كتاب ومقالات

رمضان في المملكة.. دفء وكرم السعوديين

راين م.كليها

بالرغم من مرور سبعة عشر عاماً على أول شهر رمضان قضيته في المملكة العربية السعودية، إلا أني ما زلت أذكر دفء وكرم الشعب السعودي منذ ذلك الوقت. قدمت إلى السعودية لأول مرة في شهرأكتوبر لعام 2002 ميلادي، في الأسبوع الذي يسبق بداية شهر رمضان لعام 1423 هجري. خلال نشأتي في الولايات المتحدة كان لدي العديد من الأصدقاء المسلمين في المدرسة والجامعة الذين من خلالهم تمكنت من تجربة وفهم وتقدير تقاليد هذا الشهر الكريم. فهمت تاريخ رمضان، وأهمية الصيام، وقمت بالمشاركة في الإفطار الرمضاني مع أصدقائي في الولايات المتحدة.

عندما وصلت إلى مدينة جدة في ذلك الوقت، لم أكن أظن أن الأجواء الرمضانية في المملكة العربية السعودية مختلفة عن غيرها. تتغير الأجواء العامة للبلاد تغيراً ملحوظاً. أعتبر نفسي محظوظاً جداً لأنني تمكنت من تجربة الأجواء الرمضانية مع أصدقائي السعوديين وعائلاتهم. يجتمع أفراد العائلة لتحضير وجبة الإفطار معاً، والأصدقاء الذين يتجمعون على السحور في وقت متأخر من الليل، ورؤية الزخارف الملونة داخل المنازل في جدة. كل هذه التفاصيل توضح مدى تميز شهر رمضان الكريم. رمضان هو وقت خاص لنقضيه مع من نحب بشكل مميز.

أنا ممتن بأن أتيحت لي الفرصة بالعمل في المملكة العربية السعودية والتمتع بثراء وثقافة مدنها، سواءً هنا في جدة أو في جميع المدن الأخرى التي زرتها خلال رحلاتي. ما زلت متأثراً بلطف العديد من أصدقائي السعوديين الذين فتحوا منازلهم وقلوبهم لي. بمناسبة هذا الشهر الفضيل، أحب أن أعبر عن امتناني بأن عائلتي تشعر وكأنها في منزلها هنا. القيم المشتركة لشعبينا تتضح بالكامل خلال هذا الشهر الكريم. يشرفني أن أحتفل برمضان بين أهل جدة مرة أخرى. أتمنى لشعب المملكة العربية السعودية رمضاناً مباركاً وعيد فطرٍ سعيداً. تقبل الله منكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، والعتق من النار.

* القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية في جدة