يحتفظ كل شعب من شعوب العالم بإرثه الثقافي من عادات وتقاليد واحتفالات وأعياد قوميّة ودينية ولغة ولباس وغيرها، وتسهم القواسم المشتركة بين الشعوب في تجسير المسافات وتعزيز روح التآلف بين مكونات المجتمعات، ولعل من أبرز خصائص الشعب الكوري التي يلتقي فيها مع الشعب السعودي تقديس الترابط الأسري والحرص على بناء الأسرة والحفاظ على العائلة، والتمسك بالتقاليد الاجتماعية خصوصاً في ارتداء الزي الشعبي في المناسبات، ويتقاطع الكوريون مع السعوديين في ترتيب حفلات الزواج، ويولون العرس جل اهتمامهم بدءاً من الخطوبة ودعوة الأقارب لحضور المناسبة، واستضافة الفنانين والموسيقيين وإعداد أطباق متنوعة من الطعام، وعرف الشعب الكوري بعشق الفنون وإدمان العمل والتعاون والمشاركة في إنجاز الأعمال بالحقول والمزارع، والجلوس مع بعضهم في أوقات الفراغ للمسامرة والمحادثة وروايات الحكايات الشعبية والحوار حول ما يواجه بعضهم من مشكلات والإسهام في حلها.

ومن خصائص الشعب الكوري إنتاج كافة ما يحتاجه من زراعة وصناعة حديثة وتقليدية تفادياً للاستيراد من الخارج حتى لا ينال الآخرون من مكانة الشعب.

ويتحاشى الكوريون ارتداء الأحذية داخل المنازل، ويفضّلون الجلوس على الأرض، ومن الملاحظات تقديس كبار السن، والنقد لكل من يجلس وكبير السن واقف، ومن المآخذ أن يحتل شاب المقاعد المخصصة لكبار السن في القطارات ووسائل المواصلات ومن يفعل يعرض نفسه للنقد بقسوة ويوصف بقلة الذوق.

ويذهب الباحث عبدالهادي الشمري، إلى أن الشعب الكوري يجمع بين التطور والرقي والتقدم والحداثة والثقافة والتمسّك بالتاريخ، مشيراً إلى أن من خصائص الكوريين الجنوبيين التغلّب على أنفسهم وعلى الاحباطات والتمسك بإشراقة الأمل.