أخبار

300 يوم .. السائقات غاضبات والمدرسة: مضغوطون !

«عكاظ» مع سيدات تعثرت محاولاتهن لقيادة السيارة

رهام فادن تقود سيارتها بعد استبدال رخصتها الدولية.

هنادي المالكي (جدة) Almalki_Hanadi@

بعد 10 أشهر من تطبيق قرار السماح للمرأة قيادة السيارة، انطلقت مئات السيدات اللائي يحملن رخصا إلى قيادة مركباتهن في شوارع مدن السعودية. في وقت ظلت فيه المتقدمات في مدرسة جدة المتطورة لتعليم السياقة في انتظار اللحاق بركب رصيفاتهن في المدن والمحافظات، وتقول إحداهن لـ«عكاظ»: «سئمنا الانتظار الممل وطول الإجراءات البيروقراطية التي تقف حائلا دون صدور الرخص، فاضطرت بعض السيدات والفتيات إلى التورط في مخالفات بقيادة سياراتهن دون رخص، والتدرب عشوائيا في الميادين والساحات».

أمواج السعيد -الموظفة في القطاع الخاص- قالت لـ«عكاظ»: «ليس لدي الوقت الكافي لانتظار إجراءات إصدار الرخصة التي تستغرق وقتا طويلا. حتى الآن لم أحصل على موعد، فضلا عن أن كلفة إصدار الرخصة عالية للغاية ما اضطرني للتدرب العشوائي، وأتقنت القيادة، والآن أقود سيارتي إلى مقر عملي، وأنتظر رد المدرسة بموعد تحديد المستوى حتى أقود مركبتي بصورة رسمية وآمنة».

وذات الحالة عانت منها تهاني الشمراني، إذ تقدمت لمدرسة القيادة وحتى اللحظة لم يتكرم أحد بالرد عليها، ولم تفكر في السياقة دون رخصة رغم إتقانها، ولا تزال تدفع تكاليف غالية لسيارات الأجرة مقابل الدوام في وظيفتها. أما هند السبيعي فسافرت إلى مدينة تبوك لاستخراج الرخصة بصورة أسرع وأسهل. بينما نور باعبيد، التي قدمت للرخصة قبل نصف عام، فتقول إنها قد تضطر إلى قيادة سيارتها من غير رخصة طبقا لتعبيرها.

من جانبها، انتقدت «حنان» ما أسمته الفجوة الزمنية الكبيرة بين الاختبارين النظري والعملي، فيما ترى المدربة المعتمدة السابقة في مدرسة جدة المتطورة والمتطوعة في التدريب شيماء الجاسم ضرورة إصدار نظام يسمح بافتتاح مراكز تدريبية تمكن المرأة من القيادة بشكل احترافي لا في مدرسة ذات نطاق محدود. وتضيف أنه في عمليات التدريب الطوعية يتم تدريب السيدات في وقت مختصر، وتتفق معها المتطوعة رهام فادن «وددت المشاركة المجتمعية وتطوعت بتعليم القيادة مستفيدة من تجربتي كمبتعثة مع خبرة 5 سنوات في القيادة. تحمست لتدريب وتعليم السيدات وكسر حاجز الخوف بتدريبهن باحترافية وكفاءة عالية وإعدادهن لاختبار تحديد المستوى».

وتروي رهام تجربتها مع الرخصة وتقول إنها استبدلت رخصتها الدولية سارية المفعول في مركز المرور بمنطقة مكة، والاستبدال يحتاج اجتياز الاختبار العملي وترجمة الرخصة والفحص الطبي ورفع المستندات المطلوبة.

وتوصلت السيدات إلى قناعة بأن استبدال الرخصة الدولية أسهل بكثير من الحصول على الرخصة للمرة الأولى، فالمواعيد متاحة والاستبدال سهل وميسور على خلاف الإصدار. والحالة تختلف وتصعب إن كانت الرخصة الدولية منتهية الصلاحية.

«جدة المتطورة»: لا صعوبات.. بل ضغوطات قطعت إدارة مدرسة جدة المتطورة لتعليم القيادة بعدم صحة مزاعم وجود صعوبات في استخراج رخص السيدات، وأكدت لـ«عكاظ» أن التأخير مرده للضغط المتزايد من المتقدمات للمدرسة وهي الوحيدة بالمنطقة الغربية كافة وتخدم متقدمات من مناطق أخرى كالمدينة المنورة، وعسير، وجازان، ونجران. وتعتزم الإدارة إنشاء ميادين جديدة والتوسع في إعداد المدربات وزيادة سيارات التدريب.

وأوضحت الإدارة أن عدد الرخص الصادرة بلغ حتى الآن 7000، فيما تم استبدال 2300 رخصة دولية. وتتم عملية الحجز عبر النظام وبمتابعة المتدربة، أو بالتواصل مع المتدربات. ويتم الاستقبال طبقا للأولوية وليس هناك أي تداخل بين مقاعد برنامج الـ6 ساعات والـ12 ساعة والـ30 ساعة، فلكل برنامج مقاعد محددة.

وتضيف إدارة مدرسة جدة في توضيحاتها أن الإدارة تحرص على إجابة كل الاستفسارات في حسابها على منصة «تويتر» عن طريق رقم خدمة العملاء الموحد. أما التقرير الطبي فلا يطلب من المتدربة إلا مع بداية الدورة التدريبية، ومن الأفضل أن تتقدم المتدربة بإجراء الفحص الطبي قبل موعد الدورة بوقت مناسب.

رئيس السلامة المرورية: المدارس النسوية أكثر انضباطا أوضح رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية بالمنطقة الغربية الدكتور علي مليباري أنه نظراً للضغط على مدارس القيادة النسائية تلجأ بعض السيدات للتدرب بطريقة غير نظامية على يد مدربات يدعين معرفتهن بأساسيات وقواعد القيادة ما يشكل ظاهرة سلبية ومخالفة لأنظمة المرور والسلامة، فضلا عن أن فترة التدريب ستكون محفوفة بالمخاطر التي قد تتضمن سلوكا مروريا غير آمن، والحل يكمن في تسهيل فتح مراكز تدريب في ميادين بموافقات من الجهات المسؤولة، وإجراء كهذا يسهم في تسهيل تدريب المرأة بشكل نظامي، والمأمول هنا تنظيم حملات أمنية مكثفة للحد من ظاهرة التدريب غير النظامي، الذي يؤثر سلباً على حركة السير والعابرين.

ويضيف مليباري أنه استكمالاً لنجاحات المرأة السعودية بحسب الإحصاءات المرورية بالنسبة والتناسب فإن المرأة السعودية المتخرجة في مدارس القيادة التي استبدلت رخصتها القيادية الدولية أثبتت قدرتها على القيادة بأسلوب آمن، وأنها أقل مخالفات من الرجل، ما أدى إلى انطلاق حراك مروري لرفع مستوى الوعي في المجتمع ومراجعة المنهج التعليمي للرجال لأن مخرجات مدارس القيادة النسائية أكثر انضباطاً.