محطة أخيرة

«مبادرة عمار» تنهي تصفياتها استعداداً للحفل النهائي

بعد جولتها بين جدة المدينة الرياض الدمام

صورة جماعية لعدد من ذوي الإعاقة الموهوبين ولجنة التحكيم

«عكاظ» (جدة)

حلقت مسابقة مبادرة عمار في موسمها الثالث متجولة في عدة مدن رئيسية، ابتدأت من جدة، ثم المدينة المنورة، ثم للعاصمة الرياض، لتنهي رحلتها في المنطقة الشرقية، حيث استقبلت لجنة التحكيم المتسابقين من ذوي الإعاقة ممن لديهم مواهب في مسارها الأول.

كما استقبلت المبادرة الأصحاء في مسارها الثاني ممن لديهم أفكار، مبادرات، تطبيقات، مشاريع تخدم ذوي الإعاقة في ما يحقق خدمة مجتمعية واسعة النطاق للطرفين باندماج ذوي الإعاقة بالمجتمع وبالإحساس بالمسؤولية من المجتمع تجاههم.

وقد سجل في المبادرة أكثر من 1250 متسابقا لتتم تصفيتهم إلى 250 متأهلا من اللجنة الأولية، كموهبة حقيقية تستحق التقييم توزعوا بين المناطق الأربع ومن ثم دخل على اللجنة النهائية قرابة 200 متسابق.

و«مبادرة عمار» هي فكرة ولدت عام 2014، ونبعت من عقلية «قاهر المستحيل» الدكتور عمار بوقس الذي اهتم بفئة غالية وجزء لا يتجزأ من مجتمعنا، لتتطور المبادرة بإنشاء جمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة بتوجيه سامٍ من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي الأولى من نوعها في العالم في هذا الشأن، لتواصل المبادرة مسيرتها بموسم ثانٍ عام 2018 لتمتد بموسم ثالث هو الأقوى وبلجنة تحكيم متخصصة أضافت كثيرا للمتسابقين.

يذكر أن مبادرة عمار في الموسم القادم لن تقتصر على السعودية، بل ستمتد لدول مجلس التعاون الخليجي في خطة تطوير توسعية مسبقة وضعتها الجمعية كمسيرة عمل فيما ستكون أشمل من ذلك في قادم السنين، إذ استطاعت جمعية الإرادة تكوين شراكات عديدة بلغت 37 شراكة متنوعة، يأتي على رأسها الشريك الإستراتبجي شركة سابك التي تشارك جمعية الإرادة فعالياتها خطوة بخطوة، واستضافت جولة المبادرة التي أقيمت في الرياض، فيما تميزت «عكاظ» بشراكتها الإعلامية مع الجمعية، كما انضم البنك الأول أخيراً شريكا فضيا، وجاء الدانوب شريكا ذهبيا.



وفي هذا الصدد، أبدت مقدمة البرامج بقناة «العربية» وعضو لجنة التحكيم الإعلامية سارة دندراوي سعادتها الكبيرة بما رأته من مواهب رائعة، مبينة أن «الذهول» عنوان بارز لكل ما نشاهده من إبداعات حرفية وفكرية وعقول خارقة في مساري المبادرة، ولم تكن تتوقع قوة المبادرة ودقة تنظيمها، وذكرت أن فكرة المبادرة ألقت الضوء على مواهب كانت في الظل وما كانت لترى النور لولا هذه المبادرة «التي أثق أنه سيكون لها شأن أكبر وكل نسخة ستختلف وتكون أقوى عن سابقتها كوننا نعيش أجواء النسخة الثالثة منها».

كما أشادت دندراوي بالدور العظيم الذي يقدمه الدكتور عمار بوقس تجاه فئة غالية جداً علينا، وأن من واجبه كفنان نشر الوعي وتصحيح مفاهيم كثيرة لإظهار ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام وتمكينهم مجتمعياً والاندماج التام عملياً كونهم فئة مليئة بالإبداع والإبهار.

من جانبه، علق الفنان حبيب الحبيب على مشاركته عضواً بلجنة التحكيم، بأنها خطوة أسعدته على المستوى الشخصي، بلقائه بالمبدعين من ذوي الإعاقة وكذلك بالأفكار النيرة من غير ذوي الإعاقة التي تساهم بتهيئة كافة الظروف للمعاقين.

وعن الجولات في المناطق الأربع، أكد الحبيب أن ما رآه أمور تعدت حدود المعقول وفي بعض الأوقات وصلت للإعجاز، لدرجة أنه يعجز عن وصف ما شاهده وأن الاختيارات في الحفل النهائي ستكون صعبة جداً عليهم.

وأشاد حبيب الحبيب بالعمل الكبير الذي يقوم به فريق جمعية الإرادة بقيادة مؤسسها ورئيسها الدكتور عمار بوقس «قاهر المستحيل» وفريق عمله الذي جعل الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر لا إعاقة جسد.

وفي ذات السياق، كان للفنان التشكيلي ومستشار وزارة الثقافة الدكتور أحمد ماطر نصيب كبير من التعليق على المواهب الفنية التي نالت إعجابه الشديد؛ كون العديد من ذوي الإعاقة كانت مواهبهم في الفن التشكيلي والكلاسيكي والتجريدي متناهية الإبداع، حتى أنه توقع مبدئيا أن الفائز بالنسخة الثالثة لـ«مبادرة عمار» أحد المواهب الفنية.



من جانبه، أكد الفنان قصي خضر أن انتماءه لـ«مبادرة عمار» بدأ من موسمها الثاني ولن ينتهي، حيث قال: أنا جزء من «مبادرة عمار»، وهي جزء مني، وهذا الموسم كانت المواهب امتدادا للإبهار الذي رأيته في الموسم السابق، ورحلة البحث عن المواهب من ذوي الإعاقة ممتعة بكل تفاصيلها، والأجمل هذا الموسم إضافة مسار ثانٍ للأصحاء في ما يخص أفكارهم ومشاريعهم وابتكاراتهم التي تخدم وتصب في صالح ذوي الإعاقة، وهو مسار ذكي وفريد من نوعه وغير مسبوق كما هي المبادرة بكاملها.

وأكد قصي خضر أن المبادرة توسعية ومتطورة بشكل دائم وهذا بفضل الله ثم جهود الدكتور عمار بوقس الذي أولى ذوي الإعاقة جل اهتمامه من خلال جمعية الإرادة وطاقم عملها المتفرد فكراً وعملا.



واختتم تصريحات لجنة التحكيم رئيسها الدكتور عمار بوقس بشكره الجزيل لأعضاء اللجنة الذين قدموا عمل كبير تجاه المتسابقين في كلا المسارين، مقدمين لهم النصح والتوجيه لمن لم يحالفهم الحظ هذا الموسم، وداعمين فاعلين للفائزين، معرباً عن سعادته الكبيرة لنجاح جولات اكتشاف المواهب ودقة التنظيم من فريق العمل، مؤكداً أن طموح الإرادة سيواصل الصعود على سلالم المجد، وأن أمام الجمعية مهمة كبيرة في تجهيز الحفل الختامي.





• دانيه الصبان (مصابة بداء السمكية)

من جدة، تألقت بصوتها الجميل الذي غنت فيه عدة أغانٍ تحمس من خلالها الجمهور الحاضر، وكان من ضمنهم الفنان فارس مدني الذي شاركها الغناء على المسرح، وأبدى الفنان قصي خضر إعاجبه الكبير بصوتها وإحساسها وإتقانها لطبقات الصوت، متجاوزة حدود خجلها من دائها (داء السمكة) لتصر بإرادتها أن تطرب الآذان، وقد حصلت على العلامة الكاملة من أعضاء اللجنة الـ6 وتحديداً رئيسها الدكتور عمار بوقس الذي تنبأ لها أن تكون من أجمل الأصوات على المستوى العربي.

• زهراء الجرفي (إعاقة حركية)

وفي طيبة الطيبة، سحبت صاحبة (الإعاقة حركية) الفنانة التشكيلية زهراء الجرفي الأضواء بعد أن عرضت لوحاتها الفنية على لجنة التحكيم، التي كان في مقدمة آرائها مستشار وزارة الثقافة الفنان التشكيلي الدكتور أحمد ماطر الذي قال «وكأني أرى الفائز بالمبادرة» في إعجاب وذهول كبير من تشكيلي بقامته، فيما نالت النجوم الـ6 لتصل للحفل الختامي.

وقد رسمت زهراء لوحة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكذلك أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، إضافة إلى رسومات عديدة ستعرض في النهائي.

ومما يذكر أن زهراء كانت -حسب وصفها- تكره الرسم بسبب بعض معلماتها، لكنها أعادت الحياة للرسم وهي قاب قوسين لأن تكون إحدى الفائزات بالمبادرة.



• يوسف جامع (43 سنة) - (شلل أطفال)

فاجأ صاحب الإعاقة الحركية اللجنة بموهبته في ألعاب الخفة، حيث قام بعدة ألعاب أذهلت الحضور ولجنة التحكيم، وشارك الفنان حبيب الحبيب مع يوسف في أحد الأدوار، ما دعا حبيب لممازحته بطريقته الكوميدية لينال يوسف استحسان ورضا اللجنة وتأهله للمرحلة القادمة وتقديم عروض جديدة في الحفل الختامي.



• مؤمل عبدالله (11 عاماً) - (توحد)

وفي نهاية المطاف بالمنطقة الشرقية، أذهل اللجنة والحاضرين المبتكر مؤمل عبدالله، الذي عرض عدة ابتكارات كان منها: مكيف صحراوي يعمل ببطارية خاصة، وثلاجة برية بنفس الأسلوب، كما قدم لهم روبورتاً آلياً وعدة ابتكارات أخرى، كما أن مؤمل يتحدث اللغة الصينية، وقد علق أعضاء اللجنة بأن مثل هذه المواهب هي من ستخدم المملكة في رؤيتها 2030 حيث الاعتماد على الصناعات والابتكارات المحلية التي توفر موارد ذاتية.

ومن المنتظر أن يقام الحفل الختامي بتاريخ 24 يوليو الجاري، برعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، ووزير العمل المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، ورئيس مجلس إدارة شركة سابك الدكتور عبدالعزيز الجربوع، ورئيس ومؤسس جمعية الإرادة الدكتور عمار بوقس، وعدد من المسؤولين ووسائل الإعلام المختلفة، وذلك لتتويج الفائزين الـ3 في مسار ذوي الإعاقة، وتتويج الفائز في مسار الأصحاء وذلك في مقر مسرح شركة سابك.