كتاب ومقالات

اليوفي مشوَّه.. والهلال يغلي

بعد السلام

سلطان الزايدي

في كثيرٍ من الدول العربية -ونحن أحدهم- نضرب المثال بالعمل الإداري المميز في النادي الإيطالي «يوفنتوس»، ونتناسى ما فعل هذا النادي في 2006م، وما هي العقوبات التي طالته، وحجم الفضيحة التي وصل إليها هذا النادي العريق والكبير؟.

ما أريد أن أقوله هنا: أن العمل الجيد يشوّهه ماضٍ مشوّه، والنماذج الجيدة في الحياة كثيرة قد نستعين بها دون أن نتوقف عند نادٍ معينٍ، سبق وأن تعرض لعقوباتٍ انضباطيةٍ تتعلق بالنزاهة؛ لذا من الأفضل أن نبحث عن النماذج الأكثر جمالًا حتى نطرحها للناس، ليستوعبوا الغرض من طرح هذا النموذج لهم؛ لذا لست ميّالا كثيرًا لأن يصبح «يوفنتوس» النموذج الجيد في العمل الرياضي الذي يجعلنا نستشهد به، ويزعجني كثيرًا حين أجد بعض الكتاب السعوديين يستشهدون بروعة العمل الإداري في اليوفي.

في كل العالم، وفي كافة المجالات لا تشعر بقوة العمل إلا حين تجد الجانب الإداري فيه مميزًا ومتفوقًا، وهذا الأمر يُكتشف من خلال خطط العمل، والنتائج التي تحدث حسب الأهداف الموضوعة لهذا العمل؛ إذًا فالنواة الأولى للعمل هي الإدارة الجيدة التي تعمل وفق خططٍ واضحةٍ، ويكون لها تأثيرٌ مباشرٌ في انطلاق العمل.

في الأندية السعودية نجد بعض الإدارات تتحرك بشكلٍ جيدٍ، وتملك فكرًا يستطيع أن يقدم عملًا مناسبًا يخدم النادي، لكن البعض يتوقف عند عائق المال، والبعض يجد حلولًا جيدةً تجعل من هذا العائق أقل ضررًا دون أن تفقد شيئًا من خططها الموضوعة مسبقًا، وخير مثالٍ نادي الفيصلي حين تنازل عن مدربه في الفترة المتبقية من الدوري لصالح الهلال، وأعلن مجلس إدارته عن الأسباب بكل وضوحٍ، حيث قال: نحن نبحث عن مردودٍ ماليٍّ يعيننا على التخطيط للموسم القادم وتجاوز بعض الأعباء المالية التي نواجهها.

وتبقى الظروف المحيطة بالأندية مهما بلغت قوتها عاملًا سلبيًا عند البعض، وعاملًا إيجابيًّا عند البعض الآخر، لذا فالهروب لا يعطي مؤشرًا بأن هذه الإدارة جيدةٌ، بل على العكس، هو مؤشرٌ يقضي على مستقبل هذه الإدارة، بينما مواصلة العمل والبحث عن حلول وتوضيح هذا الأمر للجمهور المتابع والمنتمي لهذا النادي يعطي مؤشرًا إيجابيًّا مهما بلغ سوء النتائج؛ لذا ومن منظورٍ شخصيٍّ لم تكن استقالة رئيس الهلال قرارًا جيدًا، فهذا الرئيس قدَّم في الهلال سنواتٍ جيدةً على الصعيد الإداري، وحصل على نتائج مهمة في مسيرة الهلال، وكان من الأفضل وهو الرجل الخبير أن يواصل عمله في الهلال متسلحًا بخبرته السابقة، لينتصر بهلاله على كل الأشخاص الذين اتهمهم بمحاربته، لكنه فضَّل الاستسلام ورفع راية الرحيل.

تغريدة:

النماذج الإدارية الناجحة في الحياة كثيرة، لكن من المهم أن تكون تفاصيلها مناسبة.