رياضة

لاعبات الـ«كروس فيت» لـ«عكاظ»: نعاني من التجاهل الإعلامي والتعليقات السلبية

فتاة تمارس لعبة رفع الأثقال.

أعداد/ أمل السعيد (الرياض)amal222424@

تعد رياضة الـ«كروس فيت» واحدة من الرياضات الجديدة التي تدخل المضمار الرياضي في المملكة، إذ بدأت في الانتشار قبل 5 سنوات فقط، وبالرغم من ذلك كانت المرأة السعودية سباقة في اقتحام هذه الرياضة والتعرف عليها وممارستها، وحاليا توجد في المملكة، وبالأخص في مدينة جدة، العديد من اللاعبات السعوديات اللاتي يمارسن الـ«كروس فيت»، إلا أن كون الرياضة في بداياتها، شكل ذلك عددا من الصعوبات التي تواجه ممارستها خاصة من قبل النساء. تقول لاعبة الـ«كروس فيت» السعودية دانية جميل إسماعيل، إن قلة خيارات الأماكن المتاحة أمامها لممارسة رياضتها يعتبر أصعب المشاكل التي تواجهها حاليا، إذ لا يوجد في مدينة جدة سوى نادي أرينا الذي يعتبر هو المكان الوحيد المجهز لهذه الرياضة بالأدوات مقارنة بباقي الأماكن.

وأوضحت دانية في حديثها لـ«عكاظ» أنها كلاعبة سعودية ينقصها وجود مدربات متمكنات لمساعدتها على رفع مستواها، وهو ما دفعها لاختيار التدريب عن بعد مع مدرب له خبرة طويلة في رياضة الـ«كروس فيت»، إذ صمم لها برنامج يركز على الحركات والمهارات التي تحتاج التدرب عليها، مضيفة «طبعا هذا ليس بالحل الأمثل بالنسبة لي لأنه يتطلب مني تصوير نفسي خلال التدريب ومن ثم مشاركة الفيديو معه ومن ثم يرسل لي ملاحظاته، بينما أُفضل أن يكون المدرب أو المدربة بجانبي كي يصحح لي الحركات في وقتها ولكن للأسف هذا غير متوفر حاليا»، لافتة إلى أن المدربات المتوفرات حاليا لا يتمتعن بالخبرة العالية، كما أن أسعارهن مرتفعة بحكم قلة عدد مدربات رياضة الـ«كروس فيت» في جدة، وأوضحت اللاعبة السعودية أن رياضة الـ«كروس فيت» تعتبر جديدة نوعا ما في المملكة، حيث بدأ البعض في ممارستها قبل 5 سنوات فقط، معتبرة أن ذلك هو السبب في عدم حصول تلك الرياضة على الدعم الإعلامي الذي تحتاجه كباقي أنواع الرياضات، مضيفة بقولها «ولكن مع المسابقات والمنافسات التي بدأت تحدث أخيرا سواء في المملكة أو العالم العربي، بدأ الإعلام يسلط الضوء عليها نوعا ما».

وتابعت دانية: إن لعبة الـ«كروس فيت» تحتاج إلى نشر الوعي عنها، حيث يعتقد البعض أنها رياضة حمل أثقال بينما هي في الحقيقة غير ذلك، موضحة أن الـ«كروس فيت» رياضة تشمل أهم 3 عناصر في الرياضات بشكل عام، وهي الحركات البهلوانية (gymnastics) واللياقة أو قدرة تحمل عضلة القلب (endurance)، وحمل الأثقال (weightlifting).

من جانبها، قالت اللاعبة مريم بكر الدجاني، التي تعمل طبيبة أسنان أطفال وعضو هيئة تدريس في جامعة الملك عبدالعزيز: «الحمد لله أننا نعيش الآن في وقت انتشرت فيه النوادي الرياضية للنساء في وطننا بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة، وهي أمنية حلمت بها لسنوات طويلة حتى قبل أن تصبح الرياضة جزءا لا يتجزأ من حياتي»، وبينت اللاعبة أن رياضة الـ«كروس فيت» تعد جديدة نسبياً في المملكة والكثير لا يعلم ما هي بالضبط، موضحة أن تلك الرياضة عبارة عن برنامج لياقة بدنية مكثف يضم ثلاثة أنواع أساسية من الرياضة: التمارين الهوائية (والتي تعرف بالـCardio)، والرياضة البدنية (الجمباز)، ورفع الأثقال، مضيفة أن الـ«كروس فيت» يهدف إلى رفع مستوى اللياقة البدنية للاعب أو اللاعبة من جميع النواحي، ولذلك فهي تدعى برياضة اللياقة (The Sport of Fitness)، وأضافت مريم: «بالنسبة لي كلاعبة «كروس فيت» سعودية، الصعوبة لا تكمن في ممارستي لهذه الرياضة، ولكن تحيطني وغيري من النساء معتقدات وظنون من البعض في المجتمع قد تكون مزعجة أحياناً كوننا نمارس رياضة تشتمل على رفع أثقال، وهي مشكلة تواجه النساء في جميع بقاع الأرض وليس في السعودية بشكل خاص»، مشيرة إلى أنها كثيرا ما تسمع تعليقات بأن الـ«كروس فيت» رياضة لا تناسب الإناث، وأن ممارستها تقلل من أنوثة المرأة، كما أن كثيرين ينصحونها بالابتعاد عنها لما فيها من الخطورة، مؤكدة أن هناك الكثير من الشائعات والأفكار الخاطئة عن رفع الأثقال تتردد باستمرار بالرغم من بعدها بعدا تاما عن الحقيقة. وعبرت الطبيبة اللاعبة أنها محظوظة بأن لديها أهلا وأصدقاء وزملاء عمل يقدمون لها الدعم والتشجيع المستمر، سواء لممارسة رياضة الـ«كروس فيت» أو المشاركة في البطولات، وهي عوامل مهمة تسهل ممارسة أي رياضة، مبينة أن ما تخشاه هو أن تكون هناك فتاة أو امرأة سعودية ترغب بممارسة الرياضة ولا تستطيع بسبب منعها منها لأسباب اجتماعية أو معتقدات خاطئة.

وعما تحتاجه اللاعبة السعودية في الوقت الحالي أوضحت مريم: «ما ينقص اللاعبة السعودية أولاً وقبل كل شيء هو الثقة بنفسها، الثقة بأنها قادرة وتستطيع إنجاز الأحلام والألقاب إن كرّست الوقت وبذلت الجهد لذلك. الرياضيات ندى أبو النجا، أفنان الصباغ، العنود الخليفي، ناجية الفضل، أمل الشهراني، وهند الشمري أسماء نساء سعوديات حققن إنجازات رائعة في مختلف الرياضات».

وتابعت أن ثقة الجهات المسؤولة بالمرأة السعودية في مجال الـ«كروس فيت» ستنتج عنه زيادة في عدد نوادي تلك الرياضة المعتمدة للسيدات في جدة وباقي مدن المملكة، مؤكدة أن اللاعبات السعوديات يحتجن للمزيد من المدربات ذوات الكفاءة العالية وأن تتوفر أندية مزودة بكامل المعدات.

وعن حجم الدعم الإعلامي الذي تلقاه رياضة الـ«كروس فيت» في المملكة حاليا، بينت مريم أن تلك الرياضة ينقصها الدعم الكافي، وهو ما تحتاجه لتصل ثقافة اللياقة إلى أكبر عدد من الناس، حيث أقيمت في شهر فبراير من العام الحالي في مدينة الرياض أول بطولة الـ«كروس فيت» معتمدة من مؤسسة الـ«كروس فيت» العالمية، ولكن للأسف لم تتوفر لها التغطية الإعلامية إلا في قناة تلفزيونية غير رياضية بالإضافة إلى تغطية صحفية تمت بناء على طلب من منظمي البطولة في الرياض.

وفي ختام تصريحها، عبرت اللاعبة عن أمنياتها بانتشار نوادي الـ«كروس فيت» للنساء في المملكة وتوفير الفرص لتدريب النساء السعوديات ليصبحن مدربات، كما طالبت بعدم إطلاق الأحكام على الفتيات والنساء اللواتي يمارسن أي رياضة موضحة بقولها «لأن الرياضة مهما كان نوعها تجلب الصحة والسعادة والثقة بالنفس وتضيف لحياة المرء ما لا يمكن وصفه وحصره من الخير الكثير».

فيما أبانت اللاعبة أمل عطية أنه من 3 سنوات لم تكن هناك مراكز تدريب لرياضة الـ«كروس فيت» ولم تتوفر أجهزة مناسبة أو مدربات، ولكن الآن الوضع اختلف، معتبرة أنه لا توجد صعوبات تواجه تلك الرياضة في السعودية كون هيئة الرياضة قامت بتوفير كل ما تحتاجه، مؤكدة أن الاتحاد السعودي للياقة والصحة، يعمل على توفير كل الدعم لرياضة الـ«كروس فيت» كما ساعد في افتتاح مراكز رياضية خاصة لها وبات الموضوع أسهل في ظل رؤية 2030، مؤكدة أن الدولة تقدم دعما كبيرا للمرأة في الرياضة حتى تستطيع خوض هذه المجالات والمشاركة وإثبات ذاتها.

للتواصل amala0395@gmail.com