صوت المواطن

نمرة: نقل سوق الخضراوات.. ضرر وضرار

الباعة شكوا من ارتفاع إيجارات الحلقة الجديدة وعزوف المستهلكين

الحلقة الجديدة خالية من المرتادين.

أحمد الشمراني (العرضيات)Ahmed_alshmrani@

أثار نقل حلقة الخضراوات والفواكه من السوق الشعبية في نمرة في محافظة العرضيات، إلى وسط المدينة حفيظة كثير من الباعة والأهالي، الذين شكوا من الاختناقات المرورية في الموقع الجديد، ما جعل الوصول إليها أمرا في غاية الصعوبة، إضافة إلى ارتفاع إيجارات المتاجر فيها، التي أنهكت الباعة، خصوصا أن الإقبال عليها من الزبائن ضعيف، ما كبدهم خسائر فادحة.

وقدم عدد من الأهالي مقترحات يعتقدون أنها حلول، منها العودة للحلقة القديمة بتوسعتها وتنظيمها من خلال جلوس البلدية ولجنة التنمية والمستثمر الجديد والباعة على طاولة المحافظ لمناقشة الفكرة بشكل يخدم المواطن والمنطقة كافة.

رأى صالح علي الشمراني أن إزالة الحلقة السابقة أضر بكثير من الأهالي والباعة، مطالبا باستغلال أكثر من 12 محلا تمتلكها لجنة التنمية الاجتماعية في العرضية الشمالية، خصوصا أن 90% مغلق رغم جاهزيتها، مقترحا تسليمها لذوي الدخل المحدود ليبيعوا من خلالها الخضراوات والفواكه بإيجار 1300 ريال شهريا، يذهب 500 ريال منها للتنمية الاجتماعية، و700 ريال للبلدية مقابل الإشراف على الحلقة والعناية بنظافتها وتزويدها بالخدمات.

وقال الشمراني:«بالإمكان أيضا الاتفاق مع المستثمر الجديد بنقلها لهذا الموقع بنفس مميزات العقد وتسليم التنمية مبنى البلدية السابق أو استقطاع جزء من مبلغ الاستثمار للتنمية لتستفيد من موقعها لتمويل برامجها ويحوّل مبنى البلدية لمشروع آخر كمول تجاري وهو ما ينقص المنطقة حالياً نظراً إلى ملاءمة الموقع لذلك»، مناشدا إمارة مكة بتشكيل لجنة من الجهات المعنية بإشراف أمانة جدة لبحث حلول للباعة ذوي الدخل المحدود.

وأيّد نائب رئيس جمعية البر بالعرضية الشمالية عمر سعيد العرياني فكرة صالح علي الشمراني بعودة الحلقة القديمة بتنظيم أفضل من خلال جلوس البلدية ولجنة التنمية والمستثمر الجديد والباعة على طاولة المحافظ لمناقشة الفكرة بشكل يخدم المواطن والمنطقة وتلك الجهات المعنية.

بينما، طالب سلطان السهيمي بلدية العرضية الشمالية بإعادة الحلقة لمكانها القديم نظراً إلى عدم نجاح الموقع الجديد وارتفاع أسعار الإيجارات، داعيا البلدية لجذب التجار وتسهيل أمورهم ومساعدة الشباب السعودي لدخول سوق العمل وتقليص نسبة البطالة.

وذكر المشرف التربوي وعضو لجنة التنمية بالعوامر حمدان حامد العامري أن نمرة الممتدة مساحة والمتزايدة سكاناً تعد واجهة حضارية للعرضيات وحاضنتها التجارية وسلة غذاء، يثبت ذلك القيمة الشرائية والتسارع اللافت في افتتاح المحلات التجارية، لافتا إلى أن ما كدر صفوها وعكر جوها التجاري موقع السوق المركزي (حلقة الخضار) الذي يتوسط نمرة والمزدحم، إذ يجد الماشي فيه صعوبة في الحركة، فكيف بالمركبات خصوصا في الأعياد والإجازات.

وأكد أن كثيرا من الأهالي لن يجازفوا بالتوجه إلى الموقع الجديد، بل سيتوجهون لأقرب سوبرماركت، مشددا على ضرورة إعادة النظر في الموقع الجديد.

وشكا البائع عليان عبدالله الشمراني من المعاناة التي يعيشها بسبب إزالة الحلقة القديمة، لافتا إلى أنها كانت مصدر دخله الوحيد، لكنه بات يعاني حاليا من ارتفاع إيجار الحلقة الجديد، إضافة إلى أنها خاوية من الزبائن لسوء موقعها وابتعاده عن التجمعات السكانية.

وناشد الشمراني المسؤولين في البلدية إعادتهم لسوقهم الشعبية، سواء في محلات التنمية الجاهزة بالسوق أو بموقع البلدية الجديد داخل سوق الثلاثاء لتعود الحياة من جديد إليهم وأسرهم، أسوة بالبقالات التي لم تمنعها البلدية بحجة وجود مستثمر بالموقع الجديد، لافتا إلى أنه يتحدث عن نفسه وما يزيد على 10 من زملائه تأثرت أوضاعهم الاقتصادية والنفسية والأسرية بسبب إزالة الحلقة القديمة. بلدية العرضية ذراع استثمارية أفاد رجل الأعمال عوض محمد العرياني بأن ما يعرفونه عن البلديات أنها مصدر للتنظيم والتطوير والتنفيذ للمشاريع البلدية المهمة، مستدركا بالقول: «لكن للأسف تحولت بلدية العرضية الشمالية إلى ذراع استثماري وكل همها جمع المال حتى لو كان ذلك على حساب المواطن، وهذا ما لا نقبله، ولا نرضاه»، مشددا على أهمية أن تتدخل الجهات المختصة وتفتح ملف التحقيق في ما يحدث لحلقة الخضار في نمرة.

وأكد العرياني أن الحلقة القديمة كانت نموذجا فريدا في المنطقة للحركة التجارية والقوة الشرائية، مضيفا: «ولكن النظرة القاصرة للتطوير قررت إلغاء هذه الحلقة وتحويل مكانها موقفاً للشاحنات في منظر بشع لا يمت للتطوير بصلة».

وزاد: «أنشأت البلدية مبنى غريب الشكل والتنظيم، وسلمته لمتعهد كل هدفه كسب المال ولأنه يسعى لتعويض خسارته وتوفير الإيجار الباهظ للبلدية، عرضت المحلات بمبالغ كبيرة لا يستطيع البائع البسيط أن يستثمر في ذلك الموقع ونتيجة ذلك تم نسف حلقة الخضراوات القديمة وتدمير حلم البلدية بالمبالغ الكبيرة من هذه الفكرة التعيسة، الفاشلة لسوء موقع السوق ونأيه عن المستهلكين».