إذا بكى فزيدوه
بالسكين
الجمعة / 28 / شعبان / 1440 هـ الجمعة 03 مايو 2019 01:36
علي بن محمد الرباعي
حفظ من أمه مثلاً واحداً ينطبق عليه حرفياً، يتذكر عندما كان يملك نصف مزارع القرية والقلوب المجيعة ما تشبع إلا في بيته، بدأ الشؤم عليه من يوم أصرّ الفقيه يزوجه ابنة أخته الأرملة، فانتقلت هي ووالدتها للعيش معه. استشعر الفقيه كيد النساء فأقسم أن يشارك في الغنيمة وبدأن شعوات يأخذن من مال ابن الحلال ويعطين الخال، اكتشف المؤامرة فقال يا (وحيدة): ما عاد معي قرش نتّفتي ريشي إنت وأمك وخالك، فقالت: بع في البلاد لا عاد مالك بعد حالك. باع، وكلما تنحنح العريفة، مدّ الفقيه يده بالدُلالة وبعدما استولوا على كل شيء طردوه، فخرج مردداً مثل أمه (إذا بكى فزيدوه).
فرش (وحيد) جاعداً أمام باب صندقة يسكنها بمفرده. هبّت الرياح الشامية فانعقدت الغيوم. سحب جاعده عن الرشاش إلى العتبة، وأسند ظهره على درفة الباب، واشتعل البرق وجلجل الراعد. كلما لمع البرق صاح (عِزّ واليك وقرّب غاليك، يا الله كِلنا ولا تكل معنا كافرين) انتشى بالغيث وغنى بصوت شاحب «يا كريماً زاد خيرك على الغبرة زيود، يروي الطيب من الأرض واروى شينها».
انشغل بعصفورين اجتمعا على مستنقع صغير قدام الصندقة تجمعت فيه مياه المطر، أحدهما يغمر منقاره في الماء ثم يرفع رأسه ويرفرف بجناحيه والآخر يغطس ويفرنش. يضحك (وحيد) وتحدثه نفسه بأن الطيور أرواح، قال «يمكن الله أرسلها تسلي خاطرك يا وحيد». لم يصدر أي حركة حتى لا ينفرا.
مدّ نظره إلى الجهة المقابلة فإذا بأبراج عالية أمامها حركة دائبة ومشاهد أفراح متكررة علّق «هم أثرى مني وأنا أرْيَح منهم» استقرب الدافور وعباه بالقاز ثم شحنه، وأشعل على براد الشاي، تأمل جدران الصندقة وخشبها المتهالك وتساءل «وش بيبقي منك الخريف؟».
توقفت أمام الباب سيارة فورت. ترجل منها خوي ومراقب البلدية، وطالبوه بإخلاء المكان، سألهم: ليش؟ أجابوه: فيه مشروع كبير جاي في الطريق، وأضافوا: إذا معك صك بيجيك خير، فأجاب: ما أحد في الديرة معه صكوك، كل واحد تلزّم له مكان وحلّ فيه من أوّل الدهر. حمل جاعده فوق كتفه، ودافوره وبراده بيده وقال «آهي لكم وللجن. إذا بكى فزيدوه)». علمي وسلامتكم.
فرش (وحيد) جاعداً أمام باب صندقة يسكنها بمفرده. هبّت الرياح الشامية فانعقدت الغيوم. سحب جاعده عن الرشاش إلى العتبة، وأسند ظهره على درفة الباب، واشتعل البرق وجلجل الراعد. كلما لمع البرق صاح (عِزّ واليك وقرّب غاليك، يا الله كِلنا ولا تكل معنا كافرين) انتشى بالغيث وغنى بصوت شاحب «يا كريماً زاد خيرك على الغبرة زيود، يروي الطيب من الأرض واروى شينها».
انشغل بعصفورين اجتمعا على مستنقع صغير قدام الصندقة تجمعت فيه مياه المطر، أحدهما يغمر منقاره في الماء ثم يرفع رأسه ويرفرف بجناحيه والآخر يغطس ويفرنش. يضحك (وحيد) وتحدثه نفسه بأن الطيور أرواح، قال «يمكن الله أرسلها تسلي خاطرك يا وحيد». لم يصدر أي حركة حتى لا ينفرا.
مدّ نظره إلى الجهة المقابلة فإذا بأبراج عالية أمامها حركة دائبة ومشاهد أفراح متكررة علّق «هم أثرى مني وأنا أرْيَح منهم» استقرب الدافور وعباه بالقاز ثم شحنه، وأشعل على براد الشاي، تأمل جدران الصندقة وخشبها المتهالك وتساءل «وش بيبقي منك الخريف؟».
توقفت أمام الباب سيارة فورت. ترجل منها خوي ومراقب البلدية، وطالبوه بإخلاء المكان، سألهم: ليش؟ أجابوه: فيه مشروع كبير جاي في الطريق، وأضافوا: إذا معك صك بيجيك خير، فأجاب: ما أحد في الديرة معه صكوك، كل واحد تلزّم له مكان وحلّ فيه من أوّل الدهر. حمل جاعده فوق كتفه، ودافوره وبراده بيده وقال «آهي لكم وللجن. إذا بكى فزيدوه)». علمي وسلامتكم.