الدراما السعودية ونهاية تاريخ صلاحيتها
الثلاثاء / 23 / رمضان / 1440 هـ الثلاثاء 28 مايو 2019 04:16
عبداللطيف الضويحي
من يتابع الدراما السعودية بعين الناقد خلال شهر رمضان يقتنع أن الدراما المعروضة على التلفزيونات السعودية الرسمية والتلفزيونات السعودية الخاصة لم تتأثر بمجريات الأحداث في الداخل والخارج والتحولات العميقة التي مر ويمر بها المجتمع السعودي بأفراده ومؤسساته.
يمكن القول إن الدراما السعودية في أحسن الأحوال أنها جهود فردية مبعثرة لا تحمل محتوى جديدا مختلفا عن المحتوى الذي قدمته الدراما السعودية خلال الثلاثين عاما المنصرمة.
في الحقيقة، أن سبب استمرار الدراما السعودية إلى الآن يرجع إلى سببين اثنين: احتكار مؤسسات إنتاج بعينها وبالتالي أصحاب تلك المؤسسات والسبب الثاني، هو أن تلك المؤسسات تجتر نجاحات سابقة لأصحابها ما جعلها أعمالا درامية مستهلكة دون محتوى درامي حقيقي. وأن سبب عدم تجديد عناصر شابة في كثير من الأعمال، هو الاعتماد كل الاعتماد على وجوه وأسماء وشخوص كانت ذات جمهور سابقا هو للتعويض عن ضعف المحتوى أو المحتوى المستهلك وهذا ما يفسر الإصرار على بقاء نفس الشخوص ونفس الأسماء والوجوه، رغم أن الكثير منها لا يمت للدراما بصلة، ويفتقر لأبسط مقومات مهنة العمل الدرامي.
ولكي أنصف جهود العاملين المباشرين بالدراما السعودية، لا بد من تحديد المسؤولية عن هذا المستوى المنتهي الصلاحية من الدراما السعودية.
الدراما السعودية تفتقر للتخطيط، وغياب التخطيط هذا ناتج عن غياب الإستراتيجية والرؤية. وغياب الإستراتيجية والرؤية ناتج عن غياب جهة مرجعية للدراما التلفزيونية. إذ يبدو أن فصل الثقافة عن وزارة الإعلام، أحدث شرخا في تحديد الجهة المسؤولة عن الدراما، ناهيك عن أن أجهزة ومؤسسات أخرى تتداخل صلاحياتها مع وزارة الإعلام ووزارة الثقافة في مرجعيتها للدراما مثل هيئة الترفيه.
ولا أبالغ أو أتجنى، إذا قلت إن استمرار هذه الجهات الثلاث وربما غير هذه الجهات الثلاث أسهم في فقدان الدراما بوصلتها.
ولا أبالغ إذا قلت إن الدراما قد تحتاج لهيئة للدراما، إذا استمرت الدراما السعودية بلا هوية وبلا مرجعية. على أن إيجاد هيئة للدراما أو حتى وضع استراتيجية للدراما، لا يغني عن تفكيك الاحتكار الذي تحظى به شركات إنتاج تعد على أصابع اليد الواحدة تحتكر الدراما السعودية.
لا بد من تنشيط إنتاج الدراما التلفزيونية في كافة مناطق ومحافظات المملكة، عملاً بمبدأ تكافؤ الفرص، لجميع المواطنين والمستثمرين.
ولا بد أن يكون الإبداع والخلق والابتكار هو أساس الدراما الناشئة المقترحة في كافة مناطق ومحافظات المملكة، مع ضرورة مواكبة التقنية والتناغم مع معطياتها، بجانب توفير الدعم المالي والتمويل بسخاء على الدراما، وفوق كل ذلك أهمية المحتوى الإيجابي المنسجم مع التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع السعودي والمواكب للأحداث التي تشهدها الساحة داخليا وخارجيا.
ماعدا ذلك، فإن الدراما السعودية في مأزق حقيقي، بل وتعد الدراما السعودية حاليا في عداد المنتهية صلاحيتها إبداعياً وفنياً وموضوعيا ومحتوىً ومنهجيا، وفنياً.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
يمكن القول إن الدراما السعودية في أحسن الأحوال أنها جهود فردية مبعثرة لا تحمل محتوى جديدا مختلفا عن المحتوى الذي قدمته الدراما السعودية خلال الثلاثين عاما المنصرمة.
في الحقيقة، أن سبب استمرار الدراما السعودية إلى الآن يرجع إلى سببين اثنين: احتكار مؤسسات إنتاج بعينها وبالتالي أصحاب تلك المؤسسات والسبب الثاني، هو أن تلك المؤسسات تجتر نجاحات سابقة لأصحابها ما جعلها أعمالا درامية مستهلكة دون محتوى درامي حقيقي. وأن سبب عدم تجديد عناصر شابة في كثير من الأعمال، هو الاعتماد كل الاعتماد على وجوه وأسماء وشخوص كانت ذات جمهور سابقا هو للتعويض عن ضعف المحتوى أو المحتوى المستهلك وهذا ما يفسر الإصرار على بقاء نفس الشخوص ونفس الأسماء والوجوه، رغم أن الكثير منها لا يمت للدراما بصلة، ويفتقر لأبسط مقومات مهنة العمل الدرامي.
ولكي أنصف جهود العاملين المباشرين بالدراما السعودية، لا بد من تحديد المسؤولية عن هذا المستوى المنتهي الصلاحية من الدراما السعودية.
الدراما السعودية تفتقر للتخطيط، وغياب التخطيط هذا ناتج عن غياب الإستراتيجية والرؤية. وغياب الإستراتيجية والرؤية ناتج عن غياب جهة مرجعية للدراما التلفزيونية. إذ يبدو أن فصل الثقافة عن وزارة الإعلام، أحدث شرخا في تحديد الجهة المسؤولة عن الدراما، ناهيك عن أن أجهزة ومؤسسات أخرى تتداخل صلاحياتها مع وزارة الإعلام ووزارة الثقافة في مرجعيتها للدراما مثل هيئة الترفيه.
ولا أبالغ أو أتجنى، إذا قلت إن استمرار هذه الجهات الثلاث وربما غير هذه الجهات الثلاث أسهم في فقدان الدراما بوصلتها.
ولا أبالغ إذا قلت إن الدراما قد تحتاج لهيئة للدراما، إذا استمرت الدراما السعودية بلا هوية وبلا مرجعية. على أن إيجاد هيئة للدراما أو حتى وضع استراتيجية للدراما، لا يغني عن تفكيك الاحتكار الذي تحظى به شركات إنتاج تعد على أصابع اليد الواحدة تحتكر الدراما السعودية.
لا بد من تنشيط إنتاج الدراما التلفزيونية في كافة مناطق ومحافظات المملكة، عملاً بمبدأ تكافؤ الفرص، لجميع المواطنين والمستثمرين.
ولا بد أن يكون الإبداع والخلق والابتكار هو أساس الدراما الناشئة المقترحة في كافة مناطق ومحافظات المملكة، مع ضرورة مواكبة التقنية والتناغم مع معطياتها، بجانب توفير الدعم المالي والتمويل بسخاء على الدراما، وفوق كل ذلك أهمية المحتوى الإيجابي المنسجم مع التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع السعودي والمواكب للأحداث التي تشهدها الساحة داخليا وخارجيا.
ماعدا ذلك، فإن الدراما السعودية في مأزق حقيقي، بل وتعد الدراما السعودية حاليا في عداد المنتهية صلاحيتها إبداعياً وفنياً وموضوعيا ومحتوىً ومنهجيا، وفنياً.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org