المالك مديراً لـ«الإيسيسكو» حتى 2024
الخميس / 04 / رمضان / 1440 هـ الخميس 09 مايو 2019 20:56
«عكاظ» (جدة)
شهدت أعمال الدورة الاستثنائية للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) إقرار تعيين المدير العام الجديد للمنظمة مرشح المملكة العربية السعودية الدكتور سالم بن محمد المالك حتى عام 2024، خلفاً للدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري الذي شغل المنصب منذ عام 1991، وإلقاء كلمات رؤساء وفود الدول الأعضاء في «الإيسيسكو»، واعتماد مشروع التقرير الختامي للمؤتمر وقراراته.
كما صاحب المؤتمر جلسات وحضور فاعل من 35 وزيراً من وزراء التربية والتعليم في الدول الإسلامية والوزراء رؤساء اللجان الوطنية.
جاء ذلك خلال إطلاق المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة اليوم (الخميس)، أعمال الدورة الاستثنائية الثالثة للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) التي تنظمها وزارة التعليم وتستضيفها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمحافظة رابغ، بمشاركة 50 دولة من أعضاء المنظمة، بحضور وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وأعضاء المجلس التنفيذي لـ«الإيسيسكو»، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والأكاديمية، وممثلي عدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وألقى وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، في افتتاح أعمال الدورة، كلمة هنأ خلالها الحضور بقدوم شهر رمضان المبارك، داعياً المولى عز وجل أن يعينهم على صيامه وقيامه، ناقلاً تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للمشاركين في المؤتمر من الوزراء أعضاء منظمة «الإيسيسكو» ووزراء التربية والتعليم والثقافة في الدول الإسلامية ورؤساء اللجان الوطنية.
وقدم آل الشيخ شكره للحضور على تلبية الدعوة للمشاركة في أعمال الدورة الاستثنائية الثالثة للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة مبرزاً ما حققته «الإيسيسكو» من مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز، مع حرصها الثابت على تحقيق الغايات السامية التي أنشئت من أجلها، فسعت حثيثة إلى غرس مفاهيم التربية والعلوم والثقافة بين شعوب البلدان الإسلامية، آخذة بعين الاعتبار أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 الواردة في بندها الرابع.
وتقدم وزير التعليم بالشكر للمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري على جهوده الكبيرة خلال قيادته المنظمة في المرحلة السابقة، راجياً أن تسهم برامجها ومشاريعها وإستراتيجياتها الموجهة لشعوب العالم الإسلامي في المرحلة القادمة، في بناء منارات التعليم والتعلم والثقافة وتعزيز روح الهوية الإسلامية بعيداً عن القولبة أو النمطية أو التقليدية، وفي رسم مسارات وصول الدول الأعضاء إلى الريادة في التربية والعلوم والثقافة.
وقال وزير التعليم: إن بناء الأمم وتحقيق التنمية والازدهار يعتمد بالأساس على ركائز من التربية والتعليم والتنوع الثقافي وتطوير الفكر ونبذ الخلاف واستبداله بالحوار الهادف، وحري بـ«الإيسيسكو» تبني هذه الركائز الأساسية وتأصيلها في كيانها من خلال التعاون مع اللجان الوطنية والوزارات في البلدان الأعضاء.
وأضاف: تمر بعض الدول المسلمة اليوم بخلافات وتحديات وإرهاصات اقتصادية واجتماعية توجب علينا كبلدان أعضاء في هذه المنظمة أن نبذل أقصى ما في وسعنا لمساعدتها على تجاوزها وتخطيها لكي نثبت للعالم أجمع أن مفاهيم التربية والتعليم والثقافة راسخة وأقوى من أن تتصدع بفعل هذه الخلافات البينية والتحديات والإرهاصات العابرة، ومن هنا، فإنه يستلزم علينا في هذه المرحلة مواكبة مختلف المتغيرات التنموية والتعاطي معها، كما يستلزم علينا الاستفادة من التطورات المتسارعة التي تفرضها التقنية.
وتمنى للمدير العام الجديد للمنظمة مرشح المملكة العربية السعودية الدكتور سالم بن محمد المالك التوفيق والنجاح ومسيرة حافلة بالإنجاز تلو الإنجاز للسمو بهذه المنظمة لتكون فاعلة ومؤثرة في تنمية الإنسان والمكان، كما شكر العاملين في الوزارة من فريق «الإيسيسكو» على مساهمتهم الفاعلة في نجاح تنظيم هذه الدورة.
بعد ذلك، تحدث رئيس الدورة الثالثة عشرة للمؤتمر العام لـ«الإيسيسكو» رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور علي زيدان أبو زهري، حول المساعي والأهداف التي حققتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في خدمة الدول الإسلامية.
ثم تطرق رئيس المجلس التنفيذي لـ«الإيسيسكو» مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الإسلامية في بوركينا فاسو الدكتور أبوبكر دكوري حول إسهامات الدول الأعضاء في منظمة «الإيسيسكو» والتي يبلغ عددها 54 دولة، إضافة إلى 3 دول تحمل صفة مراقب، وهي: جمهورية روسيا الاتحادية، مملكة تايلند، ودولة قبرص التركية.
ثم ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة في الدورة الاستثنائية الثالثة للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، قدم خلالها شكره وامتنانه لحكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك على الرعاية الكريمة والدعم المستمر الذي تحظى به الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي من دولة المقر.
كما توجه بالشكر إلى وزير التعليم في المملكة العربية السعودية الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، على الاستضافة المميزة لهذا الاجتماع، منوهاً بجهود المدير العام السابق للإيسيسكو الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري.
وأكد أن الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي تواجه تحديات كبيرة في المجالات الثقافية والعلمية والتربوية والاتصالية، لافتاً إلى مساهمة «الإيسيسكو» بوصفها الذراع الثقافية والتربوية والعلمية المتخصصة للمنظمة، بالنهوض في هذه المجالات وتطويرها وفق القيم والمثل الإسلامية.
وشدّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامية على تطلع الأمانة العامة إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع «الإيسيسكو» من أجل العمل على إقامة برامج مشتركة تمكن من بناء شراكة حقيقية مع الدول الأعضاء لإبراز العمق الحضاري للثقافة الإسلامية.
عقب ذلك، وجه المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» سابقاً الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري كلمة للمؤتمر العام الاستثنائي الثالث لـ«الإيسيسكو» التي تلتها بالنيابة عنه المديرة العامة المساعدة لـ«الإيسيسكو» الدكتورة أمينة الحجري، يدعو خلالها إلى استـمـرار مسيـرة هذه المنظمة المميزة لتبقى دائماً منارة مشعة للتضامن الإسلامي وقاطرة دافعة للعمل الإسلامي المشترك، شاكراً الله تعالى على ما أنعم به على الجميع من نجاح كبير في الارتقاء بـ«الإيسيسكو» وتطويرها على مدى ثلاثة عقود مضت بتوفيق من المولى سبحانه وتعالى.
وقال: أصبحت «الإيسيسكو» منظمة دولية كبيرة لها حضورُها الفاعل على الساحتين الإسلامية والدولية، متعددة مجالات العمل، ومتنوعة المهمات التي تضطلع بها، وارتفع عدد أعضائها ليُصبح 54 دولة، ترتبط بشبكة من علاقات التعاون والشراكة مع نحو 230 منظمة دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك، ولها مكاتب إقليمية ومراكز تربوية وإعلامية في عدد من الدول الأعضاء، وسفراء للنوايا الحسنة.
وأضاف أن المنظمة وضعت 17 إستراتيجية قطاعية، وتُشرف على عقد أربعة مؤتمرات وزارية متخصّصة، إلى جانب تشييد مقرّها الدائم في الرباط الذي يشكّـل معلماً حضارياً مميزاً يعزّز العمل الإسلامي المشترك، والسعي بعزيمة قوية، وبرؤية متفتحة، وبثقة متزايدة من الدول الأعضاء كافة، إلى الإسهام في النهوض بالعالم الإسلامي في المجالات الحيويّة التي تدخل ضمن اختصاصاتها، وفي تعزيز العمل الإسلامي المشترك وتطويره وتعميقه وترسيخ دعائمه وتوسيع مجالاته، وفي دعم الجهود الدولية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ونشر قيم الحوار بين الثقافات والحضارات وأتباع الأديان، وإشاعة مبادئ العدل والسلام والوئام والتعايش بين الأمم والشعوب.
وأكد استمرار مسيرة «الإيسيسكو» المميّزة لتبقى دائماً منارةً مشعةً للتضامن الإسلامي، وقاطرةً دافعةً للعمل الإسلامي المشترك في مجالات البناء الحضاري، ولتحقق المزيد من الإنجازات على جميع المستويات، سواء منها ما يتعلق بأهداف المنظمة، التي تحددها خطة العمل الثلاثية، ويحكمها الميثاق والأنظمة المعمول بها، أو ما يتعلق منها بمصالح موظفيها ومواصلة عطائهم بروح الفريق الواحد، وسأل الله تعالى في ختام كلمته أن يجعل ما عمله خلال هذه الفترة الطويلة في خدمة العمل الإسلامي المشترك، من الحسنات التي يلقى بها الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بعد ذلك، كرم وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، المدير العام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» سابقاً الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري بهذه المناسبة.
وكانت الدورة العادية الأولى للمؤتمر العام لـ«لإيسيسكو» قد عقدت في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية خلال شهر يونيو من عام 1983، وعقدت الدورة الاستثنائية الأولى في مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية، خلال شهر أكتوبر من عام 1986، والدورة الاستثنائية الثانية في مدينة جوم تيين بتايلند خلال شهر مارس 1990.
يذكر أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) هي منظمة متخصصة تعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وتعنى بميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال في البلدان الإسلامية، وتتخذ من العاصمة المغربية الرباط مقراً لها، وأنشئت المنظمة وفقاً لقرار صادر عن المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الخارجية في فاس بالمملكة المغربية عام 1979، وبلغ عدد دولها الأعضاء حتى الآن 54 دولة، من مجموع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة، إضافة إلى ثلاث دول مراقبة.