ثقافة وفن

أحمد الكبيبي لـ عكاظ : قصائدي تقبع تحت قبعة المساء

أكد أن ظهوره الشعري جاء انتصاراً لرغبة عائلته!

الشاعر أحمد الكبيبي

علي فايع (أبها) alma3e@

لم يكن ظهور الشاعر أحمد الكبيبي في "أمير الشعراء" دون مقدمات، فالشاعر الذي لم يسبق له أن كان ضيفاً على نادٍ أدبي أو ملتقى شعري، أو منصة أدبية تعرِّف به، لم يكن حضوره لمجرد السلام فقط، بل كان إعلاناً عن شاعر يحمل تجربة جميلة أشاد بها نقاد كبار وتفاعل معها مبدعون داخل المملكة وخارجها، هذه التجربة أوصلته إلى ما قبل الجولة النهائية؛ مما خلق العديد من الأسئلة عن السر وراء هذا الغياب، وهل كان اختيارياً أم لأسباب؟ الكبيبي في أول لقاء صحفي معه يبرر سر هذا الحضور المفاجئ بصعوبة الظهور سابقاً، لأنه لم يكن يرغب في الحضور عن طريق الأسماء ولا المحسوبيات؛ ولكنه آثر الحضور عن طريق إبداعه! لدى أحمد الكبيبي العديد من الآراء المختلفة عن الشعر والساحة الثقافية والمؤسسات التي ترعى المبدعين في الداخل السعودي التي يراها تقدمت خطوات خلال السنتين الماضيتين رغم أنه لم يكن أحد نجومها! الكثير من الآراء والانطباعات في هذا الحوار:

• دعنا نبدأ من هذا الحضور المفاجئ، إذ لا يوجد لك حضور معروف في الساحة الأدبية في منطقتك، ولكنك ظهرت فجأة مميزاً في أمير الشعراء.. لماذا الغياب؟ وكيف جاءت فكرة الحضور؟

•• الغياب للمنتج الأدبي الملموس أو المسموع هو غياب بالدرجة الأولى يعود لأمرين يدركهما المجايلون في مراحل زمنية سابقة، هما: صعوبة الظهور، وأدلجة الأدب على طرفي نقيض، فصعوبة الظهور سابقاً كانت تقع تحت وطأة سيطرة الأسماء والحاجة الملحة لأن تصل عن طريق هذه الأسماء لا عن طريق ما تبدع.

أما أدلجة الأدب في تلك المرحلة بين نقيضين مختلفين تماماً في التعاطي مع الأدب، فالطرف الأول يراه بعين الوصاية، والآخر يراه بعين الانعتاق، وما بينهما يكون النص المتزن قد ضيع الطريق.

أما فكرة الحضور فهي على جمالها في مرحلة الوصول ومن خلال النصوص المقدمة إلى مرحلة العشرين متسابقاً ومن ثم الخمسة عشر، إلا أنها بسيطة الانبثاق وحميميةٌ في الغاية والهدف، فكل ما حصل هو بإلحاح من زوجتي وأبنائي الستة، ولعلي أرى فيهم امتداداً لهذا الحضور ذات يوم.

• المؤسسات الثقافية ستتهافت عليك بعد أمير الشعراء.. هل كان غيابك عنها اختيارياً أم أنها قصَّرت في حقك وحق غيرك؟

•• المؤسسات الثقافية هي لكل مبدع ومن أجله كانت وأقيمت، أراها منذ عامين تسير إلى المبدع سيراً حثيثاً بشكل مختلف يتناسب مع سرعة الوصول للآخر بلغة التواصل الحديث.. أما وقد كان الغياب اختيارياً طيلة هذه السنوات فكان من المبهج والجميل في هذا الظهور أن يكون من خلال برنامج جماهيري مشاهد على مستوى العالم العربي انعتاقاً ملائماً من سطوة هذا الغياب الطويل.

• ماذا عن تجربتك في أمير الشعراء؟

•• تجربتي في أمير الشعراء، أبدأها بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي على كل ما قدمته في المواسم السابقة من أمير الشعراء في خدمة القصيدة العربية بلغتنا الفصحى في محفل شعري كبير، أما تجربتي في موسم أمير الشعراء الثامن فهي بكل مقاييسها وأبعادها تجربة في غاية الثراء تحقق لي من خلالها عدة أمور من أهمها؛ الاشتغال على النص من ناحية أركانه التي يقوم عليها كي أضع له مكانه المناسب ما بين المئات من النصوص، الاحتكاك بمشارب مختلفة تتمثل في كل هذه النصوص والمدارس الشعرية المتعددة والبيئات الثقافية المتنوعة، الوقوف أمام قامات نقدية عالية الكفاءة في التعاطي مع النصوص نقداً وتحليلاً وتوجيهاً، الارتكاز بشكل أعمق على ذاتي المتوازنة، فهي كقصيدة منتصف العمر التي أردت أن أصل من خلالها وكما أريد لها أن تكون.

• منذ متى وأنت تكتب الشعر؟

•• كتبت الشعر حباً وطواعية بأبسط صوره وأراجيزه منذ ما قبل الجامعة ومن خلال دراسة اللغة العربية بكل فروعها تشكلت القصيدة بشكلها الحقيقي وهذا بحساب الزمن قبل ما يقرب من خمسة وعشرين عاماً.

• ماذا عن قصائدك التي كنت تكتبها؟ وهل كان يطلع عليها أحد؟

•• الكثير منها يقبع تحت قبعة المساء، والبعض منها انعتق خلسة عند أول بارقة للضوء.. البعض تخطته لغة الشعر الحالية والبعض ضاربٌ في أصالته والكثير الكثير ينتظر مزاحماً كي يكون في ديوان أول.

أما من يطلع عليها فهم الأصدقاء المقربون في مجالسات السمر وتقليم أظافر الهموم والأحزان أو مناسبات الفرح أو غوائل الفقد والوجع.

• ماذا عن أحمد الشاعر قبل وبعد أمير الشعراء؟

•• قبل أمير الشعراء كنت شاعراً بشعري ولشعري، وبعده أكون شاعراً بشعري ولمشاعر غيري، ولكنني من قبل ومن بعد ذلك كالذي يسير محاولاً جهده ألا يساقط منه شيء على جنبات الطريق كي لا يشيَ به.