نقض محكم الآيات بـ«شيفرة» الأحلام والمنامات
الأربعاء / 17 / رمضان / 1440 هـ الأربعاء 22 مايو 2019 02:50
علي الرباعي (جدة) Al_ARobai@
ربما لو انفتحت جماعات العنف الديني على العلم لتجاوزت كثيراً من المآزق، ولو تعاملت مع الثقافة بوعي لما وقعت في شر أعمالها، ولو قرأ العالقون في أحلامهم وتفسيراتها غير المنطقية كتب العالم النفساني (فرويد) لعلموا أن للحلم في المنام علاقة بصاحبه وبشخصيته وبمزاجه وبما حدث له في الوقت المتقدم الحلم، والزمن السابق بشكل عام. ولأمكن إقناعهم بنظرية فرويد في تحليله النفسي لشخصية صاحب الحلم بوصف الأحلام فعلاً نفسانياً، مرتبطاً بالحياة الواعية.
اعتادت جماعات العنف والتطرف على تبرير أفعالها اعتماداً على الظني وإهمالاً للقطعي، ولم يتورّع متطرفون عن ردّ محكم آيات القرآن الكريم بالمتشابه، واتخاذ تأويل المنامات والأحلام منهجاً يومياً لتسويغ ما يعزمون على فعله وما يتطلعون إليه.
ولم يكن رمز السلفية الجهادية جهيمان بن سيف العتيبي بمعزل عن هذا التوجه، إذ خصص للرؤى والأحلام حيّزاً من مجلسه، وبرع جهيمان في هذا الفن حتى غدا علماً من أعلام تأويل المنامات، وتحولت العادة إلى هوس يومي يبدأ بسؤال إثر الانتهاء من صلاة الفجر «من رأى منكم رؤيا». وتواطأت منامات الجماعة على قرب خروج المهدي، وتطورت المنامات إلى اختيار شخصية المهدي، ولم يكن «محمد القحطاني» على قناعة بالفكرة كما يقول الخبير في الجماعات السلفية ناصر الحزيمي، إلا أن إصرارهم على أنه المهدي بحكم ما يرونه في مناماتهم أقنعه. ويؤكد الحزيمي أن ظاهرة المنامات أدخلت الجماعة في جدل مع العلم ومع النصوص، مشيراً إلى أنه لو قلت لهم إن الرؤيا ليست وحيا إلا للرسول صلى الله عليه وسلم يردون «ما هو دليلك؟»، وإذا قلت لهم: إن الحالم نائم، والنائم مرفوع عنه القلم، ناهيك عن أن يصدر عنه ما هو حكم شرعي، يعزلونك بسبب مجادلتك لهم. وعزا الحزيمي توجه الجماعة السلفية لاحتلال الحرم إلى هوس جمعي بالرؤى والمنامات. ويلفت الحزيمي إلى أن جماعة جهيمان تيقنت بخطأ دخولها للحرم وفشل مشروعها المهدوي في اليوم الثالث من احتلالها الحرم كون البعض استعاد حرمة مكة والكعبة وأيقن البعض بفداحة الفعل وكسر القداسة بمفاهيم خاطئة بنيت على الأحلام.
ولم يفت عالم الأمة الراحل عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، أن ينكر ما أقدمت عليه الجماعة وقال: «أما اعتماد المنامات في إثبات كون فلان هو المهدي فهو مخالف للأدلة الشرعية ولإجماع أهل العلم والإيمان. لأن المرائي مهما كثرت لا يجوز الاعتماد عليها في خلاف ما ثبت به الشرع المطهر؛ لأن الله سبحانه أكمل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته الدين وأتم عليهم النعمة قبل وفاته عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز لأحد أن يعتمد شيئا من الأحلام في مخالفة شرعه عليه الصلاة والسلام»، وأضاف: «ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن المهدي أنه يحكم بالشرع المطهر، وتساءل كيف يجوز له ولأتباعه انتهاك حرمة المسجد الحرام وحرمة المسلمين وحمل السلاح عليهم بغير حق، وكيف يجوز له الخروج على دولة قائمة اجتمعت على رجل واحد وأعطته البيعة الشرعية فيشق عصاها ويفرق جمعها». ولفت الشيخ ابن باز إلى أن الدولة السعودية بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، ووصف الذي يستبيح الخروج على الدولة بالمعاصي بالخارجي المكفّر للمسلمين بالذنوب.
اعتادت جماعات العنف والتطرف على تبرير أفعالها اعتماداً على الظني وإهمالاً للقطعي، ولم يتورّع متطرفون عن ردّ محكم آيات القرآن الكريم بالمتشابه، واتخاذ تأويل المنامات والأحلام منهجاً يومياً لتسويغ ما يعزمون على فعله وما يتطلعون إليه.
ولم يكن رمز السلفية الجهادية جهيمان بن سيف العتيبي بمعزل عن هذا التوجه، إذ خصص للرؤى والأحلام حيّزاً من مجلسه، وبرع جهيمان في هذا الفن حتى غدا علماً من أعلام تأويل المنامات، وتحولت العادة إلى هوس يومي يبدأ بسؤال إثر الانتهاء من صلاة الفجر «من رأى منكم رؤيا». وتواطأت منامات الجماعة على قرب خروج المهدي، وتطورت المنامات إلى اختيار شخصية المهدي، ولم يكن «محمد القحطاني» على قناعة بالفكرة كما يقول الخبير في الجماعات السلفية ناصر الحزيمي، إلا أن إصرارهم على أنه المهدي بحكم ما يرونه في مناماتهم أقنعه. ويؤكد الحزيمي أن ظاهرة المنامات أدخلت الجماعة في جدل مع العلم ومع النصوص، مشيراً إلى أنه لو قلت لهم إن الرؤيا ليست وحيا إلا للرسول صلى الله عليه وسلم يردون «ما هو دليلك؟»، وإذا قلت لهم: إن الحالم نائم، والنائم مرفوع عنه القلم، ناهيك عن أن يصدر عنه ما هو حكم شرعي، يعزلونك بسبب مجادلتك لهم. وعزا الحزيمي توجه الجماعة السلفية لاحتلال الحرم إلى هوس جمعي بالرؤى والمنامات. ويلفت الحزيمي إلى أن جماعة جهيمان تيقنت بخطأ دخولها للحرم وفشل مشروعها المهدوي في اليوم الثالث من احتلالها الحرم كون البعض استعاد حرمة مكة والكعبة وأيقن البعض بفداحة الفعل وكسر القداسة بمفاهيم خاطئة بنيت على الأحلام.
ولم يفت عالم الأمة الراحل عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، أن ينكر ما أقدمت عليه الجماعة وقال: «أما اعتماد المنامات في إثبات كون فلان هو المهدي فهو مخالف للأدلة الشرعية ولإجماع أهل العلم والإيمان. لأن المرائي مهما كثرت لا يجوز الاعتماد عليها في خلاف ما ثبت به الشرع المطهر؛ لأن الله سبحانه أكمل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته الدين وأتم عليهم النعمة قبل وفاته عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز لأحد أن يعتمد شيئا من الأحلام في مخالفة شرعه عليه الصلاة والسلام»، وأضاف: «ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن المهدي أنه يحكم بالشرع المطهر، وتساءل كيف يجوز له ولأتباعه انتهاك حرمة المسجد الحرام وحرمة المسلمين وحمل السلاح عليهم بغير حق، وكيف يجوز له الخروج على دولة قائمة اجتمعت على رجل واحد وأعطته البيعة الشرعية فيشق عصاها ويفرق جمعها». ولفت الشيخ ابن باز إلى أن الدولة السعودية بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، ووصف الذي يستبيح الخروج على الدولة بالمعاصي بالخارجي المكفّر للمسلمين بالذنوب.