«أحمد الحربي»: القلب المفتوح
تلميح وتصريح
الأحد / 30 / شعبان / 1440 هـ الاحد 05 مايو 2019 01:17
حمود أبو طالب
مؤلم حين تنبجس حالة فرح ولا تشارك فيها، وأكثر إيلاما عندما يكون موضوع تلك الحالة ومحورها وباعثها يسكن قلبك، ويشاركك عمرك، ويصدح في وجدانك كأعذب مقطع في سيمفونية حياتك. الحياة أصبحت قاسية، حولتنا إلى شتات في الأماكن، سلبتنا تلك الحرية المطلقة التي كنا ننعم بها في اختيار أين نكون في الوقت الذي نريد، أفقدتنا ذلك الشعور اللذيذ عندما نكون بجانب أحبابنا وأصدقائنا وهم في لحظات فرح خاصة واستثنائية. صحيح أننا نعيشها معهم بمشاعرنا، لكن الحضور له طعم آخر ومعنى آخر.
للمرة الثانية تفوتني مناسبة حضور الاحتفاء بأخ عزيز وصديق حميم نبيل جميل، زميل عمر وحرف، وشريك في كل ما مضى من عمر. لكن المسألة تتجاوز الخاص إلى العام، فعندما أتحدث عنه فأنا أتحدث عن حالة إنسانية فريدة مكتنزة بالفن والشعر والأدب والقيم النبيلة، حالة وطنية وإنسانية، حالة شاعرية شفيفة، حالة انتزاع البياض من ركام السواد مثل الذين ينحتون فصوص الألماس من مناجم الفحم، والذين يبعثون الجمال من براثن القبح الذي طغى على الحياة.
فاتتني مناسبة تكريم أخي الاستثنائي، الشاعر الأديب الإنسان، الرهيف حد التلاشي، الشفيف حد السطوع، (أحمد بن إبراهيم الحربي). فاتتني المناسبة الأولى عندما تشرفت به جائزة الشخصية الثقافية في احتفالية باذخة، حينها، ولأن بيني وبين المكان آلاف الأميال، لم يكن بوسعي سوى كتابة كلمات عجلى رغم صدقها كي تُلقى في تلك المناسبة، وقبل يومين كانت أسرته الكبيرة تحتفي به، ولأني بعيد مكاناً، لم يكن بوسعي سوى المتابعة لتلك الاحتفالية الباذخة، والمشاركة فيها بدموع صادقة.
ولأن الحديث عن (أحمد الحربي) يتجدد كل لحظة (بالنسبة لي على الأقل) فذلك ما يحرضني على أن أقول:
قلبك الذي فتحوه يا أبا أسامة انبعثت منه إشعاعات الحب للحياة والأحياء. ربما كان تعب قلبك رسالة من الله لخلقه كي يعرفوا كيف يكون القلب النظيف، كيف يكون النبض حباً وصفاءً ونقاء.
و(الخبيث) الذي دهمك، وقاومته بإيمانك وشجاعتك، كأنه أصابنا كلنا، سوف نصطف معك كي تحيا وتستمر وردةً استثنائية في بستان الحياة.
أنا هنا يا أبا أسامة: على الضفة الأخرى من المحيط، لكن موجة واحدة فقط كفيلة بأن تقذفني على شاطئك وتجعلني أحضنك حد البكاء.
حريٌ أنت يا صديقي بكل احتفاء، وحقيقٌ أنت يا أخي بكل تكريم. وإذا كانت المسافة والظروف لم تسعفني بالوصول كي أحتفي بك مع المحتفلين، فإني أحتفي بك كل لحظة في قلبي المليء بك.
* كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com
للمرة الثانية تفوتني مناسبة حضور الاحتفاء بأخ عزيز وصديق حميم نبيل جميل، زميل عمر وحرف، وشريك في كل ما مضى من عمر. لكن المسألة تتجاوز الخاص إلى العام، فعندما أتحدث عنه فأنا أتحدث عن حالة إنسانية فريدة مكتنزة بالفن والشعر والأدب والقيم النبيلة، حالة وطنية وإنسانية، حالة شاعرية شفيفة، حالة انتزاع البياض من ركام السواد مثل الذين ينحتون فصوص الألماس من مناجم الفحم، والذين يبعثون الجمال من براثن القبح الذي طغى على الحياة.
فاتتني مناسبة تكريم أخي الاستثنائي، الشاعر الأديب الإنسان، الرهيف حد التلاشي، الشفيف حد السطوع، (أحمد بن إبراهيم الحربي). فاتتني المناسبة الأولى عندما تشرفت به جائزة الشخصية الثقافية في احتفالية باذخة، حينها، ولأن بيني وبين المكان آلاف الأميال، لم يكن بوسعي سوى كتابة كلمات عجلى رغم صدقها كي تُلقى في تلك المناسبة، وقبل يومين كانت أسرته الكبيرة تحتفي به، ولأني بعيد مكاناً، لم يكن بوسعي سوى المتابعة لتلك الاحتفالية الباذخة، والمشاركة فيها بدموع صادقة.
ولأن الحديث عن (أحمد الحربي) يتجدد كل لحظة (بالنسبة لي على الأقل) فذلك ما يحرضني على أن أقول:
قلبك الذي فتحوه يا أبا أسامة انبعثت منه إشعاعات الحب للحياة والأحياء. ربما كان تعب قلبك رسالة من الله لخلقه كي يعرفوا كيف يكون القلب النظيف، كيف يكون النبض حباً وصفاءً ونقاء.
و(الخبيث) الذي دهمك، وقاومته بإيمانك وشجاعتك، كأنه أصابنا كلنا، سوف نصطف معك كي تحيا وتستمر وردةً استثنائية في بستان الحياة.
أنا هنا يا أبا أسامة: على الضفة الأخرى من المحيط، لكن موجة واحدة فقط كفيلة بأن تقذفني على شاطئك وتجعلني أحضنك حد البكاء.
حريٌ أنت يا صديقي بكل احتفاء، وحقيقٌ أنت يا أخي بكل تكريم. وإذا كانت المسافة والظروف لم تسعفني بالوصول كي أحتفي بك مع المحتفلين، فإني أحتفي بك كل لحظة في قلبي المليء بك.
* كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com