كتاب ومقالات

ما بين القدم والتبرير

حجة الحرف

خالد الشعلان

تحدثتُ في مقالتي السَّابقة بعنوان «الهلالُ عندما يخسرُ كُل شيء» عن حال جمهور الهلال وإعلامه عندما خسرَ من النصر، وبعدها خسرَ كثيراً من الأشياء ومن أهمها الاتزان ومُناقشة الأمور بتعقل، وكذلك مُجاراة رئيس الهلال لهم في الإيهام بأنّ الهلال سيُخاطبُ المحكمتين الرياضيتين المحليَّة والدوليَّة في شأن الاحتجاج على مُشاركة لاعبين في مُباريات سابقة، وحدثَ ما قلته وراهنتُ عليه بأنَّ مثل هذه القضايا الخاصَّة بـ«الأهلية القانونيَّة لمُشاركة اللاعبين» ليست من اختصاص المحكمة الرياضيَّة.

أدعُ هذا وأتطرقُ لجانب خطير بدأ يظهرُ في الهلال ويقودهُ رئيس الهلال، وهو علو الصوت وتوزيع التبريرات، بل والاتهامات عند خسارة بطولة أو مُباراة، ويكفي أن أستشهد بحديث لاعب الهلال السَّابق سامي الجابر عندما طالبَ رئيس الهلال في أكثر من موضع أن يكونَ أكثر هدوءا، وأن يختارَ الوقتَ المُناسب للحديث، نعم خسرَ الهلالُ البطولة العربيَّة وقبلها خسرَ صدارة الدوري بسبب غريمه النصر، ولكن من كان يتوقع أن يكون تبرير خسارة بطولة هو «ليه ما مرنا سامي بالمعسكر؟»، و«ليه يحضر برفقة المُدرب المُقال بالمُدرج؟»، إنَّه لتبرير غريب ومُضحك وليس محل طرح ولا يمكن التصديق بأن يكون له أثر ووجود في الخسارة، فالخسارة من وجهة نظري كان سببها الأوَّل هو منهج رئيس الهلال في الإيهام دوماً بأنَّ التحكيم وخليل جلال و«الفار» وكذلك الاتحاد السعودي بأكمله يقفون عثرة في وجه الهلال، هذا التبرير شكّلَ ضغطاً على الجمهور وعلى اللاعبين، فالجمهور أصبحَ يتوهمُ الخطأ، واللاعبون أصبحوا يُطاردون الحكام ويتجمهرون! وأجزم لو أن سامي الجابر دخل المعسكر أو غرفة اللاعبين قبل المُباراة لكان تبرير الخسارة في نظر الرئيس هو ذاته، بل أشد.

أعودُ لرئيس الهلال الذي لم يتوقف عن تصريحاته وتبريراته العجيبة وأدعوه - كما دعاه سامي الجابر - أن يكون أكثر هدوءا، فأمامه دوري ومُنافس اسمه «النصر» طامع وبقوَّة في الدوري.

لكنني في ذات الوقت أقفُ في صف رئيس الهلال في أمر واحد وهو أنَّ حركته بقدمه لم تكن موجهة لسامي الجابر ولا لمُدرج الهلال، وحُجتي في ذلك أنَّ مكان سامي والمُدرب خيسوس كان مُرتفعا، بينما إشارة رئيس الهلال كانت لشخص بجوار الخط، والأمر الآخر أنّ الحركة كانت بعد المُباراة بمُدَّة لا تقل عن عشر دقائق، ولذا لا يمكن تصور وجود سامي حينها بالمُدرج، فالحركة كانت موجهة لشخص أو مسؤول يتخاطبُ معه رئيس الهلال بشأن الهدف وإيهامه أنَّ الكرة كانت قد خرجت خارج الملعب من قدم لاعب النجم الساحلي، وهذا تبرير غير صحيح.

من تحت الباب

الهلاليون الذين كذبوا على النصر بأنَّه يُطالب بالغاء تقنية «var» هم ذاتهم الذين كذبوا على هلالهم بشأن حركة رئيس الهلال وأنَّها موجهة لسامي الجابر.

من كانوا يُدونون مُعلقات المُلاحظات والانتقادات تجاه لاعبي النصر بتجمهرهم على الحُكام لا نرى مُعلقاتهم ولا نسمع حديثهم الآن وهم يرون لاعبي الهلال يتجمهرون على الحُكام، بل من كان يتصور أنَّ محمَّد الشلهوب يتجمَّهرُ مع من تجمَّهر!

الاحتجاجان الهلاليان تجاه مُشاركة لاعب الوحدة القرني ولاعب أحد انتهيا بحُكم نهائي بات وقاطع من لجنة الاستئناف برفض الاحتجاجين، وهذا ما كنتُ أقوله في البدايات، بل وأضفت: لا اختصاص قانونيا لمركز التحكيم الرياضي السعودي في نظر الاحتجاجين، وفق المادة 58-2-ح من النظام الأساسي للاتحاد، والمادة 7-3-2 من النظام الأساسي لمركز التحكيم الرياضي السعودي.

خاتمة:

يا قَاطني الأرض، حقلُ الحُب ِمُتَّسعٌ

للمُزهرينَ، وسَاقي الحقل ِما نَدَمَا