آخر حروب العالم
السبت / 13 / رمضان / 1440 هـ السبت 18 مايو 2019 02:20
يحيى الأمير
الحرب التي توشك أن تندلع في المنطقة يمكن وصفها على أنها: حرب الضرورة، أشبه بعملية كونية للتخلص من داء أو وباء عالمي ينتشر في كل العالم حاملا معه كل أشكال الأذى والدمار والفوضى.
40 عاما والعالم يراقب النظام الغريب في إيران، النظام الذي لا ينتمي للواقع بأي حال من الأحوال، غريب في تركيبته وفي أهدافه ودستوره وعلاقته مع محيطه ومع العالم.
هكذا أثبتت الأربعون عاما الماضية استحالة بقاء هذا النظام في حالة تصالح مع العالم ومع الإقليم، نظام ديني ثيوقراطي تقوم تركيبته على أهداف ومبادئ تتمحور حول نشر الثورة والمذهب في كل العالم وبالتالي لا يعترف أصلا هذا النظام بالدولة الوطنية الحديثة التي هي رهان ومناط الاستقرار العالمي اليوم.
مليشيات مسلحة في كل مكان، وأجهزة استخباراتية تمويلية تدير وتتبنى خلايا الإرهاب والتطرف حول العالم وشبكات واسعة من تجارة المخدرات والتهريب وغسل الأموال.
هذه المنطقة الحيوية والمهمة للعالم على مستوى الاقتصاد والطاقة والسلم العالمي لن تشهد استقرارا في ظل بقاء النظام الإيراني، وكل السيناريوهات التي سبق أن حاول النظام إقناع العالم بها وأن لديه تيارين سياسيين إصلاحي ومحافظ كلها لم تلبث أن انكشفت ولم يعد العالم يرى أية فروقات بين نظام وآخر لأنه يحتكم لمرجعية واحدة ولدستور واحد أيضا.
جرب العالم أن يهادن النظام الإيراني وأن يمنحه فرصة ما، وشهدت فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أسوأ اتفاقية بأسوأ صيغة للعلاقة مع طهران، لم تلبث أن تحولت تلك الاتفاقية إلى فرصة جديدة للنظام الذي أطلق يده علنا وعبثا في كل المنطقة، وشهد الإرهاب حول العالم ازدهارا في أنشطته وجماعاته وتمويله طيلة الأعوام التي رفعت فيها العقوبات عن إيران، إضافة إلى الاستغلال الكارثي لآثار الفوضى والتغييرات التي شهدتها بعض عواصم المنطقة والتقاء المصالح مع أنظمة مارقة في المنطقة كالنظام القطري الذي وظفته إيران ضمن مشروعها الثوري التخريبي.
كل شيء يتغير في المنطقة عدا النظام الإيراني، والإيقاع الجديد الذي يشهده الشرق الأوسط باتجاه التنمية والمستقبل والاعتدال يواجه عائقا كبيرا يتمثل في النظام الإيراني وعقيدته الثورية وسلوكه في نشر الاضطراب ودعم الفوضى.
لا يستطيع النظام الإيراني تغيير سلوكه على الإطلاق، لأن ما يقوم به ليس مجرد تصرفات خاطئة أو حسابات سياسية مغامِرة، بل هي عقيدة ومنهج يمثل صميم تركيبة النظام ومشروعه وأساس وجوده.
الموقف العالمي اليوم ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة يعكس ضجر العالم من وجود هذا النظام الذي لا ينتمي إليه والذي بات عبئا على العالم والمنطقة، وغدا حين تنطلق أولى الطلعات الجوية على الأهداف الحيوية في إيران ويتحرك الداخل الإيراني سيقف العالم موقفا داعما لذلك الحراك وصولا إلى واقع إيراني جديد يتخلص معه الإيرانيون والعالم من هذا النموذج الواقع خارج التاريخ وخارج الواقع.
* كاتب سعودي
40 عاما والعالم يراقب النظام الغريب في إيران، النظام الذي لا ينتمي للواقع بأي حال من الأحوال، غريب في تركيبته وفي أهدافه ودستوره وعلاقته مع محيطه ومع العالم.
هكذا أثبتت الأربعون عاما الماضية استحالة بقاء هذا النظام في حالة تصالح مع العالم ومع الإقليم، نظام ديني ثيوقراطي تقوم تركيبته على أهداف ومبادئ تتمحور حول نشر الثورة والمذهب في كل العالم وبالتالي لا يعترف أصلا هذا النظام بالدولة الوطنية الحديثة التي هي رهان ومناط الاستقرار العالمي اليوم.
مليشيات مسلحة في كل مكان، وأجهزة استخباراتية تمويلية تدير وتتبنى خلايا الإرهاب والتطرف حول العالم وشبكات واسعة من تجارة المخدرات والتهريب وغسل الأموال.
هذه المنطقة الحيوية والمهمة للعالم على مستوى الاقتصاد والطاقة والسلم العالمي لن تشهد استقرارا في ظل بقاء النظام الإيراني، وكل السيناريوهات التي سبق أن حاول النظام إقناع العالم بها وأن لديه تيارين سياسيين إصلاحي ومحافظ كلها لم تلبث أن انكشفت ولم يعد العالم يرى أية فروقات بين نظام وآخر لأنه يحتكم لمرجعية واحدة ولدستور واحد أيضا.
جرب العالم أن يهادن النظام الإيراني وأن يمنحه فرصة ما، وشهدت فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أسوأ اتفاقية بأسوأ صيغة للعلاقة مع طهران، لم تلبث أن تحولت تلك الاتفاقية إلى فرصة جديدة للنظام الذي أطلق يده علنا وعبثا في كل المنطقة، وشهد الإرهاب حول العالم ازدهارا في أنشطته وجماعاته وتمويله طيلة الأعوام التي رفعت فيها العقوبات عن إيران، إضافة إلى الاستغلال الكارثي لآثار الفوضى والتغييرات التي شهدتها بعض عواصم المنطقة والتقاء المصالح مع أنظمة مارقة في المنطقة كالنظام القطري الذي وظفته إيران ضمن مشروعها الثوري التخريبي.
كل شيء يتغير في المنطقة عدا النظام الإيراني، والإيقاع الجديد الذي يشهده الشرق الأوسط باتجاه التنمية والمستقبل والاعتدال يواجه عائقا كبيرا يتمثل في النظام الإيراني وعقيدته الثورية وسلوكه في نشر الاضطراب ودعم الفوضى.
لا يستطيع النظام الإيراني تغيير سلوكه على الإطلاق، لأن ما يقوم به ليس مجرد تصرفات خاطئة أو حسابات سياسية مغامِرة، بل هي عقيدة ومنهج يمثل صميم تركيبة النظام ومشروعه وأساس وجوده.
الموقف العالمي اليوم ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة يعكس ضجر العالم من وجود هذا النظام الذي لا ينتمي إليه والذي بات عبئا على العالم والمنطقة، وغدا حين تنطلق أولى الطلعات الجوية على الأهداف الحيوية في إيران ويتحرك الداخل الإيراني سيقف العالم موقفا داعما لذلك الحراك وصولا إلى واقع إيراني جديد يتخلص معه الإيرانيون والعالم من هذا النموذج الواقع خارج التاريخ وخارج الواقع.
* كاتب سعودي