يا وطني: انتبه لهذه البراعم التي تحبك
تلميح وتصريح
الأحد / 23 / شعبان / 1440 هـ الاحد 28 أبريل 2019 01:25
حمود أبو طالب
علاقتي بالشباب المبتعثين في أكثر من دولة، وفي أمريكا بالتحديد، تمتد إلى بداية برنامج الابتعاث من خلال زياراتي المتكررة إلى دول الابتعاث وأمريكا أكثر من غيرها، وحضوري مناسبات حفل التخرج الذي كانت تقيمه الملحقية الثقافية في أمريكا كأحد أبرز نشاطاتها للتعريف بالبرنامج والاحتفاء بالخريجين والخريجات. كنت أحرص على قضاء أطول وقت ممكن مع بعض الشباب الخريجين على هامش المناسبة وبعدها، وأحيانا أقوم بزيارة بعضهم قبل تخرجهم أو بعده في ولاياتهم للتعرف أكثر على نشاطاتهم وجامعاتهم وطبيعة حياتهم، ما جعلني أقترب أكثر منهم، وأعرف كثيراً من أفكارهم وطموحاتهم وهمومهم وهواجسهم، بيد أني خلال الأشهر الماضية وبحكم وجودي في أمريكا مدة طويلة نسبيا أكثر من أي مرة أتيحت لي فرصة أوسع للاختلاط بشبابنا الذين أكرموني بدعواتهم لزيارتهم في أكثر من مكان والحديث معهم بشكل أطول وأعمق وأوضح، وذلك ما أسعدني كثيرا وأكد لي أننا نملك ثروة ثمينة لها حق كبير على الوطن، ليس هم فقط بل غيرهم من شبابنا خريجي جامعاتنا في أرجاء الوطن، وجامعات الدول التي يشملها برنامج الابتعاث.
أود أن أقول لكل من يهمه الأمر، هؤلاء الشباب والشابات اعتصروا أعمارهم وواجهوا أشد الصعاب في ساحات العلم، وتكبدوا آلام الغربة كي يحصدوا النجاح، وإذا كان هناك مَن فشل أو أغواه البقاء في الخارج فتلك نسبة ضئيلة جداً لا يكاد يكون لها اعتبار. الغالبية العظمى تجد الوطن مزروعاً ومغروساً في أعماقهم، مضيئاً في ضمائرهم، ساطعاً في قلوبهم، وحلمهم الوحيد أن يعودوا إليه كي يساهموا في خدمته بالشكل الذي يليق به، ويليق بتعبهم وجدهم واجتهادهم. إنهم لا يتعالون على غيرهم ولا تداخلهم نرجسية الاستعلاء، لا يريدون ثراءً ولا وجاهة رغم أن ذلك حق مشروع لكل إنسان طموح، هم يريدون فقط أن يحصلوا على حقهم في الحصول على عمل، وظيفة لائقة، تقدير مناسب لكل ما أنجزوه. هم يريدون فقط ألا يدخلوا في دوامة الإحباط وهم يعلقون شهاداتهم في منازلهم بينما بعض الأجانب يشغلون الوظائف التي يستحقونها بجدارة، لا يريدون أن يشعروا بأن الوطن الذي تعب عليهم، وتعبوا من أجله، ترتبك علاقتهم به عندما لا يحصلون على حقهم الأصيل في المشاركة بخدمته وتحقيق أحلامهم بحياة منتجة يشعرون فيها بالأمان الوظيفي والاجتماعي، ويستطيعون الشعور بأن كفاحهم محل تقدير الوطن.
انتبه يا وطني لهذه البراعم التي تفتحت في بلاد الغربة لكنها قررت ألاّ يفوح شذاها سوى في الوطن. لا تدعهم يا وطني يشعرون لحظة بالندم على عودتهم إلى حضنك.
أود أن أقول لكل من يهمه الأمر، هؤلاء الشباب والشابات اعتصروا أعمارهم وواجهوا أشد الصعاب في ساحات العلم، وتكبدوا آلام الغربة كي يحصدوا النجاح، وإذا كان هناك مَن فشل أو أغواه البقاء في الخارج فتلك نسبة ضئيلة جداً لا يكاد يكون لها اعتبار. الغالبية العظمى تجد الوطن مزروعاً ومغروساً في أعماقهم، مضيئاً في ضمائرهم، ساطعاً في قلوبهم، وحلمهم الوحيد أن يعودوا إليه كي يساهموا في خدمته بالشكل الذي يليق به، ويليق بتعبهم وجدهم واجتهادهم. إنهم لا يتعالون على غيرهم ولا تداخلهم نرجسية الاستعلاء، لا يريدون ثراءً ولا وجاهة رغم أن ذلك حق مشروع لكل إنسان طموح، هم يريدون فقط أن يحصلوا على حقهم في الحصول على عمل، وظيفة لائقة، تقدير مناسب لكل ما أنجزوه. هم يريدون فقط ألا يدخلوا في دوامة الإحباط وهم يعلقون شهاداتهم في منازلهم بينما بعض الأجانب يشغلون الوظائف التي يستحقونها بجدارة، لا يريدون أن يشعروا بأن الوطن الذي تعب عليهم، وتعبوا من أجله، ترتبك علاقتهم به عندما لا يحصلون على حقهم الأصيل في المشاركة بخدمته وتحقيق أحلامهم بحياة منتجة يشعرون فيها بالأمان الوظيفي والاجتماعي، ويستطيعون الشعور بأن كفاحهم محل تقدير الوطن.
انتبه يا وطني لهذه البراعم التي تفتحت في بلاد الغربة لكنها قررت ألاّ يفوح شذاها سوى في الوطن. لا تدعهم يا وطني يشعرون لحظة بالندم على عودتهم إلى حضنك.