رمضان

سامي إحسان .. مجرّة النجوم

سامي احسان

خالد الجارالله (جدة) Okaz_online@

٧ سنوات مضت دون أن يأفل نجم الموسيقار سامي إحسان عن سماوات الطرب الأصيل، وقد أورثه سيلاً من الأغنيات التي خلدت في الذاكرة، والألحان التي تماهت مع ترانيم الشادين وأثير المستمعين. إحسان الذي اكتنز فضل اكتشافه النجوم، وما انفك طيلة حياته يتباهى بكونه كشافاً تدين له الأغنية السعودية بتقديم عشرات المواهب، منهم من ذاع صيته وحلق في سماء النجومية على علو شاهق، ومنهم من تأخر عن سرب المحلقين رغم موهبته وإمكاناته التي لم تسعفه.

يجيء الحديث عن قامة الموسيقار سامي إحسان كونه يتفرد عن سواه من الموسيقيين، بأنه الوحيد الذي رسخ مفهوم التبني المتعدد للمواهب الواعدة والاستثمار فيها، فعلاوة على أنه يضع الرهان على المواهب على المستوى الفني، كان يضع اعتبار الاستثمار في نجوميتهم وصقل موهبتهم، أولوية لدعم استمراره ومواصلة عطائه وتقدير قيمة بذله وعطائه، حتى لم يكن ليغفل هذا الجانب أياً كانت الموهبة التي يتعاطى معها، وهو ما كان يضعه تحت طائلة الاختلاف مع البعض ويفجر الخلاف مع آخرين. يجير لإحسان فضل اكتشاف أسماء بارزة أشهرها عبدالمجيد عبدالله، الذي ساهم في ترسيخ حضوره فنياً، وشجعه ووقف معه منذ عام 1979 وسجل له أغنيات عدة بينها «سيد أهلي» التي صنعت نجوميته وحققت له الانتشار. كما ساهم في ظهور الفنان علي عبدالكريم الذي لحن له في بداية مشواره، وكذلك النجوم محمد عمر وعبدالله رشاد وعباس إبراهيم انتهاء بإبراهيم الحكمي وغيرهم. كان لإحسان أن يصبح أكثر ثراء في عالم الموسيقى على نحو يفوق الذي رحل عليه، ويواكب القدرات الهائلة التي لم يستثمرها -برأيي- كما ينبغي حين آثر التفرغ لدعم المواهب وتبني النجوم، وكنت في كل مرة ألتقيه يشكو نكران كثير منهم بمجرد أن يتعلموا التحليق ويجيدوا الطيران. عبقرية إحسان تجلت في أعمال فنية خالدة قدمها لأبناء جيله ورفاق رحلته، مثل «إنت محبوبي» و«عيد الفرح» و«مع التقدير» مع محمد عبده، و«مرت» و«تعالي نقسم الشكوى» مع طلال مداح، و«الليل أبو الأسرار» مع عبدالله رشاد، و«سيد أهلي» مع عبدالمجيد عبدالله وأخرى مع عبادي الجوهر وغيرها.

سامي الذي كان إلى جانب براعته في العود «عازف كمنجة» متفردا، وكان ركيزة في الفرق الفنية السعودية وعضواً فاعلاً على مسرح التلفزيون، من مؤسسي جمعية الثقافة والفنون، وكان إلى وفاته مهموما بسعودة الموسيقى السعودية في حفلاتها وفرقها الموسيقية لإشباعها في الدعم كما كان يقول.