العساف: على العالم الإسلامي رفض تدخّلات إيران.. واستهداف منشآت النفط يهدد السلام
أكد أن فلسطين قضية المملكة الأولى
الخميس / 25 / رمضان / 1440 هـ الخميس 30 مايو 2019 01:12
يوسف عبدالله (جدة)
دعا وزير الخارجية إبراهيم العساف العالم الإسلامي إلى رفض تدخّل إيران في شؤون دول أخرى في المنطقة، وبينها اليمن.
وقال العساف في كلمة خلال اجتماع وزراء خارجيّة دول منظّمة التعاون الإسلامي في جدة أمس (الأربعاء): «إنّ دعم طهران للمتمرّدين في اليمن دليل على التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، وهو أمر يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي». وأضاف العساف أنّ هجمات المتمردين الحوثيين على المملكة ومنشآت النفط في الخليج تهدّد السلام العالمي، ويجب التصدي لها ومواجهتها بكل قوة وحزم، مؤكدا وجوب بذل المزيد من الجهود لمكافحة الأعمال التخريبية للجماعات التي نفذتها.
جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها وزير الخارجية إبراهيم العساف، وفي ما يلي نصها:
أتقدم بالشكر لحكومة الجمهورية التركية الشقيقة على ما قامت به من جهود خلال رئاستها للدورة السابقة للقمة الـ13 للدول الإسلامية.
كما أنقدم بالشكر الجزيل للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ولكافة منسوبي الأمانة على الجهود الموفقة التي قاموا بها للإعداد لأعمال هذه الدورة.
أصحاب السمو والمعالي:
ندرك أن عالمنا الإسلامي يمر بتحديات ومتغيرات بالغة الدقة والخطورة، ومنها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية وازدياد أعداد النازحين واللاجئين، وانتشار آفة الإرهاب والتطرف والطائفية، الأمر الذي يتطلب منا وقفة جادة لدراسة أبعادها وتداعياتها من كافة الجوانب، واتباع أفضل السبل الممكنة لمعالجتها ومواجهتها بحزم وقوة من خلال وحدة الموقف وحشد الجهود وتكثيفها لضمان استمرارية اعتصامنا بحبل الله وعدم تفرقنا.
تمر الذكرى الخمسون لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي ولا يزال النزاع مع إسرائيل أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وأود أن أؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولى، وبالذات حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المؤيدة من مؤتمرات القمم العربية والإسلامية المتعاقبة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته السياسية والأخلاقية في تحقيق ذلك.
أصحاب السمو والمعالي:
إن المملكة العربية السعودية تولي أهمية كبيرة للاستقرار في اليمن الشقيق، وتأسف لاستمرار الانقلاب على السلطة الشرعية من قبل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، الذي يعد مثالا واضحا على استمرارها في التدخل بالشوؤن الداخلية للدول، وهو الأمر الذي يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي لتعارضه مع ميثاقها ومع المواثيق الدولية.
وقد أدت تلك التدخلات إلى تزايد معاناة الشعب اليمني، كما نجدد التأكيد على تأييدنا لمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق قرارات مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني ونتائج اجتماعات ستوكهولم.
السيدات والسادة:
تؤكد المملكة العربية السعودية وقوفها مع جمهورية السودان الشقيقة وتدعم المجلس العسكري الانتقالي والإجراءات التي اتخذها والتي تصب في مصلحة شعب السودان الشقيق وإلى ما يرتأيه الشعب السوداني حيال مستقبله، ونؤيد الخطوات التي أعلن عنها المجلس العسكري في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، ونأمل أن يحقق ذلك الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية للسودان الشقيق.
أصحاب السمو والمعالي:
إن أمتنا الإسلامية تواجه العديد من القضايا الخطيرة في سورية وليبيا والصومال وأفغانستان إلى جانب المعاناة والتحديات التي تمر بها الأقليات المسلمة في مناطق عديدة من العالم، وإننا في المملكة العربية السعودية نقف قلبا وقالبا مع كل جهد مخلص يسعى لإيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سورية ومؤسساتها وينهي وجود الجماعات الإرهابية الطائفية فيها، استنادا إلى مخرجات جنيف وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسورية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما تؤكد المملكة على الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي، وندعو جميع الأطراف إلى العمل على الوحدة وقطع الطريق على الجماعات الإرهابية ومحاربتها.
وترى المملكة العربية السعودية أن عمليات إعادة إعمار الصومال وأفغانستان، ودعم مشاريع البنية والتنمية وتوفير الخدمات فيها سيكون عاملا أساسيا في عودة هذه الدول إلى مجتمعاتها العربية والإسلامية.
وفي ميانمار، تعرب المملكة العربية السعودية مجددا عن إدانتها الشديدة لما يتعرض له مسلمو الروهينغا من مجازر وتطهير عرقي وترحيل قسري، ونؤكد دعمنا لعودة اللاجئين إلى بلادهم وتوفير الظروف اللازمة لضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين، وصياغة خارطة طريق محددة وزمنية لتنفيذها، ونؤكد على أهمية دعم اللجنة الوزارية المنشأة بموجب قرار مجلس وزراء الخارجية في دورته الـ46 المخصصة للمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب ضد الروهينغا، وكذلك متابعة نتائج بعثة تقصي الحقائق التي كلفها مجلس حقوق الإنسان بالتحقيق في الوقائع والظروف المتصلة بالانتهاكات الأخيرة لحقوق الإنسان، لضمان المساءلة التامة لمرتكبي هذه الأفعال وتحقيق العدالة للضحايا.
السيدات والسادة:
إن المملكة العربية السعودية ملتزمة بمكافحة الإرهاب وتمويله بكافة أشكاله، ومواجهة الفكر المتطرف ونؤكد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمكافحة الأعمال التخريبية للجماعات المتطرفة والإرهابية، التي كان آخرها بداية هذا الشهر الكريم بعمليات استهدفت سفنا تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، واستهدفت كذلك محطتي ضخ خط الأنابيب للنفط في المملكة العربية السعودية عبر طائرات من دون طيار، وتؤكد المملكة على أن مثل هذه الأعمال الجبانة تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي وخطراً على الأمن الإقليمي والدولي، ويجب التصدي بكل قوة وحزم.
أصحاب السمو والمعالي:
إن منظمة التعاون الإسلامي تعتبر ثاني أكبر منظمة دولية بعد منظمة الأمم المتحدة وتمثل أكثر من ثلث سكان العالم ولا بد لها من أن تقوم بدور أساسي في العمل الدولي وإرساء الأمن والسلم في العالم والتعاون مع كافة الفعاليات الإقليمية والدولية وكل ذلك لن يتأتى إلا بنوايا صادقة وعمل دؤوب وتعاون وثيق بين الدول الأعضاء.
وفي الختام أكرر شكري للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكافة العاملين بالأمانة العامة على ما يبذلونه من جهود للإعداد لأعمال القمة، وأسأل الله عز وجل أن يبارك أعمالنا ويوفقنا إلى ما فيه تحقيق الخير لأمتنا وشعوبنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.