رياضة

كأس العالم في «خطر»

تصاعد المظاهرات العمالية.. واجتماع باريس يحدد المصير

تظاهر عدد من عمال ملاعب قطر.

عبدالله المرزوق (الرياض) abdullah_mrzog1@

تجاوزت مشكلة العمال في قطر النواحي الاقتصادية، ولامست الجانب الإنساني، فما تعرض له العمال من أعمال قمع وتعذيب يعتبر انتهاكا دوليا ضد المطالبين بحقوقهم، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على مخاوف الشعب القطري مما تحمله الأيام القادمة لهم اقتصاديا ومعيشيا.

وقد رصدت وسائل الإعلام الدولية خلال اليومين الماضيين خروج العمال العاملين في ملاعب قطر إلى الشوارع في وجه الممارسات القطرية التي تتنافى مع مبادئ الإنسانية، فلا رواتب قد سلمت ولا رعاية صحية قد تلقوها، فضلا عن سوء الأحوال المعيشية، معلنين إضرابهم عن العمل، وامتد نشاطهم لأعمال شغب وتخريب في مقرات الشركات وممتلكاتها.

وسبق أن كشف تقرير بثته قناة SMM الفرنسية تعرض 520 عاملا من عمال الملاعب في قطر لحالات موت غامضة، ولا يزال العدد في تزايد مستمر. وأوضح التقرير الظروف العملية الصعبة التي انتهكت حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا، وحذر من قرب حدوث كارثة.

وطالبت منظمة العفو الدولية القطريين بضرورة تسليم عمال قطر رواتبهم المتوقفة لأشهر، فيما أبدى الاتحاد النقابي الدولي مخاوفه الكبيرة إزاء تعرض 4 آلاف عامل لخطر الهلاك في قطر بحلول 2020، وهو الموعد المحدد لاستضافة كأس العالم القادمة.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور ومقاطع الفيديو لأعمال شغب العمال وما تعرضوا له من قمع، فضلا عن تناول وسائل إعلام بلدان هؤلاء العمال للقضية بحرقة وألم، مما صعد القضية لتصبح دولية تناولتها وسائل الإعلام في العالم أجمع، مع استمرار وسائل الإعلام في قطر تجاهل القضية بعد التطرق لها.

ومع تزايد أزمة العمال وإصرار «فيفا» على ضرورة مشاركة دولتين أو أكثر في استضافة مونديال كرة القدم، يبدو أن ملف تنظيم قطر لكأس العالم بات في مهب الريح، مما يؤكد بأن اجتماع «فيفا» القادم في باريس في الـ5 من يونيو قد يكون صادما لقطر بإعلان عدم قدرتها على الاستضافة، وإسناد التنظيم لدولة أخرى من المرجح أن تكون إنجلترا، وفي الوقت ذاته منصفا لهؤلاء العمال جراء ما تعرضوا له من ظلم وقهر.