اقتصاد

«الصادرات السعودية» تفتح أبواب العراق أمام المنتجات الوطنية

مريم الصغير (الرياض)

حازت المشاركة السعودية في معرض أربيل الدولي للبناء الذي انعقد ما بين 22 و25 أبريل المنصرم، على اهتمام كبير من الجهات الرسمية وقطاع الأعمال المشاركين في المعرض. وشكل الجناح السعودي نقطة جذب رئيسة بين العارضين الذين بلغ عددهم أكثر من 400 شركة تمثل 30 بلداً، وحظي باهتمام أكثر من ألفي زائر.

وعكست هذه المشاركة، التي جاءت بمبادرة وتنظيم من هيئة تنمية الصادرات السعودية «الصادرات السعودية» ومشاركة 22 شركة سعودية متخصصة في مجال البناء والتشييد والصناعات المساندة، رغبة سعودية – عراقية مشتركة لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وتوسيع آفاقه في المستقبل القريب، حيث نظمت «الصادرات السعودية» خلال شهر مارس الماضي أعمال البعثة التجارية السعودية العراقية بمشاركة أكثر من 170 شركة من الطرفين في العاصمة الرياض، كما أرسلت «الصادرات السعودية» من خلال هذا المعرض، رسالة واضحة إلى الأسواق العالمية والإقليمية حول جودة المنتج السعودي وكفاءته، ومدى قدرته على المنافسة، مدعوماً بإجراءات عملية وفعالة من قبل «الصادرات السعودية» ذاتها.

وفي قراءة سريعة لمشاركة هيئة تنمية الصادرات السعودية في معرض أربيل الدولي للبناء، تبرز جملة عناوين رئيسة من ناحية المضمون والشكل لهذه المشاركة. ولعل العنوان الأبرز يتمثل فيما شكلته مبادرة «الصادرات السعودية» من ترجمة فعلية لاستراتيجيتها الهادفة إلى دعم الصادرات السعودية غير النفطية، وضمان سهولة وصولها إلى الأسواق الخارجية، بما ينسجم مع الأهداف التنموية لرؤية المملكة 2030 برفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% من إجمالي قيمة الناتج المحلي.

وتأتي الأرقام لتؤكد صوابية توجه «الصادرات السعودية» في هذا المجال، إذ بلغت الصادرات السلعية غير النفطية للمملكة العربيةالسعودية خلال عام 2018م ما قيمته 236 مليار ريال سعودي حيث شهدت ارتفاعاً بنسبة 22 في المئة مقارنة بالعام الماضي وفقا للبيانات الأولية.

وفي هذا الإطار، أشار أمين عام «الصادرات السعودية» المهندس صالح السلمي إلى أن «المشاركة السعودية في معرض أربيل الدولي للبناء، تأتي في إطار سلسلة من الخطوات والإجراءات التي بدأتها»الصادرات السعودية«ضمن استراتيجية عامة لتوسيع قاعدة انتشار المنتجات السعودية وفتح الأسواق العالمية والإقليمية أمامها، فمنتجاتنا الوطنية تتمتع من الجودة والمواصفات ما يمكّنها من أن تكون منافساً قوياً لأهم المنتجات العالمية. ونحن ندفع باتجاه تحقيق هذا الهدف من خلال توفير كل الآليات والمتطلبات اللازمة لضمان سهولة نفاذ منتجاتنا إلى هذه السوق وغيرها من الأسواق الرئيسة الأخرى في المنطقة».

كما شكلت مشاركة «الصادرات السعودية» أيضاً، فرصة مهمة للترويج للصادرات السعودية غير النفطية، والوصول للأسواق الخارجية. ومن هذا المنطلق، أكدت مشاركة «الصادرات السعودية» مصحوبة بـ 22 شركة سعودية بمعرض أربيل الدولي للبناء الحرص التام على إيجاد الفرص التصديرية للمنتجات الوطنية. وهذا يمثل أيضاً محوراً رئيساً ضمن استراتيجية «الصادرات السعودية» في تيسير ربط المصدرين السعوديين مع المشترين والشركاء المحتملين، وكذلك زيادة معرفة الأسواق الخارجية بالمنتجات السعودية. وتتكامل هذه الجهود مع ما توفره «الصادرات السعودية» أيضاً للمصدرين من أدلة النفاذ إلى الأسواق، ودراسات الأسواق حسب الطلب، إضافة إلى خدمة «أطلس التصدير» التي أطلقتها الهيئة، وهي أداة إلكترونية لتوفير بيانات التجارة العالمية وتحليلها وتسليط الضوء على فرص التصدير المتاحة. وتم تطوير “أطلس التصدير«من خلال الربط مع 19 قاعدة بيانات دولية ومحلية لتقديم أحدث البيانات واحتساب مؤشرات تنافسية المنتجات السعودية ومدى جاذبية الأسواق العالمية لها. كذلك تواصل»الصادرات السعودية"التعاون مع كل الجهات المعنية لتحسين كفاءة البيئة التصديرية للمملكة وتطوير قدرات التصدير للمنشآت السعودية.

في المقابل، تصدّرت العلاقات المشتركة السعودية-العراقية،المشاركة السعودية اللافتة في معرض أربيل الدولي للبناء، والتي تزامنت مع الدفع القوي الذي تشهده العلاقات الثنائية والرغبة المتبادلة لتعزيز حركة التبادل التجاري وتطويرها وتنمية العلاقات الاقتصادية المشتركة.

وقد أكد أمين عام «الصادرات السعودية» أن «تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية ما بين البلدين، هو خير دليل على التوجه الحكيم لقيادة المملكة الرشيدة، خصوصاً أن العراق يستورد سنوياً ما قيمته أكثر من 23 مليار ريال. وهذا بحد ذاته كفيل بأن يجعل من السوق العراقية وجهة طبيعية للمنتجات السعودية التي تتمتع بأعلى المواصفات العالمية وبأفضل الأسعار».

وكانت صادرات المملكة غير النفطية إلى العراق خلال العام 2018م، قد بلغت قيمتها 2.4 مليار ريال سعودي بنمو نسبته 28% مقارنةً بالعام السابق وفقاً للبيانات الأولية، حيث احتل قطاع المواد الغذائية المرتبة الأولى للصادرات السعودية إلى العراق بقيمة 662 مليون ريال سعودي، تلاه قطاع مواد البناء بقيمة تصديرية بلغت 565 مليون ريال، ثم قطاع المحركات وقطع الغيار بقيمة 321 مليون ريال سعودي، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، سجّلت الصادرات السعودية غير النفطية إلى العراق، ما يقارب 10 مليارات ريال سعودي. والواقع أن اهتمام «الصادرات السعودية» بالسوق العراقية وسعيها الدؤوب إلى فتح قنوات تصديرية للمنتجات السعودية إليها، بدأ من قبل معرض أربيل الدولي للبناء، إذ نظّمت «الصادرات السعودية» في شهر مارس المنصرم البعثة التجارية السعودية- العراقية في مدينة الرياض، والتي شارك فيها أكثر من 130 منشأة سعودية من قطاعي مواد البناء والأغذية، و42 شركة عراقية، بهدف بحث واستكشاف فرص تصدير المنتجات السعودية إلى العراق. كما تقود «الصادرات السعودية» أيضاً المشاركة السعودية في معرض بغداد الدولي 2019 المقرر عقده في العاصمة العراقية خلال شهر نوفمبر المقبل، حيث تهدف «الصادرات السعودية» من خلاله إلى التعرف عن كثب على الفرص التصديرية التي توفّرها مرحلـــة البنـــاء والإعمـــار الحالية التي يعيشها العراق، وكيفية تحقيق الاستفادة القصوى للمنتجات السعودية منها.

من جهتهم، أعرب ممثلو عدد من الشركات السعودية التي شاركت في معرض أربيل الدولي للبناء، والمتخصصة في مجال البناء والتشييد والصناعات المساندة، عن أهمية هذا الحدث والأثر الإيجابي الذي حققته مشاركتهم فيه، سواء على مستوى إبراز مكانة المنتج السعودي وتعزيز تنافسيته في الأسواق الإقليمية، أو من باب الاعتزاز لكونهم جزءاً من بوتقة إعمار مهمة ستساهم في ورشة الإعمار والإنشاء والتطوير في السوق العراقية.

وتوجّه المشاركون بالشكر إلى «الصادرات السعودية» على جهودها الحثيثة لإتاحة الفرصة لهم بالمشاركة في المعرض، مشيدين بالدعم الذي قدّمته «الصادرات السعودية» للشركات، ومؤكدين على أهمية هذه المشاركات التي تعزز من سمعة المنتج السعودي في السوق العالمية، ومن ضمنها السوق العراقية التي تعتبر من أكثر الأسواق الواعدة والحيوية للمملكة، وقد برز جلياً خلال المعرض الاهتمام بالمنتج السعودي في صناعات البناء، الذي أثبت جودة عالية في مجال مشاريع البناء والتشييد.

كما توجّه ممثلو الشركات السعودية بالتقدير لحفاوة الاستقبال والترحيب من الجانب العراقي ومبادراتهم الطيبة، وعبّروا عن طموحهم في التنسيق لتطوير عدد من الشراكات، لا سيما من خلال المعارض والمؤتمرات التي توفّر مظلة واسعة تجمع مختلف الأقطاب في القطاعات الاقتصادية المختلفة.