أخبار

هل تنجح العشيرة في دير الزور؟

عبدالله الغضوي (إسطنبول)

دير الزور في واجهة المشهد السوري بعد هزيمة «داعش» الذي هيمن على المنطقة طوال 4 سنوات وخلف الكثير من التراكمات الاجتماعية والأمنية الملغمة، وعمل على أدلجة سوداء مازال جيل يحمل بذورها رغم كل ما حدث.

كانت عودة الهدوء الأمني إلى المدينة بطيئة بحكم حالة الفراغ الأمني والفوضى في إعادة السيطرة، إلا أنه بعد عمليات أمنية متكررة في شرق الفرات باتت الأمور إلى حد ما تحت السيطرة النسبية، وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى محافظة دير الزور ولقاؤه مع السفير الأمريكي ويليام روباك، بشيوخ العشائر والوجهاء في حقل العمر القريب من المليشيات الإيرانية.

عكست زيارة السبهان أهمية دير الزور في الفضاء السوري والإقليمي والدولي، بعد أن بقيت خارج الحسابات طوال الفترة الماضية إلى أن تمكن «داعش» من السيطرة عليها في صيف عام 2014 مستغلا حالة التقارب الجغرافي مع العراق. ودفعت هذه المنطقة ثمنا باهظا نتيجة الإهمال الدولي والإقليمي حيث أكبر عمليات التهجير في سورية للشباب ونهب الثروات النفطية والزراعية وتهميش كل القوى المحلية وبسبب هذه الممارسات ضد مدينة دير الزور، كانت النتيجة تمدد خطرين حقيقيين الأول تمثل في التنظيم الإرهابي والثاني في تمدد المليشيات الإيرانية حتى وصلت على الحدود السورية العراقية في البوكمال.

اليوم يمكن القول إن خطر التنظيم يقترب من الصفر ولم يعد هناك سوى الحديث عن خلايا نائمة؛ إلا أن الخطر الثاني المتمثل بالمليشيات الإيرانية مازال قائما بل تتوسع إيران على طريقة داعش في مدينة البوكمال وريفها عبر الأذرع المذهبية وسط غياب شبه كامل للمدنيين.

وأمام المخاطر الإيرانية؛ تحتاج مدينة دير الزور (شرق الفرات) على وجه التحديد الدعم الدولي والإقليمي، ومن هنا يأتي أهمية ودور السعودية التي تعمل على احتضان العمق العشائري السني في المنطقة وقطع الطريق على إيران التي تحاول طوال الفترة الماضية ربط العراق بسورية من بوابة دير الزور.