رمضان

يغمور.. عراب «التباشير» وساجع الأثير

خالد الجارالله (جدة) Kjarallah@

يسجع صوت الإعلامي القدير عبدالرحمن يغمور في آذان الذكرى، وتتلألأ صورته في مرايا الوجدان، وهو يضفي على الحنين عبقاً من نفحات جيل عمالقة الإعلام السعودي الذين وثبوا به إلى مواقع متميزة قبل عقود، فعلى أنه تشرب صنوف الثقافة والفنون المختلفة وشهد مسرح الإذاعة لمعان موهبته في بداية مشواره، إلا أن ارتباطه بمواسم الفرح وتباشير رؤية الأهلة كان له وقع خاص لدى السعوديين.

يغمور الذي كان يملأ الشاشة الفضية بهجة ووجاهة، عبر صوته المخملي وإطلالته الأنيقة، رسّخ في ذاكرة رمضان حضوره في أوله ومنتهاه، حين ظل مشاهدو التلفزيون السعودي على مدار سنوات طويلة، يتحينون إطلالته معلناً ثبوت الرؤية أو عدمها.

قدم خلاصة تجربته الإعلامية وهو يعتلي صهوة القناة الأولى مديراً عاماً لها، بعد أن قضى مشواراً رحباً في دهاليز الإعلام السعودي وكواليسه، تارةً خلف مذياع وأخرى خلف كاميرا وفي التارتين كان يقف أمام وجدان المتلقي.

شق طريقه الأول قبل قرابة 62 عاماً حين عين لأول مرة في إذاعة جدة، وذلك عام 1956 إذ مارس العمل بصفته معداً ومقدما للعديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وعمل مع جيل من الرواد في هذا الصرح، وتلمس خلال فترة عمله الأولى ملامح التمثيل وكان يومي بين حين وآخر للمسرح بمجموعة من الأدوار. عبدالرحمن يغمور صاحب سيرة فاخرة، في جعبته خبرة عقود مضيئة ودرجتا البكالوريوس والماجستير اللتين نالهما من الولايات المتحدة الأمريكية، شكل مع فريق من الرموز مرحلة من التميز الإبداعي وحط الرحال في القناة الأولى في 1383 ليعمل مخرجا ثم مذيعا ثم مساعدا لمدير عام البرامج في التلفزيون، فمديرا عاما له، وأشرف على جيل فخم من الإعلاميين العمالقة. منحت الفصاحة اللغوية والصوت العذب يغمور ألقاً خاصاً، لاسيما في البيانات والأدعية.