مهمة للبحث عن عمل
الأحد / 15 / ربيع الأول / 1429 هـ الاحد 23 مارس 2008 19:23
ها هو صباح يوم جديد سبقه يوم مليء بمغامرات البحث عن وظيفة “يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم” استيقظت من نومي سعيدا متفائلا أرى كل شيء حولي لونه وردي مائل للفوشي آملا في يوم أفضل من سابقه.
غسلت وجهي ونظفت أسناني وجلست على مائدة الافطار وأمامي كوب الشاي المحلي اتصفح جريدة اليوم.. لا شيء جديداً.. لا وظائف شاغرة سوى.. مندوبي مبيعات للعمل اثنتي عشرة ساعة في اليوم، وسكرتير فني يجيد الانجليزية والفرنسية والهيروغليفية.. وموظفي استقبال يجيدون الكذب والنفاق، ومحاسبين خبرة عشرين عاما على الاقل، وحراس أمن -لمن أراد ان يختبر طوووول صبره، خرجت من بيتي حاملا معي عدة البحث عن عمل -ملفات متخمة بالأوراق وصور شخصية ملونة وأوراق اخرى احتياطية.. انطلقت وسيارتي تأخذني من مكان لآخر، ادخل احدى المؤسسات لأجد حرس الأمن يبادرني بأن لا وجود لوظائف شاغرة بمجرد ان رأى الملف مع وجه صاحبه. فأتركها لأذهب الى اخرى وأقف عند موظف الاستقبال هناك -كالشحاذين- منتظرا منه ان يحولني لأي أحد يخبره أنه موجود ليستقبلني بعدها نائب.. نائب.. نائب مدير قسم شؤون الموظفين، فيحادثني لنصف ساعة ويبدي اعجابه بمؤهلاتي وشخصيتي في نصف ساعة اخرى ليعرب عن أسفه بعد ذلك بحجة أنه كانت هناك وظيفة من يومين ولكنها شغلت -يا لسوء الحظ، واستمر في مغامرتي فتستوقفني شركة اخرى أعرض فيها ملفي ليأخذوه ويقولوا لي “انتظر منا تلفون” وهي كلمة مشابهة للكلمة المشهورة “راجعنا بكرة”.
وبعد هذا وذاك.. أعود الى البيت.. صفر اليدين.. لأكملها في المساء ولكن بشكل آخر مكالمات هاتفية لمجموعة من الشركات هنا وهناك، وفي آخر اليوم.. حكم.. صن.. خمسين، أنهي يوما مليئا بالمغامرات آملا في يوم جديد أفضل من سابقه.
عبدالحميد مصطفى يوسف
غسلت وجهي ونظفت أسناني وجلست على مائدة الافطار وأمامي كوب الشاي المحلي اتصفح جريدة اليوم.. لا شيء جديداً.. لا وظائف شاغرة سوى.. مندوبي مبيعات للعمل اثنتي عشرة ساعة في اليوم، وسكرتير فني يجيد الانجليزية والفرنسية والهيروغليفية.. وموظفي استقبال يجيدون الكذب والنفاق، ومحاسبين خبرة عشرين عاما على الاقل، وحراس أمن -لمن أراد ان يختبر طوووول صبره، خرجت من بيتي حاملا معي عدة البحث عن عمل -ملفات متخمة بالأوراق وصور شخصية ملونة وأوراق اخرى احتياطية.. انطلقت وسيارتي تأخذني من مكان لآخر، ادخل احدى المؤسسات لأجد حرس الأمن يبادرني بأن لا وجود لوظائف شاغرة بمجرد ان رأى الملف مع وجه صاحبه. فأتركها لأذهب الى اخرى وأقف عند موظف الاستقبال هناك -كالشحاذين- منتظرا منه ان يحولني لأي أحد يخبره أنه موجود ليستقبلني بعدها نائب.. نائب.. نائب مدير قسم شؤون الموظفين، فيحادثني لنصف ساعة ويبدي اعجابه بمؤهلاتي وشخصيتي في نصف ساعة اخرى ليعرب عن أسفه بعد ذلك بحجة أنه كانت هناك وظيفة من يومين ولكنها شغلت -يا لسوء الحظ، واستمر في مغامرتي فتستوقفني شركة اخرى أعرض فيها ملفي ليأخذوه ويقولوا لي “انتظر منا تلفون” وهي كلمة مشابهة للكلمة المشهورة “راجعنا بكرة”.
وبعد هذا وذاك.. أعود الى البيت.. صفر اليدين.. لأكملها في المساء ولكن بشكل آخر مكالمات هاتفية لمجموعة من الشركات هنا وهناك، وفي آخر اليوم.. حكم.. صن.. خمسين، أنهي يوما مليئا بالمغامرات آملا في يوم جديد أفضل من سابقه.
عبدالحميد مصطفى يوسف