انزياحات تطير بندوة إنسان الباحة من الأنثروبولوجي إلى التنموي
وسمها النادي بالفكرية
الثلاثاء / 29 / شوال / 1440 هـ الثلاثاء 02 يوليو 2019 15:55
علي الرباعي ( الباحة)
ربما لم يضع متحدثون في أمسية أدبي الباحة في أذهانهم أن الحديث عن «إنسان المنطقة والمتغيرات» سيأخذهم برغمهم من ضفة النقد الثقافي إلى شاطئ التنمية، ويطير بهم من خانة القراءة الفلسفية والأنثروبولوجية إلى ورشة الرؤية ومتطلبات السياحة والخدمات البلدية ما حمّل انزياحات اللغة في العنوان مسئولية التداخل بين التنظير الفكري وبين التطبيق العملي للأمسية. إذ توقع بعض الحضور من النخب أن يتم تتناول الأمسية الفكرية مكانة المرأة وحقوقها عبر التاريخ ولذا أحضر شيخ بني عامر عبدالعزيز بن رقوش وثيقة تاريخية تؤكد عناية الأسلاف بميراث المرأة، فيما ارتقب التربوي معيض منسي تناول المتحدثين الإنسان من خلال تحليل أنثروبولوجي يأخذ في الاعتبار التراكمات التاريخية والاجتماعية، وربط الناقد عبدالعزيز الحطاب بين وسم الأمسية بالفكرية كما ورد في بطاقة الدعوة وبين تأثيرات الأفكار الوافدة للمنطقة على إنسانها لتتشعب الأمسية بالمتحدثين والحضور وتحلق بهم بعيداً عن عنوانها النوعي وتدخلهم دائرة جدل موضوعي لم يخل من ذاتية.
وشهدت الأمسية التي بدأها الباحث وحيد الغامدي بقراءة تأصيلية في تاريخ إنسان الباحة عبر 14 قرناً وما واجه من صعوبات وتحديات وما حازه من مكاسب أعلاها تمثل في الوحدة الوطنية. مداخلات عدة اتسمت بهاجس الإنسان باكتمال الخدمات وتسهيل الاجراءات وتناول الغامدي في ورقته مقاربات مع مفهوم القرية وبناءها الأبستمولوجي وتجليات المتغيرات الوظيفية والطفرات المالية وانعكاسها على طبيعة القرويين واستلابها إنسانية الإنسان من خلال الصراعات البينية والتطلع للزعامة وتأثيرات إنسان القرية على المدينة وعلى قريته التي لم تعد قرية بالمفهوم الاجتماعي والتاريخي.
واستعرض الكاتب صالح جريبيع جانباً من أنسنة المكان عبر تسمية المواقع والمواضع الزراعية بأسماء البشر ما عزز علاقة إنسان الباحة بالأرض رغم محدودية الحيازات لينتقل الحديث عن تنمية المنطقة والخدمات البلدية والحاجة لأنظمة خاصة وتشريعات تمكن إنسان المنطقة من البناء والاستثمار وتوقف أمام عدد من إشكالات الخدمات على مستوى الاسكان والطرق والبلديات والاتصالات وتساءل كيف يمكن أن ننتقل للحكومة الإلكترونية في ظل ضعف خدمة الاتصالات.
وتحولت الأمسية لنقاش لم يخل من تبادل أفكار أضفت على موضوع الندوة أبعاداً ورؤى جديدة لكل من سعد الكاموخ وعبدالناصر الكرت وعبدالرحمن ملحة والدكتور منصور الدعجاني والدكتور صالح عباس فيما تولى أمين منطقة الباحة الدكتور علي السواط الرد على ما ورد من ملاحظات على الجانب البلدي وأكد أن المنطقة تحتل مكانة كبرى على خارطة التنمية المرحلية موضحاً الاعتبارات الضرورية لتوفير الخدمات وتوجه الأمانة والبلديات نحو المبادرات وتعزيز شراكة المجتمع، مؤكداً أن الثقافة رافد وطني للتنمية وأن ما ورد من ملاحظات وتطلعات محل اهتمامه باعتبار الأمانة قائد للتنمية في ظل توجيهات أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود.
وامتدت الأمسية التي أدارها الأكاديمي أحمد عيسى الهلالي إلى منتصف الليل وتطلع رئيس النادي الأدبي حسن الزهراني إلى إعادتها نظراً لما أحدثته من تفاعل.