رايس.. زيارة استكشافية لا أكثر..!؟

طلال صالح بنان

تصل وزيرة الخارجية الأمريكية غداً إلى المنطقة لزيارة القدس ورام الله لمواصلة الجهود الدبلوماسية الأمريكية لدى الفلسطينيين والإسرائيليين، لمواجهة استحقاقات مؤتمر أنابوليس، للتوصل إلى تسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحلول نهاية العام. إلا  أنه لا يمكن فصل الزيارة الثانية للسيدة رايس خلال شهر، عن ما يحدث من تطورات في المنطقة، خاصة أثناء زيارتها.
مباشرة بعد وصول رايس إلى المنطقة بيوم يعقد السبت مؤتمر القمة العربية في دمشق  وسط توتر في العلاقات العربية / العربية، مما ينعكس سلباً على نتائج المؤتمر، يهم واشنطن متابعتها عن كثب، لإدارة ملفات عالقة في المنطقة، قبل نهاية فترة الرئيس بوش. الحكومة الأمريكية مهتمة بتطورات الأزمة في لبنان.. وكذا هي مهتمة بتطورات الملف الإيراني ومهتمة أكثر بملف التورط السياسي والعسكري في العراق.. بالإضافة إلى احتمالات تفجر الأوضاع بين إسرائيل ولبنان، بسبب الأوضاع الداخلية غير المستقرة في لبنان، التي يمكن أن تكون لها تبعات إقليمية معقدة تنذر بصدام إقليمي أوسع، يختزل كل تناقضات الوضع في المنطقة بما لا يسمح لإدارة الرئيس بوش التعامل معها، بمستوى الخطورة التي تمثلها، في موسم انتخابات رئاسية أمريكية.
في إطار الهدف المعلن من الزيارة تخشى رايس استمرار مطالبة الفلسطينيين إعادة النظر -في القمة العربية في دمشق - في مبادرة السلام العربية التي سبق وأقرت في قمة بيروت العربية. رغم أن هذا الاحتمال بعيد، إلا أن مجرد إظهار الفلسطينيين إحباطهم من كفاءة وفاعلية الحماس الأمريكي لخارطة الطريق التي أوصى مؤتمر أنابوليس اتخاذها إطاراً للحل، من شأنه التشكيك في نوايا واشنطن برعاية تسوية سلمية منصفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في الوقت الذي يظهر فيه الفلسطينيون، رغم الخلاف الشديد بينهم التزاماً منضبطاً بإنجاح توصيات مؤتمر أنابوليس، بالذات في النواحي الأمنية، فيما تواصل إسرائيل سياسة الاستيطان، وكأن حكومة ايهود أولمرت، تُعمل معاول الهدم المنظم في الجهود الأمريكية للتوصل إلى تحقيق رؤية الرئيس بوش بإقامة دولتين يهودية وعربية في أرض فلسطين التاريخية، كما تشير لذلك خارطة الطريق.
ليس من المتوقع أن تحرز السيدة رايس تقدماً على الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية ليس لعدم توفر إرادة سياسية لذلك لدى الأخيرة ، بل أيضاً،  لأسباب عملية وثيقة الصلة بموسم الانتخابات الرئاسية... وهذا ما يؤكد الطبيعة الاستكشافية للزيارة، لتتبع تطورات أخرى تجري في المنطقة في وقت الزيارة.