دقيقة صمت
الخميس / 15 / ذو القعدة / 1440 هـ الخميس 18 يوليو 2019 02:05
أريج الجهني
حينما تغرقك الفوضى أنقذ نفسك بدقيقة صمت، حينما يدمن الناس الحديث دلل نفسك برفاهية السكوت، عندما تقف بين عتبة ضميرك وحطام الحقيقة تمهل هذه الدنيا ليست المعبر الأخير، بل هي مجرد بداية لرحلة أخرى، يجتهد الناس في تشريح ذواتهم، بينما الحكمة تقتضي الصمت أمام الغثاء، أمام العبث والجنون، لعل كثرة التطبيقات الإلكترونية أفقدت الناس القيمة الحقيقية للكلمة، أصبحت الكلمة مشاعة تنتقل من صورة لمشهد لسنابه! هكذا ببساطة، لكن المخيف هو التحول البشري السريع والتصالح مع تغول التقنية.
شاهدنا في الأسبوع الأخير الرابط الذي انتشر لتشاهد نفسك بعد الكبر، كنت فقط أتابع وأتأمل كيف ينساق البشر بجنون خلف هذه التقنيات دون تثبت من مصدر الرابط أو هدفه، الجميع يريد أن يرى نفسه في الكبر وكأننا لا نعرف كيف سنبدو؟ وهل يهم كيف سنبدو؟ هل ستتبدل قلوب أحبتنا حينما تتبدل أشكالنا أو تتهدل أجفاننا؟ هل نحن فعلا نرى ذاتنا في أعيننا أو أعين أحبتنا؟
إن هذه التقنيات أفقدت مصداقية الكثير من المشاعر وأحرقت مئات الأحاسيس أمام التعجل في النهايات، أو التزييف في البدايات، دقيقة صمت أو ربما دقيقة حداد لكل تلك الأرواح العابثة التي تجوب الكون، أصبحنا نرى كيف يتعاطى الناس مع أحبتهم وفق حال كل تطبيق، بل البعض لديه «لكل تطبيق صديق»، أنا لا أحاكم هنا ولا أقدم أي توصيات بل على العكس، أنا فقط أدرس سلوك الإنسان في العصر الحديث، بجانب الإنسان الاستهلاكي جاء الإنسان المستهتر والمتساهل.
هكذا أصبح من السهل أن تدمي أرواح الآخرين أو أن تثلم أرواحهم، بالجمود التقني ويمضي الوقت دون أن ندرك كم استهلك الناس من طاقاتهم لتعزيز مكانتهم أو حتى للضجيج، نحتاج للصمت كمهارة وسيلة لمقاومة الحياة، ومقاومة أوجاع الحديث، لهذا عندما تفقد الرغبة في التحدث فهذا ليس أمرا سيئا بل قد يكون بداية التصحيح في مسار حياتك، راقب عن بعد وتأمل لا تفرط بالتحليل ولا تمارس التنكيل، ولكن كن على رسلك وإن جار عليك الزمان كن شيئا جميلا!
* كاتبة سعودية
شاهدنا في الأسبوع الأخير الرابط الذي انتشر لتشاهد نفسك بعد الكبر، كنت فقط أتابع وأتأمل كيف ينساق البشر بجنون خلف هذه التقنيات دون تثبت من مصدر الرابط أو هدفه، الجميع يريد أن يرى نفسه في الكبر وكأننا لا نعرف كيف سنبدو؟ وهل يهم كيف سنبدو؟ هل ستتبدل قلوب أحبتنا حينما تتبدل أشكالنا أو تتهدل أجفاننا؟ هل نحن فعلا نرى ذاتنا في أعيننا أو أعين أحبتنا؟
إن هذه التقنيات أفقدت مصداقية الكثير من المشاعر وأحرقت مئات الأحاسيس أمام التعجل في النهايات، أو التزييف في البدايات، دقيقة صمت أو ربما دقيقة حداد لكل تلك الأرواح العابثة التي تجوب الكون، أصبحنا نرى كيف يتعاطى الناس مع أحبتهم وفق حال كل تطبيق، بل البعض لديه «لكل تطبيق صديق»، أنا لا أحاكم هنا ولا أقدم أي توصيات بل على العكس، أنا فقط أدرس سلوك الإنسان في العصر الحديث، بجانب الإنسان الاستهلاكي جاء الإنسان المستهتر والمتساهل.
هكذا أصبح من السهل أن تدمي أرواح الآخرين أو أن تثلم أرواحهم، بالجمود التقني ويمضي الوقت دون أن ندرك كم استهلك الناس من طاقاتهم لتعزيز مكانتهم أو حتى للضجيج، نحتاج للصمت كمهارة وسيلة لمقاومة الحياة، ومقاومة أوجاع الحديث، لهذا عندما تفقد الرغبة في التحدث فهذا ليس أمرا سيئا بل قد يكون بداية التصحيح في مسار حياتك، راقب عن بعد وتأمل لا تفرط بالتحليل ولا تمارس التنكيل، ولكن كن على رسلك وإن جار عليك الزمان كن شيئا جميلا!
* كاتبة سعودية