ثقافة وفن

البطحي.. يعجنك بثقافتك وهويتك دون أن يخنقك بها

مجلس البطحي اليومي بعد صلاة المغرب داخل مزرعته في عنيزة.

قراءة: د. عبدالله المدني *

ماذا عسى المرء أن يكتب عن علامة وفيلسوف ومؤرخ وتربوي وراوية طوى، تحت تجاعيد 73 عاما من تقلبات الحياة وأحمالها ومنغصاتها وتحدياتها، الكثير من المعارف والأفكار والثقافات التي لم يبخل بها على أقرانه ومواطنيه، فصار -طبقا لمحمد عبدالله السيف في صحيفة «الجزيرة» السعودية (7/‏8/‏2006)- علامة فارقة في مسيرة الثقافة والأدب في السعودية، ونقطة انعطاف يتوقف عندها الكثير من المفكرين والمثقفين والباحثين والصحفيين على اختلاف توجهاتهم وآرائهم، فيجدُ كلٌ منهم ضالته وبغيته في مختلف مناحي ومجالات الفكر والثقافة.

وعبدالله السيف هو القائل عنه أيضا في صحيفة «الاقتصادية» (1/‏5/‏2009) أنه: «يعجنك بثقافتك وهويتك، لكن دون أن يخنقك بها، فهو صاحب أفق واسع، ونظرة متجاوزة لأمراض الثقافة المحلية، مع أنه نهل منها إلى حد التضلع، واجتاز صحاريها إلى أنْ صار أدل من القطا فيها، لكنه رشف رحيقها الخالص، وطرح عوالقها المعوقة. تراه بهيئته النحيلة، ووجهه المعروق، وغترته «المنسوفة» على هيئة «فلاليح» القصيم، متوسطا مجلسه، ويحرك الحطب المطقطق في وجاره في «مطلة». متحدثا عن ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أو قصيد حميدان الشويعر، أو حياة الإمام فيصل بن تركي، أو حكاية حايل وآل رشيد، أو حسن المهنا زامل السليم أو«مناخات» عتيبة وقحطان، ومطير وحرب، وعنزة وشمر، ناثرا النصوص الغزيرة، ومحللا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في كل هذا، بتسلسل، وترابط مذهل. لا يغفل عن التعليق والشرح محددا مكانا ورد في قصيدة محسن الهزاني، مثلا، أو مبينا سيرورة حركة التوحيد التي قادها الملك عبدالعزيز، الذي كان يراه بطل الجزيرة العربية على الإطلاق، لكن بطريقة الراوي الشامل غير الهياب ولا المكترث، لا بطريقة المؤرخ الرسمي الجاف».

أما الأديب سعد البواردي (صاحب مجلة الإشعاع التي صدرت بمدينة الخبر في الخمسينات) فقد قال عنه في صحيفة الاقتصادية (العدد 4271): «.. التاريخ جزء من ثقافته الواسعة، والتواضع ملمح من شخصيته الرائعة الجذابة. التقيته مرة واحدة وكأني بها التقيته ألف مرة ومرة (...) وقرأته في حواره الممتع المشبع بروح الفيلسوف وحكمة الحكماء وصراحة الأقوياء وصداقة الذين لا تخيفهم جرأة الكلمة وشجاعة الموقف.. هكذا وجدته يبعث فينا الحياة بحيويته وبفطرته التي لم تتبدل في رحلته.. عصامية متواضعة لا تحب الظهور، ولكنها أقوى من أن تتستر».

هذا الجوهر السعودي المخبوء، الذي لا يعرف الناس شيئا عنه خارج بلاده -بسبب عزوفه عن الأضواء والإعلام بحجة أن ليس لديه ما يقول، بل ورفضه لالتقاط صور فوتوغرافية له بحجتين؛ أولاهما هي عدم رغبته في أن ينفصل عنه ظله، وثانيتهما هي أن الحياة لا تستحق الذكرى- هو المرحوم عبدالرحمن بن إبراهيم بن صالح البطحي الذي تحل ذكرى وفاته الثالثة عشرة هذه الأيام، حيث إنه لفظ أنفاسه الأخيرة في 11 يوليو 2006 بمستشفى الملك فهد التابع للحرس الوطني بالرياض الذي كان يتعالج فيه من كسور وأمراض أخرى أدخلته في غيبوبة.

أبصر البطحي النور في عام 1939 بمدينة عنيزة، لأسرة قصيمية من التجار من ذوي المعاملات والمراسلات آنذاك مع الهند والعراق والحجاز (اطلع عليها وكتب عنها المؤرخ الصديق محمد عبدالرزاق القشعمي في المجلة العربية عدد 19/‏4/‏2015). وهكذا نشأ في عائلة ذات مستوى مادي فوق المتوسط. وتلقى تعليمه الابتدائي بالمدرسة العزيزية، متلقيا العلم على يد عدد من التربويين الأجلاء من أمثال صالح بن ناصر الصالح وأخيه عبدالمحسن بن ناصر الصالح وعلي بن ناصر السيوفي وسليمان بن محمد الشبل وحمد بن محمد البسام وصالح بن عمر الصائغ وحمد الإبراهيم الشريف وغيرهم.

بعد حصوله على الشهادة الإعدادية سنة 1957 من خلال نظام المنازل اشتغل مدرسا بالمدرسة العزيزية ما بين عامي 1958 ــ 1963، قبل أن يعين مديرا لها لمدة 34 عاما انتهت بتقاعده في سنة 1992. وخلال هذه الفترة الطويلة شهد الرجل تخرج 34 دفعة من أبناء مدينته ممن تبوأ العديد منهم لاحقا مناصب مرموقة في القطاعين العام والخاص، لذا نجده يصف تلك الفترة بالتاج الذي يضعه على هامته، مضيفا أنها لديه «أعظم وأكثر إثرة مما لو كان مالكا وحاكما مطلقا لجزر المالديف».

عن أسباب حصوله على شهادة المتوسطة بنظام المنازل، واكتفائه بذلك دون مواصلة المراحل الدراسية التالية كتب الأديب عبدالله السيف على لسانه في مقابلة أجراها معه قبل وفاته ونشرتها صحيفة الجزيرة (مصدر سابق) ما مفاده أن القدر كرمه وبعض زملائه بالفصل من الدراسة في بداية عام 1377 للهجرة، فلم يكن أمامه سوى التقدم للشهادة الإعدادية عن طريق المنازل، مضيفا أنه لا يعرف سببا منطقيا لما حدث سوى أنه قام وزملاؤه بواجبهم الوطني في سن مبكرة لم يكن يُوكل لهم فيها «غير رعاية الشاة والسير خلف أخفاف الإبل في فجاج الصحراء أو ترقيص المناجل بين قصب القمح وأعواد البرسيم»، ومعربا عن سعادته بما حدث قبل 50 عاما بقوله: «لعل من فوارق الأمور أن ما كنا نحاول تحقيقه في الوسط المدرسي من بث الروح الوطنية عن طريق نشر الوعي والثقافة في تلك السن المبكرة، والذي عوقبنا للنزوع إليه بالفصل والحرمان من الدراسة، هو ما تسعى إليه الجهات العليا في الوطن اليوم وندعو إليه بكل الوسائل والإمكانيات».

قلنا إن البطحي لم يكمل تعليمه بعد المرحلة الإعدادية، لكنه سعى إلى تثقيف نفسه بنفسه من خلال الاطلاع على أمهات الكتب والسفر. ولعل أكثر الأماكن التي عشقها وطابت نفسه فيها، بل وأثرت في تشكيل وعيه الثقافي والمعرفي والسياسي، وتعلم فيها الإنجليزية هي بيروت التي وصفها بـ«أوكسجين العالم العربي المعبأ بالغازات الخانقة». وفي هذا السياق كتب السيف (مصدر سابق) أن الرجل التقى في بيروت بعدد من المفكرين والمثقفين اللبنانيين والعرب وحاورهم وناقشهم، كما تردد على معظم المكتبات البيروتية واشترى منها كتبا كثيرة عكف على قراءتها، هو الذي حمل معه من عنيزة إلى بيروت ديوان الرصافي وجواهر الأدب خشية ألا يجد في بيروت ما يقرأه.

وكان ممن التقاهم في مصيف عاليه القاص والأديب والناقد اللبناني المعروف «مارون عبود» الذي وصفه البطحي بالكلمات التالية «كان شيخاً جذّاباً كل ما فيه يشدك إليه، جلسته، عكازه، طربوشه، حديثه الهادئ، ابتسامته. وقد كنتُ أتأمل في سمات ذلك الشيخ الذي يجمع بين الود والخطورة التي تمثلها لذعاته النقدية الأدبية، ومن أجمل لذعاته التي أدلى بها في أحد أحاديثه التي كان يُلقيها من محطة الشرق الأدنى البريطانية الاستعمارية في قبرص، قوله عن الشباب الجامعي اللبناني (إن شبابنا الجامعي يكتفي بالسلاح الجامعي.. وإنْ كان من نوع السلاح الفاسد)! وهذا التعبير في نظري يفوقُ قول فولتير الفرنسي (إن الشباب عندنا كالطفل الذي لا يعرف إلا كلام مربيته)». إضافة إلى مارون عبود، التقى البطحي في مكتبة دار الثقافة للنشر والطباعة في ساحة رياض الصلح بالفيلسوف اللبناني المثير للجدل الدكتور جورج حنا، وكان هذا من أكثر مثقفي لبنان، الذي أطال البطحي معه الحوار والنقاش حول حركة الفكر العربي والأوضاع السياسية في العالم العربي، والتقى أيضا بمؤلف قاموس المورد وصاحب دار العلم للملايين منير البعلبكي.

وعلى الرغم من حواراته المستفيضة مع أعلام الفكر العربي، وقراءاته المتنوعة، وأسفاره الكثيرة، فإن صاحبنا لم ينتم إلى أي مدرسة أيديولوجية ولم يدع إلى تبني أي مذهب فكري محدد، مفضلا الانتماء إلى هويته الإسلامية والعربية فحسب. وهذا ما يؤكد عليه قوله في الحوار المشار إليه مع الأديب السيف: «أمتي العربية التي يؤلمني أن أرى بعد كل تلك السنوات والآمال العِراض، أرى نسيجها يهترئ وجروحها تتسع وتتعمق، ونزيفها يزداد، وإنني لأعجب إلى حد الحيرة، كيف حقّقت هذه الأمة ما حققته من مجد غابر على صهوات الخيل، وظهور الإبل، والأقدام الحافية التي يوهنها الجوع والظمأ أحياناً، بينما نراها اليوم على هذه الحال من هزائم، وإحباطات رغم ما لديها -حكاماً وشعوباً- من طاقة بشرية وإمكانات هائلة؟ ما يؤكد أن العبرة ليست بالثروة في حد ذاتها، وإنما بالتدبير وحسن التوظيف لا باستخدامها لتحقيق الترف الغبي، وشبق الثراء الفردي، وتفاهة الأهداف. نعم إنني أنتمي لأمتي العربية والإسلامية بدايةً ونهايةً، إن شاء الله، وأزيدك علماً أنني وبكل قوة أستهجن أي انتماء لغيرها فكرياً كان أم مؤسساتياً، خاصة في عالمنا العربي الخصب بالزعامات الديماغوجية..... لم أدع مذهباً أو أيديولوجية معروفة عالمياً، إلا قرأتها وحاولتُ أن أتفهم معناها وغايتها على مدى 40 عاماً، وناقشتُ فيها ودافعتُ عن الجوانب الحسنة فيها، حسبَ رؤيتي الخاصة، وأبديت رأيي في جانبها السلبي. وهذه الطريقة الموضوعية في التعامل مع الأفكار، تدفع البعض إلى الاعتقاد أنك يا مَنْ تؤكد جانباً إيجابياً في فكرة أو نظرية هو مضاد لها -وغالباً هو لا يفهمها- تدفعهم إلى نسبك لهذه الفكرة أو النظرية، ولذلك فقد نُسبتُ من قبل هذا البعض إلى أيديولوجيات متعددة، وإنْ كان هذا البعض ممن لا أعرفهم، ولم ألتق بهم، أو أناقشه أو يناقشني في يوم من الأيام. إنهم من النوع الكريم جداً في إهداء الإساءة لغيرهم، وأنا لا ألومهم فهم أبناء بيئتهم».

ومن خلال كتاباته وحواراته يتبين بجلاء عشقه الكبير لمسقط رأسه، مدينة عنيزة، واعتداده بالانتساب إليها كأحد أبنائها الأعلام. ويمكن القول إن هذا العشق هو الذي حوله إلى واحد من المتبحرين في تاريخها وأحوالها إلى درجة أنه صار مرجعا لكل الباحثين عن أسرار هذه المدينة القصيمية ورجالاتها ومن كتبوا عنها وأسباب تميزها عن غيرها من مدن القصيم ونجد، ولا سيما ضرتها «بريدة». ففي حديثه مع رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الأسبق طارق الحميد الذي كان بصدد إنجاز عمل صحفي عن عنيزة (نشره في الصحيفة المذكورة في 25 يناير 2004) تحدث البطحي باستفاضة عن الفوارق والاختلافات بين شخصيتي عنيزة وبريدة، وأرجع تميز الأولى عن الثانية لجهة الانفتاح والتسامح إلى جملة من العوامل الثقافية والعسكرية والاقتصادية التي قد يوافقه عليها البعض وقد يختلف معه البعض الآخر.

ومما قاله في هذا السياق: «كان الناس في عنيزة يربطون تجارتهم بأملاك وأصول ثابتة في كل من الهند والبصرة وبغداد ومصر والشام، تدر على أهالي عنيزة القابعين في جوف نجد. أموالهم تختلف عن أموال أهالي بريدة. فهي ليست جمالا تقطع الصحاري لتباع في الشام والعراق، وعليه فإن لدى أهل عنيزة متسعا من الوقت في كل ليلة للتسامر والتحدث، أما بريدة فتجارتهم على طريقة العقيلات حيث يقطعون الصحاري سفرا لمدة أشهر، فلا متسع للوقت والتسامر والاسترخاء، في مدينتهم كثيرا». ومما قاله أيضا: «إن تجارة أهل بريدة مربوطة بين الشام والعراق وتقتضي السفر في الصحراء فكان لا بد أن تُحالف، وإلا خسرتْ تجارتها من قبل الغزاة وقطاع الطرق، وهذا ذكاء شديد من قبل أهل بريدة، أما عنيزة، فكانت تعاند لأنها تخزن أقواتها بداخلها، وكل ما على أهلها فعله هو إغلاق السور والبقاء في أمان».

لم يكتف البطحي بما سبق، بل عزز كلامه عن تميز مدينته بالانفتاح وتميز ناسها بالتسامح منذ القدم بأدلة منها أن المؤسسين الأوائل لعنيزة هم الأمويون (أصحاب حضارة مكة في الجاهلية) والعباسيون (أصحاب حضارة الشام والعراق العظيمتين)، الأمر الذي «جعل طبيعة نشأتها تختلف عن نشأة غيرها من مدن نجد المعروفة اليوم، التي كانت بداياتها إما موارد لقبائل من البادية يقطنونها صيفا ويهجرونها في فصلي الخريف والشتاء وجزء من فصل الربيع، وبعضها ابتدأ بأسر ريفية محلية هي أقرب إلى البداوة منها إلى المدينة، وظلت تتوارثها جيلا بعد جيل دون أن يتم على وضعها أي تغيير يقود إلى وضع شبه حضاري. إلى جانب هذا، فعنيزة بسبب وقوعها على طريق الحج وتوسطها منه، حصلتْ على اهتمام كبير من الأمويين والعباسيين كي تصبح ملتقى ومستراحا لحجاج بيت الله القادمين من وإلى الأماكن المقدسة من مسلمي العراق وإيران والبلاد الواقعة شرقا، وهؤلاء الحجاج في جملتهم ينتمون إلى أعظم الحضارات المعروفة قبل الإسلام ما يجعل لبقائهم في عنيزة أثرا حضاريا لا يمكن تفاديه، خاصة أنه يتم سنويا على مدى عدة قرون».

ولعل ما يبرهن على كلام البطحي ويعززه أكثر هو أن عنيزة، دون سائر المدن النجدية، ظلت على مدى قرون نقطة ارتكاز لأعمال المفكرين العرب والباحثين والمستشرقين الأجانب الذين انبهروا بما واجهوه من تسامح ورقي في التعامل والضيافة، ابتداء من ابن الجزري الذي لجأ إلى عنيزة وألف في جامعها الكتب، وانتهاء بالروسي «أليكسي فاسيليف» الذي أعاد إلى الذاكرة وصف الرحالة لها بالجمهورية المدنية، ومرورا بالرحالة أمين الريحاني الذي وصفها بباريس نجد، والمستشرق الإيطالي كارلو جورماني الذي رفض الإمام عبدالله بن سعود مقابلته في الدرعية فاختار الذهاب إلى عنيزة.

حينما سئل البطحي عن المجال الذي يجد نفسه فيه أكثر من غيره، خصوصا أنه صاحب اهتمامات متعددة في السياسة والشعر والفكر والتاريخ والثقافة العامة والقصيد النبطي والفلك والأنساب، أجاب: «أجد نفسي في جميعها، وإلا فلماذا هرولت في أثر كل منها. إن لي في كل فرع منها كرسيا وطاولة وقلما وكراسا، والهدف من علاقتي بالحرف مذ بدأتُ الاطلاع، هو ما يشكله الحرف من كلمات تحمل معنى ودلالة تعينني على تقليص مساحة جهلي ما أمكن، وتفجير فقاقيع غروري كلما ازدادت معرفتي بضآلة ما لدي من علم ومعرفة. وهذا ما جعلني غير قادر على التوقف عن القراءة والمتابعة الثقافية العلمية قدر ما أسعفني صحتي».

غير أن المعروف عنه هو اهتمامه الخاص بثقافة البادية وأعرافها وتقاليدها مما جعله، رحمه الله، في عداد الأنثروبولوجيين غير المتوجين، خصوصا أن العديد من الأنثروبولوجيين الأمريكيين (مثل دونالد كول وأليسون كيريك وبرنارد هيكل) تواصلوا معه بحثا عما ينقصهم. ويعزي الرجل هذا الاهتمام إلى أن الصحراء، بأبعادها اللامتناهية وبعظمة صمتها وكبريائها وهدوئها وعصفها وكدرها وخصبها وقحطها، شدته مذ كان يافعا، وهذا ما جعله يمضي فيها الأيام وحيدا بلا مرافق سوى أحاسيسه وكتابه ومن كان يقابله صدفة بصحبة ماشيته أو إبله.

* أستاذ العلاقات الدولية مملكة البحرين