رمضان

العلي.. رحل قبل 17 عاماً.. وبقي مكانه شاغراً

محمد العلي

خالد الجارالله (جدة) Kjarallah@

تعزف ألحان الحديث عن الفنان الراحل محمد العلي على وتر الذكريات الجميلة، لاسيما في رمضان حيث بزغ أهم أعماله الكوميدية وأكثرها شعبية وجماهيرية «خلك معي»، فعلى أنه أحد أضلاع الدراما السعودية وعلى رأس عمالقتها الذين ساهموا في تشكيل نمطها الحديث، إلا أن المسلسل الذي ظهر للنور في رمضان عام 1993، كان بصمته الأبقى والأكثر منافسة للمسلسل الشهير آنذاك طاش ما طاش، حين ظل يستقطع جزءًا من مشاهديه وأقحمه في مقارنات معه تبرهن على قوته ونجاحه.

العمل الذي أنتجه وكتبه وقام ببطولته مع نخبة من النجوم، ظهر في 8 أجزاء، فيما الجزء التاسع والأخير أنتج بعد وفاته بمشاركة عدد كبير من فناني الدراما السعوديين والخليجيين وفاء وتقديراً له.

يصنف العلي على أنه من عباقرة الشاشة السعودية، وقام بدور كبير في تأسيس المسرح السعودي، عمل في الإذاعة في وظيفة مذيع باللغة الإنجليزية، ثم تولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة «رد» لمدة 10 سنوات حتى عام 1985، قبل أن يتفرغ عام 1998 لأعماله الخاصة من خلال مؤسسته التي يملكها «مؤسسة السالم» للإنتاج الفني. وكانت أول سهرة له هي «أستاذ حمد» عام 1965، وأول مسرحية قدمها هي «المزيفون» عام 1971، و«طبيب بالمشعاب»، و«آخر المشوار»، و«ثلاثي النكد»، و«تحت الكراسي»، و«ديك البحر»، وله عدد كبير من الأعمال الدرامية. كان وداعه مراً وتراجيدياً، فبينما كان يشاهد ليلة الثالث من يناير عام 2002، حلقة مسلسل «طعم الأيام» عبر القناة الأولى وهو آخر عمل فني له، شاهد مع ابنته الحلقة التي يتعرض فيها لأزمة قلبية ضمن سيناريو العمل، لتفجع ابنته حينها قبل أن يطمئنها ويخبرها بأنه مشهد عابر، لتفجع أسرته في اليوم التالي به ميتاً بنوبة قلبية.