أخبار

خطيب المسجد الحرام: 3 درجات للبصيرة تغير حياة المؤمن

عدد من المصلين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الحرام أمس.

«عكاظ» (مكة المكرمة، المدينة المنورة) Okaz_online@

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، أن من المعلوم لدى كل مؤمن ذي بصيرة، وجود فرق بين البصر والبصيرة.

وبين أن البصيرة لا يمتلكها إلا المؤمن، أما غيره فهو فاقد لها. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام: «للبصيرة ثلاث درجات مَن استكملها فقد استكمل البصيرةَ، والبصيرة الإيمانية تغير كِيانَ العبد وحياتَه»، يقول ابن القيم: «أصل كل خير للعبد، بل لكل حي ناطق، كمالُ حياته ونورِه، فالحياة والنور مادةُ كل خير، فبالحياة تكون قوتهُ وسمعُه وبصرُه وحياؤُه وعفتُه، كذلك إذا قوي نورُه وإشراقُه انكشفت له صورُ المعلومات وحقائقُها على ما هي عليه فاستبان حُسْنَ الحَسَن بنوره، وآثرَهُ بحياته وكذلك قبحَ القبيح».

وأشار إلى أن درجات البصيرة تشمل، بصيرة الأسماء والصِّفات، وبصيرة في الأمرِ والنَّهي، وبصيرة في الوعد والوعيد.

أما البصيرة في الأسماء والصفات، فهي أن يعرف العبد ربه معرفةً صحيحة بأسمائه وصفاته، وهذا يجعله يبقى على المنهج المستقيم، فربه الذي تمت كلماته صدقاً وعدلاً، وجلَّت صفاته أن تقاس بصفات خلقه شَبهاً ومِثْلا، وتعالت ذاتُه أن تشبه شيئاً من الذوات أصلاً، ووسعت الخليقةَ أفعالُه عدلاً وحكمةً ورحمة، وإحساناً وفضلاً، له الخلق والأمر، وله النعمة والفضل، وله الملك والحمد، وله الثناء والمجد، أولٌ ليس قبله شيء، آخِرٌ ليس بعده شيء، ظاهرٌ ليس فوقه شيء، باطن ليس دونه شيء، أسماؤه كلُّها أسماءُ مدحٍ وحمدٍ وثناءٍ وتمجيد، وصفاتُه كلُّها صفاتُ كمال، ونعوته كلُّها نعوتُ جلال.

وأضاف:«البصيرة في الأمر والنهي، فبها يعرف مراد المولى عز وجل ويعرفُ حدوده ويلزمُها، وهذا الذي يورثُه لزومَ الصراط المستقيم والتقوى».

وبين الدكتورغزاوي، أما البصيرة في الوعد والوعيد فهي أن يشهد العبدُ قيامَ رب السماوات والأرض على كل نفس بما كسبت، في الخير والشر عاجلاً وآجلاً، وفي دار العمل ودار الجزاء، وأن ذلك هو موجب إلهيته وربوبيته وعدله وحكمته.

وفي المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي علي الحذيفي في خطبة الجمعة، عن أسباب خلق المولى سبحانه وتعالى لبني آدم وأسباب تكريم رب العزة له عن سائر المخلوقات بالنعم، وأن ابن آدم محل تكليفه وأمره ونهيه عز وجل.

وقال: «إن المولى عز وجل خلق الخلق بقدرته وعلمه وحكمته ورحمته، وأوجد هذا الكون المشاهد وجعل له أجلا ينتهي إليه، وخلق في هذا العالم المشاهد الأسباب، وخلق ما يكون بالأسباب، وهو الخالق للأسباب ومسبباتها».

وأضاف: «الإنسان مخلوق عجيب من مخلوقات رب السماوات والأرض، وفيه من عجائب الصفات ما تفرقه عن غيره». وأشار إلى أن الحكمة من إسباغ النعم على بني آدم هي أن يسلموا بالطاعة للمولى عز وجل ويشكروه ولا يشركوا به أحدا.