق عوض جادين، لازال في منصبه ولم يتم إعفائه، في وقت أعفى المجلس العسكري الانتقالي مدير الإذاعة والتلفزيون محمد حاتم سليمان.