كتاب ومقالات

أوساكا.. نيوم الشباب السعودي يقود العالم G20

عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان

قدمت المملكة العربية السعودية في اجتماع المجموعة العشرينية أدلة فعلية على اهتمامها الكبير بالشباب في المملكة العربية السعودية. وأكبر دليل هو ترؤس ولي العهد وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية رئيس المجلس السياسي والأمني الأمير محمد بن سلمان، الوفد السعودي في هذه القمة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو أصغر رئيس وفد في المجموعة العشرينية. ويمثل ولي العهد الشباب السعودي الذي وصلت نسبته في المملكة إلى 70%.

ليس ذلك فحسب، بل ضم الوفد مجموعة من المسؤولين الشباب، وهم رئيس الحرس الوطني، ووزير الثقافة، ونائب رئيس وزير الدفاع، وهذا تغيير استراتيجي لتأثيره على المستوى المحلي والدولي والأقليمي.

لذا فقد أكدت المملكة أرض الحرمين ومهبط الوحي للجميع أنها دولة أفعال وليست دولة أقوال، وأن من يدير الدولة ويصنع القرار في دولة تعتبر من أهم دول العالم في صناعة الأمن والسلم الدوليين وتوفير إمدادات الطاقة هم الشباب.

من نتائج القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين بإشراك الشباب هو تغير استراتيجية المملكة من دولة مشاركة في المجموعة العشرينية إلى دولة صانعة في وضع الاستراتيجيات والتوجهات لأقوى 20 دولة بدخولها ضمن مجموعة الترويكا لأن المملكة ستستضيف الاجتماع في 2020.

وهو عام مهم جداً للمملكة العربية السعودية لأنه يصادف الانتهاء من برنامج التحول 2020 والانطلاق لتحقيق رؤية 2030. وهذه الرؤية الشاملة أوكلت مهمتها لمهندسها الأمير محمد بن سلمان الذي يقود الشباب والشابات لتحقيقها.

ليس ذلك فحسب، بل شملت كلمة الأمير محمد بن سلمان في ختام اجتماع المجموعة العشرينية، الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني ونوعية الوظائف التي ستحدثها هذه التغيرات. ولإيمان المملكة بأهمية هذه التقنية في الثورة الصناعية الرابعة ركزت على هذه التقنيات واستثمرت مبالغ طائلة عن طريق صندوق رؤية سوفت بنك الذي تم إنشاؤه بشراكة سعودية يابانية بمبلغ 100 مليار دولار ويستثمر في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وسهلت أيضاً وصول الشباب والشابات إلى التعليم النوعي.

وماذا عن نيوم أرض الأحلام؟

ستكون العالم الجديد لسكان الأرض ومستقبل الشباب باستخدام التقنيات الحديثة التي تعتمد على الابتكارات وسوف تسهم بتغير الحياة. صحيح أن سمو الأمير محمد قال إن الرياض ستكون مكان اجتماع المجموعة العشرينية في خطابه ولكن المؤشرات والمعطيات تشير إلى أن نيوم ستكون الأقرب لهذا الاجتماع.

فقد تم افتتاح مطار نيوم قبل الاجتماع بيوم وأعلنت وزارة الاتصالات السعودية أن مطار نيوم الأول بتقنية 5G خلال انعقاد اجتماع المجموعة العشرينية وبعد القمة العشرينية أعلن المطار أنه استقبل الرحلات التجارية برحلة رقم SV2030.

هل هذه الأخبار المتعلقة بنيوم خلال اجتماع المجموعة العشرينية تمهد لعقد القمة العشرينية في نيوم؟ السعوديون بقيادة ملك الحزم وولي عهده الأمين قادرون على صناعة المعجزات، فهل سيشهد خليج نيوم الذي بدأ باستقبال الرحلات التجارية استقبال رؤساء المجموعة العشرينية؟ وهل هو المكان الجميل الذي ألمح إليه الرئيس الأمريكي؟ وهل نستطيع أن نستوحي من كلمة الأمير محمد بن سلمان أن نيوم هي مكان الاجتماع القادم؟ هل ستكون 2020 نقطة تحول للعالم في أرض الأحلام نيوم خاصة بعد أن نجحت المملكة في صناعة كيان لدول البحر الأحمر؟

المهم في الأمر أن القمة العشرينية في 2020 سيقودها ويديرها الشباب السعودي وبذلك يصبحون هم من يدير توجه الدول الأقوى اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً. جميع هذه الإنجازات تسجل لخادم الحرمين الشريفين، فهو من صنع المملكة الشابة ومكن الشباب والمرأة وسخر جميع الإمكانيات للوصول بالمملكة إلى المراكز الأولى في كافة الأصعدة. هل ستكون نيوم مركز التقنية والابتكارات مقر انعقاد المجموعة العشرينية في 2020؟

* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - الأدلة الرقمية