إلى من لا يهمه الأمر!
محطات
الأربعاء / 30 / شوال / 1440 هـ الأربعاء 03 يوليو 2019 01:32
ريهام زامكه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لمن يعرفني ولا أعرفه، ومن أعرفه ولا يعرفني، ومن لا أعرفه ولا يعرفني.
وأما بعد السلام؛ أتحدث مع نفسي كثيراً هذه الأيام، وقد زاد قلقي على (عقلي) الحبيب لأني كثيراً ما أحدثني بصوتٍ مرتفع، وأمازحني، وأضحك معي، وأحيان قليلة أوبخني، وأشتمني، ثم أعود وأحترمني وأراضيني.
ولأن عقلي (مُتنّك) كوعاءٍ من الصفيح، لا أقتنع بأي شيء إلا بدراسات العلماء وتجاربهم بشرط أن يكونوا قد أجروها مئات المرات على البشر وليس (الفئران)، والحمد لله أنهم قد بشروني وطمنوني بأن عادة التحدث مع النفس بصوتٍ مرتفع لا تعد جنوناً!
ورغم أني كنت أزعم دائماً أنها طقوس لا يمارسها إلا النوابغ والأذكياء لأطمئن نفسي وأكذب عليها، يأتي علماء آخرون (غربلهم الله) متخصصون في علم النفس ليؤكدوا أن التحدث مع النفس لا علاقة له أيضاً بالذكاء لا من قريب ولا من بعيد، وكل ما في الأمر أنه مجرد تصرف عادي جداً ومن المستحيل ألا يكون هناك شخصٌ في العالم لم يمارس هذا الفعل في مرحلة من مراحل حياته.
فحينما تتحدث مع نفسك تقوم مقام الراوي والمستمع في آن واحد، وأعانك الله إذا كنت (رغايّ) أو تملك لساناً طويلاً زيادة عن اللزوم، لأنه قد يحدث تضارب أو تناقض في حوارك مع ذاتك فتتماسك (بنات أفكارك) مع بعضهن (ويتشربكن) ويتشابكن ويتشاجرن ثم يحدث بينهن ما لا يُحمد عقباه.
ولا أخفيكم أشعر اليوم ببهجة وراحة وكأني أكتب لنفسي، وأتحدث معها من خلال الورق، وكأني أكتب صفحة في مذكراتي لن يقرأها ويطلع عليها أحداً سواي، جميل جداً هذا الشعور.
تُحدث نفسك فتكتشف ما بداخلك، لأن ما يخرج من فمك وتنطق به سيكشف لك رغباتك الداخلية الحقيقية التي قد تفاجئك أيضاً من نفسك.
ولأن تلك العادة صحية ولم يعتبروها جنوناً ولا ذكاءً، حُريّ بي أن أنشغل لفترة بذاتي، وأختلي بها وأناقشها وتناقشني ونعيد استكشاف بعضنا البعض.
ولمن لا يهمه الأمر سأعترف؛ قررت أن أخذ (بريك) لمدة أسبوعين، لا أكتب فيها، ولا أقرأ، ولا أفكر، ولا أتحدث، ولا أجعل لأحد سبيلاً عليّ، ولا أبحث كذلك عن أحد.
ثم ماذا؛ هذا ما سأفعله الآن، سأتركني هُنا وألوذ بالفرار، سأغادر عني ولن أترك عنواناً لأعود إليّ، لكن سأخذني معي وأواعدني وألتقي بي وأحتفي فيّ وأسافر.
سأمضي هكذا دون أن أخبر نفسي أين ستحط رحالي، وأين سأقيم، وإلى أين سأتوجه، لن أترك أي علامة للقاء، لكني سأترك قلمي مُهملاً على مكتبي مكشوف الرأس دون غطاء للتمويه.
سأحدثني كثيراً حتى أمل منّي، سأسرح وأمرح و (أتصرمح) في بلاد الله الواسعة حتى لو وصلت إلى (جزر الواق واق)، وإلى أن أعود من رحلتي الاستكشافية هذه، أقول أيضاً لمن يعرفني ولا أعرفه، ومن أعرفه ولا يعرفني، الأفضل لا تعرفني ولا أعرفك،،،، (تشاو).
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
وأما بعد السلام؛ أتحدث مع نفسي كثيراً هذه الأيام، وقد زاد قلقي على (عقلي) الحبيب لأني كثيراً ما أحدثني بصوتٍ مرتفع، وأمازحني، وأضحك معي، وأحيان قليلة أوبخني، وأشتمني، ثم أعود وأحترمني وأراضيني.
ولأن عقلي (مُتنّك) كوعاءٍ من الصفيح، لا أقتنع بأي شيء إلا بدراسات العلماء وتجاربهم بشرط أن يكونوا قد أجروها مئات المرات على البشر وليس (الفئران)، والحمد لله أنهم قد بشروني وطمنوني بأن عادة التحدث مع النفس بصوتٍ مرتفع لا تعد جنوناً!
ورغم أني كنت أزعم دائماً أنها طقوس لا يمارسها إلا النوابغ والأذكياء لأطمئن نفسي وأكذب عليها، يأتي علماء آخرون (غربلهم الله) متخصصون في علم النفس ليؤكدوا أن التحدث مع النفس لا علاقة له أيضاً بالذكاء لا من قريب ولا من بعيد، وكل ما في الأمر أنه مجرد تصرف عادي جداً ومن المستحيل ألا يكون هناك شخصٌ في العالم لم يمارس هذا الفعل في مرحلة من مراحل حياته.
فحينما تتحدث مع نفسك تقوم مقام الراوي والمستمع في آن واحد، وأعانك الله إذا كنت (رغايّ) أو تملك لساناً طويلاً زيادة عن اللزوم، لأنه قد يحدث تضارب أو تناقض في حوارك مع ذاتك فتتماسك (بنات أفكارك) مع بعضهن (ويتشربكن) ويتشابكن ويتشاجرن ثم يحدث بينهن ما لا يُحمد عقباه.
ولا أخفيكم أشعر اليوم ببهجة وراحة وكأني أكتب لنفسي، وأتحدث معها من خلال الورق، وكأني أكتب صفحة في مذكراتي لن يقرأها ويطلع عليها أحداً سواي، جميل جداً هذا الشعور.
تُحدث نفسك فتكتشف ما بداخلك، لأن ما يخرج من فمك وتنطق به سيكشف لك رغباتك الداخلية الحقيقية التي قد تفاجئك أيضاً من نفسك.
ولأن تلك العادة صحية ولم يعتبروها جنوناً ولا ذكاءً، حُريّ بي أن أنشغل لفترة بذاتي، وأختلي بها وأناقشها وتناقشني ونعيد استكشاف بعضنا البعض.
ولمن لا يهمه الأمر سأعترف؛ قررت أن أخذ (بريك) لمدة أسبوعين، لا أكتب فيها، ولا أقرأ، ولا أفكر، ولا أتحدث، ولا أجعل لأحد سبيلاً عليّ، ولا أبحث كذلك عن أحد.
ثم ماذا؛ هذا ما سأفعله الآن، سأتركني هُنا وألوذ بالفرار، سأغادر عني ولن أترك عنواناً لأعود إليّ، لكن سأخذني معي وأواعدني وألتقي بي وأحتفي فيّ وأسافر.
سأمضي هكذا دون أن أخبر نفسي أين ستحط رحالي، وأين سأقيم، وإلى أين سأتوجه، لن أترك أي علامة للقاء، لكني سأترك قلمي مُهملاً على مكتبي مكشوف الرأس دون غطاء للتمويه.
سأحدثني كثيراً حتى أمل منّي، سأسرح وأمرح و (أتصرمح) في بلاد الله الواسعة حتى لو وصلت إلى (جزر الواق واق)، وإلى أن أعود من رحلتي الاستكشافية هذه، أقول أيضاً لمن يعرفني ولا أعرفه، ومن أعرفه ولا يعرفني، الأفضل لا تعرفني ولا أعرفك،،،، (تشاو).
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com