كتاب ومقالات

لم نكن نعلم أن قطر عدو

بصيرة

أحمد عوض

رمضان هذا العام إعلامياً ممتلئ بالمفاجآت، من كُنا نعتقد أنهم أذكياء ظهروا في أحد البرامج وكأنهم أطفال من شدة براءتهم وعدم معرفتهم بأن هذا إرهاب وهذه خيانة وهذا عداء للوطن!

في برنامج لمذيع سعودي على إحدى القنوات كان المشهد يُشبه القسيس عندما يجلس خلف الخشب ويستمع لاعتراف المؤمن المُذنب ثم يتم منحه صك غفران!

لقاءات مع من آذوا السعوديين كثيراً وآذوا السعودية كوطن ووقفوا مع قطر والتطرّف طويلاً وعادوا وكأن شيئاً لم يكن!

دكتور في السياسة يتحدث عن عدم معرفته أن قطر تستهدف السعودية! وأن الجزيرة أضرّت بقطر خلال الأزمة لأنها فجرت بالخصومة!

وعندما يسأله المذيع والنظام القطري! يردد نعم خلال الأزمة النظام يحاول يدافع عن نفسه بسبب الحصار!

المذيع يسأله وماذا عن ما حدث قبلها!

يتلعثم ويقول إن الجزيرة تهاجم وقت الأزمات فقط!

20 عاما في لندن وباعترافه كان يرى الشُنط الدبلوماسية القطرية وبها ملايين الجنيهات يحملها بن ثاني ليهديها لرفيقه السابق في لندن ويتحدث عن عدم معرفته عن عداء النظام القطري للسعودية إلا بعد الأزمة!

عودته التي رفض وساطات رجالات دولتنا ليقبل بوساطة تميم!

دكتور سياسة يظهر بمظهر وكأنه لا يعي شيئا!

والآخر شيخ دين وداعية ودكتور ويقبل الملايين والساعات والسكن الفخم من قطر لقاء عمل لا يستحق كل هذا ويقول لا أعلم!

توبتهم قبلتها القيادة وهذا ما اعتدناه من قيادتنا تجاه من أخطأوا لأنهم أبناء هذا الوطن وإن أخطأوا في حقه، لكن ما يجب أن يحدث هو أن لا يتم إظهارهم في الإعلام كأبطال! حتى في اللقاء الذي ظهروا فيه وكأنهم نادمون مارسوا ما يجعلني شخصياً لا أثق بهم!

الوجوه المُتناقضة يجب أن تبتعد عن المشهد، في الأمم المتحدة يُحاضر عن التواصل الحضاري من دافع عن إرهابيي حسم، ودكتور السياسة التائب يُحدّثنا عن قطر البريئة التي كان يرى المال يخرج منها لدعمه ودعم رفاقه لمهاجمة السعودية ويقول لا أعلم، وشيخ دين يلتقي مُفتي الإرهاب القرضاوي ويقول أنا أعمل فقط.

هل دعم الإرهاب والتبرير للمتطرفين وتطرفهم ومحاولة زرع الفوضى في البلاد كانت براءة وسذاجة وعدم معرفة!

دور قطر يعلمه القاصي والداني فما بالكم بمن يحمل أعلى الشهادات وينظّر علينا ليل نهار بمعرفته يغيب هذا الدور عن ذهنه!

أخيراً..

الوطن لجميع أبنائه، حتى من خذل الوطن فيما مضى سيبقى مواطناً وسيبقى الوطن شامخاً وقوياً وعطوفاً على أبنائه، ولكن يجب أن لا يتم تلميع من ساند الإرهاب يوماً ما، ليبتعد وكفى.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com